بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين
عندما شدد قريش عليه صلى الله عليه وسلم أرسل مصعب ابن عمير الشاب المترف الذي ترك كل شيء واسلم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووصلها وبداء ما أمر ودعاء الناس واخبرهم بما جاء فلتفوا حوله لعظم ما يقول فسمع بالخبر سيد المدينة وقالوا له:
إن هذا الرجل اشغل الناس عن دينهم ومنهم من امن فغضب وسل خنجره وذهب ليقتل مصعب ابن عمير وعندما وصل إلى مصعب الحليم الرقيق قال له لا تعجل اسمع مني فأن كنت قلت حقا فأنصت للحق وان قلت باطل فعليك بي فقال له قل وجلس يسمع فدخل الإيمان قلبه واسلم ونصر الله الإسلام سيدا وحكيما وشهيداً فقال له مصعب اغتسل وصلي وذهب وجمع قبيلته فسألهم كيف أنا فيكم؟ قلوا:سيدنا وأكرمنا وأشجعنا قال أنا صادق
قالوا صادق ميمون النقيبة قال أنا عدل قالوا: عدل
فقال :أن كلام رجالكم ونسائكم حرام حتى تأتمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فأسلموا بني عبد الاشهل جميعهم وأصبحوا في ميزان حسناته رضي الله عنه وعنهم أجمعين
واقبل صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلازمه سعد واتى يوم بدر وقام صلى الله عليه وسلم يستشير الناس ويومها كان المشركون إلف والمسلمون ثلاثمائة وار بعت عشر رجل وكلهم مثل سعد الواحد بألف رجل فقام من المهاجرين المقداد وقال((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صل حبل من شأت واقطع حبل من شأت وأعطي من شأت وأمنع من شأت وحارب من شأت وصل من شأت والله ما نقول كما قال بني إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول اذهب أنت وربك إنا معكم مقاتلون
ولكنه صلى الله عليه وسلم يريد الأنصار فقام القائد المتكلم عن أهل المدينة((صدقناك وأمنا بك وعلمنا إن ما جئت به الحق يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى ما أمرك الله به والله واستعرضت بنا البحر وخضته ما تخلف منا رجل واحد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا صبر في الحرب وصدق في اللقاء وعسى الله إن يريك منى ما تقر به عينك)) وأنتصر المسلمون وكانت موقعة غيرت جعلت للإسلام مكانه وقوته.
وجاءت معركة الأحزاب وحصن صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال وحفر الخندق وخرج سعد من الحصن وأمه تنظر له ويبتسم لها وتتبسم له وانظر إلى حنان إلام كان رضي الله عنه يلبس درع وبعض الدرع مخروم فتقول له لو سددته فرد لها بهذا البيت :لبث قليل يشهد الهيجاء حمل-لبأس بالموت إذا جاء الأجل وقدرت الله وهو القادر على كل شيء يأتي رمح يترك الجسد كله ويذهب إلى ذاك الموضع من الدرع فقال من يعني الذي رماه بالرمح ابن عرقه فقال عرق الله وجهك في النار وانتهت الحرب وأخذه صلى الله عليه وسلم ونصب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب فكان صلى الله عليه وسلم إذا جاء يصلي مر عليه وسلم وإذا انتهى مر وسلم وفي هذه الإثناء وضع صلى الله عليه وسلم لامته فأتى جبريل عليه السلام وسلم فقال وضعت لامتك فقال نعم فقال جبريل عليه السلام وعزة الله وجلال الله ما وضعت الملائكة لامتها فقال عليك ببني قريظة فقال صلى الله عليه وسلم لي أصحابه لا يصلي العصر إلا في بني قريظة ووصل صلى الله عليه وسلم وحاصرهم ونادي فيهم إن انزلوا يا أخوت القردة والخنازير وهم من نقض العهد وساندوا الأحزاب فعندما ضاقت بهم الدنيا تذكروا حليفهم وصديقهم أيام الجاهلية فقالوا لا ننزل إلا على حكم سعد بن معاذ فأرسل صلى اله عليه وسلم من يأتي به فعندما وصل سعد انظروا مقال صلى اله عليه وسلم للصحابة قوموا إلى سيدكم كل من كان في الأحزاب سبحان الله وعندما وصل ليحكم في بني قريظة سأل من في الناحية يرضى بحكمي وهو يقصد صلى الله عليه وسلم وذلك إجلال له
وسأل اليهود هل ترضون بحكمي فقالوا نعم
فقال رأي فيهم يا رسول اله صلى الله عليه وسلم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى نسائهم وأولادهم وأموالهم
فقام صلى الله عليه وسلم وقال((والذي نفسي بيده لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات )) فعاد بعد ذلك رضي الله عنه إلى خيمته ودعاء الله وقال(( اللهم إن كنت أبقيت بين رسول صلى الله عليه وسلم وقريش حرب فأبقني وان كنت أنهيت بين رسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش حرب فأقبضني إليك)) وانتهى الدعاء وانفجر الجرح وحضر صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين ونظر إلى سعد وهو يسلم أمره إلى الله الواحد القهار ملك الملوك الجبار الرحيم
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تنظر إلى ناحية سعد وقالت(( والله الذي لا اله إلا هو إني كنت اعرف بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم من أبو بكر وعمر)) رضي الله عنهم أجمعين
وبعد موته أول ما تكلم صلى الله عليه وسلم قال(( لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ)) أتعرفون ما معنى إن عرش الرحمن الواحد القهار الملك القدوس ا المصور العزيز المتكبر الرحيم إن السموات السبع في العرش كأنما سبع دراهم ألقيت في ردم
وقد ذهب بعض العلماء إن العرش اهتز فرحاً بسعد بن معاذ
وبعد موته آت المدينة وفد من فارس بجبة من زبرجا وحرير مخلوطة بألوان فلما نظروا الصحابة أخذت تبرق مع الشمس كادت تعمي إبصارهم واخذوا يمسحون أيديهم فقال صلى الله عليه وسلم (( تعجبون من هذه والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ خير من هذه ))
ورثته أمه وقالت
ويل أم سعد سعدا- صرامتنا وحدا وسؤددا ومجدا
وفارس معدا سد به ما سدا يقدها ما قدا
اللهم ارحمنا وارحم أموات المسلمين وألحقنا بالصالحين وارزقنا الشهد ونحن لها طالبين (( اللهم إني اصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وأن محمد صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك))