[align=center]
حجرةٌ قديمةٌ متهالكة
كل شيء فيها مبعثر
متسخةٌ
مضطربةٌ
كأنها عقل عربي !!!!!!!!!!
على يسار الباب
طاولة صغيرة بثلاثة أرجل
وتقوم مجموعةٌ من الأخشاب مقام الرجل الرابعة
على الطاولة
تلفزيونٌ قديم
وجهاز استقبال للقنوات الفضائية
أقدم
وأمام هذه الطاولة
وعلى الأرض
فراشٌ مُلقى
وحول الفراش القذر
أغراضٌ قديمة ملقاة
ومنفضة سجائر مُترعة بالسجائر من أنواع وأشكال عدة
وعلى الفراش
قميصٌ أبيض قديم
وبنطلون أبيض مهتريء
وداخل هذه الملابس
شابٌ عربي
وعلى امتداد يد القميص يدٌ سمراء نحيلة
تُمسك سيجارة
وعلى امتداد الثانية يدٌ أشد نحولاً
بإبهام منتفخ من كثرة الاستخدام !!!
تُمسك
بجهاز التحكم عن بعد بجهاز الاستقبال
ومن قناة إلى قناة
كان العربي يتنقل
فتيات شبه عاريات
جميلات
رائعات
رقصٌ (وهز وسط)
مسابقات
أحلام
طعام
إعلانات
شهوات تُنثر هنا وهناك
يرتعش مع من يرتعش جسدها
ويتنهد مع من تتنهد
شاهد كل الرقصات
بل وشاهد كل جزءٍ من الجسم وشاهد رقصته الخاصة به
وعلى مساحة الشاشة كلها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شاهد كل الأجساد
كل الأحجام
كل الألوان
وأدق أدق أدق التفاصيل
إبهامه أصبح يعمل حتى ومن دون الجهاز!!!!!!!!
إبهامه مبرمجٌ على.................!!!!!!!!!! !!!!!
يمر بتثاقل من أمام المسلسلات والأفلام
ويتوقف أمام أغاني الرقص والهز
ويفر مُسرعاً
من معنا فضيلة الشيخ (( .............................. ..))
وأحاديث الوعظ الصادقة النادرة
والمستهلكة الجوفاء الفارغة
منها كلها كان إبهامه يفر
حاول الوقوف مراراً ودون جدوى
لايعلم إلى الآن السبب !!!!!!!!!!!!!!
أيضاً مع الأخبار
حتى إذا فاض به الكيل
وبلغ السيل الزبى
وأثاره الهز و............ و.................و........... ...................
سال لعاب إبهامه على جهاز التحكم
وضغط
على تلك القنوات
وانتُهكت إنسانيته
!!!!!!!!!!!!
واستلقى ونام !!!!!!!!!!!!!!
ذات وقت (( فكل الأوقات عنده سيان ))
طفق إبهامه كعادته
يُقلب في تلك القنوات
مد يده إلى علبة السجائر فوجدها فارغة
تنهد
تألم
فجيبه الآخر فارغٌ كفؤاد أم موسى
بدء يبحث في المنفضة
عن بقايا السجائر التي لم تنتهِ بعد !!!!!!!
وجمع بعض أعقاب السجائر وقام بتنظيفها
واستعد لإشعالها
وأشعلها
وبدء يمتصها وقد أمسكها بسباته وإبهامه
كأنما أمسك فتاة من فتيات الأغاني !!!!!!!!!!!!
وأثناء كل ذلك
وإبهامه مشغولٌ بذاك العقبُ
تسللتْ نشرةُ الأخبار....
لم يلتفت إلى مافيها
فكل الأخبار تُشبه بعضها
ماهي الأخبار
إلا أهل إسلامٍ يُقتلونَ كالعادة
ولاجديد إلا المكان والزمان
أو أخبار لاتمت إليه بصلة
لا من قريبٍ أو بعيد
ولما أن فرغ من تلك الأعقاب
أو فرغت منه
رفع رأسه
واستعاد إبهامه السيطرة على الجهاز
وحان الآن موعد الفرار من الأخبار
فجأة
سمع خبراً عن معتقلي غوانتانامو
حقوق الإنسان تعترض على وسائل الاستجواب المستخدمة معهم!!!!!!!
المجندات
يجبرن المعتقلين على ........معهن
المجندات يتعرين أمام المعتقلين !!!!!!!
لخلخلة تماسكهم
وانتزاع المعلومات منهم
وبعد لحظة
لقاء مع مجندة متهمة بفعل ذلك
تعترف وتعتذر
نظر إليها فإذا هي شقراء فاتنةٌ رائعة
أجمل من فتيات (( البرتقالة ))بكثير
رمى بنفسه على فراشه
تزاحمت أمام عينيه
ظروفه
فقره
بطالته التي لايعرف لها سبباً!!!!!
شهادةٌ وقد حصل على واحدة جيدة جداً
لغةٌ يُتقنها
حاسبٌ يتقنه
ولاعمل !!!!!
تزاحمت أمام ناظريه
ديونه
جُثث أحلامه
بقايا أمانيه
إيجار الحجرة المتأخر
مرض أمه
أخته ذات السبعة أولاد والمطلقة
جوعه
وفتيات الأغاني .....................!!!!!!!!! !!
قال في نفسه:
ماذا أنتظر ؟؟؟!!!!
مالفرق بين غوانتانامو وبين حجرتي تلك ؟؟؟؟!!!!
هناك على الأقل طعامٌ وشرابٌ
ووسائل استجواب يحتاجها وبشدة !!!!!!!!!!!!!
ولكن كيف يصل إلى هناك ؟؟!!!!!!!
فهو يكره الإرهاب ويمقته
وهو يرى أن القتل والغدر والتفجير سلاحُ الجبان لا سلاح الشجاع
وهو متيقنٌ أن هذه الأعمال تضرُ الإسلام أكثر مما تنفعه
وهو على الرغم من كل شيء
على الرغم من كل القنوات
مازال مسلماً ويحب الإسلام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن لابد أن يذهب إلى هناك
أطرق ملياً
ثم رفع رأسه مُتبسماً
وقال في نفسه :
استدين من تراب الأرض حتى أصل إلى أي مطار أوربي
ويكون بحوزتي أي أمرٍ يُشير إلى أنني إرهابي ....
فيذهبون بي إلى هناك
ولكن ماهو
فكر
وفكر
وفكر
ثم قال:
نعم وجدته
سآخذ معي أي كتابٍ
للأمام النووي!!!!!!!!!
نهض من على فراشه
وخرج من حجرته ليبحث عن ذلك الكتاب
وترك التلفزيون يعمل ونشرة الأخبار مازالت تتراقص في المكان
بعد الفاصل
حقوق الإنسان تعترض على
((المعتقلين في غوانتانامو تعرضوا ........................من مجندين سود بغرض انتزاع اعترافات منهم))!!!!!!!!!!!!
حقاً حظكَ عربيٌ صميم !!!!!!!!!!!!!!
.
.
.
.
.
.
.
أحمد النجار [/align]