أزمنة فى تاريخ الأديان
نظريات في أعمار الأمم :
(1) النبوءة بوعد الأخرة فى الأديان السماوية تتطابق وتكمل بعضها البعض
دراسة رقمية مقارنة للنبوءة فى القرآن والسنة وأسفار التوراة وأسفار العهد الجديد
(2) نظرية التماثل الزمني
تطابق أزمنة الأمم يبين أن الله قدر لها أعمار كأعمار البشر
محمد محمود هنيدى (سيف الكلمة هنا)
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرية رقم (1) النبوءة
مصادر النبوءة عن وعد الآخرة والأحداث السابقة والمصاحبة واللاحقة للوعد فى الأديان السماوية الثلاثة تتطابق وتكمل بعضها البعض
تنويه لازم
اطلعت على دراسة قرآنية رقمية مركزة للشيخ بسام جرار توقع فيها زوال دولة إسرائيل الأخيرة عندما يكون عمرها 76 سنة قمرية
فكانت الدراسة التي أقدمها استكمالا لنفس الموضوع من زوايا أخرى
شملت نظريتنا أزمنة في تاريخ الأديان نصوص النبوءة في أسفار دانيال و حزقيال وإرميا والرؤيا وبعض أعداد من الأناجيل إلى جانب سور أخرى من القرآن الكريم منها فاتحة الكتاب التي تبين لنا شمولها لإشارات رقمية لأزمنة الأمم واستكملنا الصورة من الأحاديث الشريفة خلال رحلة مع هذه النبوءة تدرجت خلالها في الفهم عبر سبع سنوات وأعرض فى هذا الموضوع جانبا من نتائج هذا البحث حول مقارنة أخبار النبوءة فى الأديان وهي نظريات في فهم النبوءات لا ترقى إلى الحقيقة العلمية اجتهدنا فيها للاقتراب من فهم النبوءة وفق تحليل بعض المعطيات الرقمية للنصوص المقدسة للإسلام والمسيحية واليهودية ووفق منهج العدد للآيات والكلمات والحروف المعرض للانتقاد .
ولكن قد لفت نظرنا التطابق الملفت للنظر للنتائج من تحليل النصوص فى الأديان الثلاثة
وفي هذه النظرية وتطبيقاتها إضافات جديدة وعديدة في مقارنة الأديان
وقد تبين لنا أن النبوءة واحدة ومركبة ومرسلة بواسطة العديد من الأنبياء عبر تاريخ الأديان السماوية ولكي يكون فهمنا شاملا لتفاصيل وتوقيتات النبوءة كان علينا أن نفهم الأحداث من زوايا الرؤية المختلفة من واقع النصوص المتعددة للأديان الثلاثة مدركين أنها أخبار لنبوءة واحدة في هذه الأديان السماوية وليست نبوءات مستقلة عن بعضها البعض فقد خلصنا بالتجربة أن مصادر النبوءة تكمل بعضها بعضا وكل الطرق أوصلتنا إلى نتيجة واحدة هي ما سبق إليه الشيخ بسام قبل خمسة عشر سنة وهو أن نهاية إسرائيل عام 1443 هجرية أو ما يقابلها شمسيا ثم تأتي إضافات تفصيلية عن توقيتات أحداث سابقة بعضها موغل في القدم أو لاحقة ننظر إلي بعضها علي أنه غيب وجميعها ترتكز علي موعد رئيسي قريب من الثبات لتعـدد مصادره هو وعد الآخرة .
وقد راعينا في هذه الدراسة التركيز والإيجاز وعدم تكرار ما وصل إليه من سبقنا مهما كان الجهد المبذول فيه منا إلا عند الضرورة مع الإشارة للأصل المأخوذ منه ولم ننقل عن غيرنا إلا ما راجعناه وكنا مطمئنين إليه.
وضع للنقاط فوق الحروف في قضية الغيب
الغيب هو ما غيبه الله عنا سواء كان حاضرا أو ماضيا أو لم يأت بعد وما جاءنا به الخبر من الله لا نري أنه غيب على إطلاق الكلمة فهناك الغيب الغير مخبر عنه وهو مجهول كله وهناك الغيب الذى أتانا خبر من الله حول بعض عناصره أو أحداثه فهو غيب معلوم بالخبر فقد يكون الحدث الغيبي مما مضى من أحداث الأمم كقضية الطوفان ووعد أولاهما فى سورة الإسراء أو آجلا لم يأت بعد كوعد الآخرة . فالحدث ليس كله غيبا وقد علمنا بعضه وما علمناه من عناصر القضية كان غيبا ولم يعد كذلك وما جهلناه فهو غيب مطلق وقد يكون الغيب في بعض تفصيلات لم ترد لنا فالأخبار القادمة التي نناقشها وفق معطيات من نصوص دينية لا تكون مناقشتها هنا رجما بالغيب وتكون مناقشة لنصوص أخبرت بغيب وتكون العبرة هنا بمراعاة الباحث لكل من درجة الثقة في النص وصحة التناول والفهم لهذا النص وفى قضايا الغيب الرئيسية بعض الأخبار الجزئية وردت إلينا من القضية المغيبة ويكون باقى عناصر القضية من الأخبار المغيبة عنا ولنناقش واحدة من قضايا الغيب كمثال قال تعالى (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )( 34 / لقمان) بالآية خمس قضايا غيبية فلنناقش إحداها كمثال : (ويعلم ما في الأرحام) حق أن ما في الأرحام غيب لا يشك في ذلك مؤمن . يعلم الله ما في الأرحام ويعلم أن من فى الرحم سوف يكون شقيا أو سعيدا ويعلم الله رزق هذا الجنين من عقل وذكاء ورزقه من الصحة والمال كما يعلم الذكورة من الأنوثة ويعلم غير ذلك الكثير فالعلم كله لله .فإن علمنا الذكورة من الأنوثة وهي بعض هذا الغيب فهل نكون راجمين بالغيب؟ بالطبع لا . وموضوع هذا البحث يتناول أخبارا من نصوص دينية عن جزئيات من بعض قضايا الغيب المخبر عنها لكنها لا تشمل الغيب كله فالغيب كله لله .
مبادئ حول مصادر الدراسة
السند الأول: القرآن الكريم
والثاني :الحديث الشريف
عدا المكذوب منه ما لم يتعارض مع نص قرآني وهو مقدم علي مصادرنا من الكتاب المقدس ولم نر ضرورة لاستبعاد ما دون الصحيح من الحديث عدا المكذوب حيث الهدف من الدراسة ليس استخراج تشريعات ملزمة ولكن الوصول لأقرب سيناريو دقة للأحداث القادمة
وكما أوضحنا فإننا نقدم نظرية في الأزمنة مع ملاحظة عدم اعتمادي للبحوث الرقمية في تفسير القرآن بغرض استخراج تشريعات للمسلمين .
والثالث :الثابت من التاريخ
والرابع: الكتاب المقدس
اعتمدناه كمصدر للنبوءة وللتاريخ ما لم يتعارض مع القرآن والسنة
إلا أننا لم نستطع الاعتماد على تفسيرات أهل الكتاب للنبوءة إلا في حدود ضيقة بسبب تكرار لي عنق النصوص بغرض إثبات معتقدات خاصة مما أوقع أكثرهم في اللجوء للتقريب الغير واقعي الذي يصل أحيانا إلى عدد من السنين أو مئات السنين بحصر النبوءات فى فترات زمنية محددة مما مضى مما يجرد النبوءة من مضمونها هذا غير عدم التزامهم بالتوقيتات من مصادرها التاريخية وإضافة أو حذف بعض السنوات لتتفق النتائج مع أهدافهم في التفسير ولاحظت أن هذا العيب ظاهرة متكررة فى التفسيرات المسيحية للنبوءات
لماذا رأينا أن يكون بالسنوات القمرية
كان التقويم المعتمد عند بني إسرائيل قبل الميلاد هو التقويم القمري كما أن السنة الشمسية عند بنى إسرائيل أو عند التابعين للمسيح لم تستخدم إلا في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي عند إحكام السيطرة العسكرية للإمبراطورية الرومانية والتدخل بثقل كبير فى شئون العقيدة وكانت روما تعتمد التقويم الشمسي وقامت بضرب المسيحيين الموحدين غير المؤمنين بتعدد الأقانيم من المؤمنين ببشرية المسيح عام 363 ميلادية وكان الحساب قبل الميلاد عند بنى إسرائيل قمريا حتى ذلك الوقت . إلا أنه يوجد رأي آخر أن الحساب القمري استمر عند بنى إسرائيل إلى القرن الثاني الميلادي فقط حتى تم تشتيت بنى إسرائيل في أنحاء الأرض عام 133 ميلادية ولم يثبت ترجيح لأحد الرأيين.
وفى جميع الأحوال يجب أن تتوحد وحدة قياس الزمن
وقد ذكر الله الشمس والقمر في الآية 12/الإسراء لمعرفة عدد السنين والحساب فكلاهما يجوز الحساب به ولكن للاقتداء بفعل الصحابة والأولين من المسلمين استخدمنا التوقيت القمري فوجدنا بالممارسة أنه عالج المعادلات الزمنية بيسر ودون كسور مما يشير إلى أنه الحساب المقصود فى النبوءات .وأيضا حيث كان التوقيت القمري سائدا في عصر الأنبياء وقد رأيت للأسباب السابقة مجتمعة اعتماد الحساب القمري معتبرا التقويم الشمسي عادة رومانية إدارية لا علاقة لها بنبوءات أزمنة الأمم فى النصوص الواردة عن الأديان السماوية الثلاثة
من أين كانت البداية ؟
ليست أرقاما وحسب فللحكاية بداية ونهاية وبينهما كثير ومصادر النبوءة متعددة وما زالت تحتاج للمزيد من الدراسات الجادة
حكم الفرعون رمسيس الثاني مصر 60 سنة وكان فرعون الاضطهاد ومات فخلفه ابنه مرنبتاح وهو فرعون الخروج لمدة (8) سنوات ثم مات مع كل جيشه غرقى عندما شق الله البحر بيد موسى صلى الله عليه وسلم فعـبر موسى ببني إسرائيل سالمين وغرق الجنود كان ذلك يوم 10 من المحرم عام 1224 ق.م. وقد تم تحديد عام الخروج وفق حساب استخرجته من أعمار وفترات حكم الفراعنة والملوك من الجزء السادس من موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن وعلمنا يوم الخروج وفق الثابت لدينا من السنة عن موعد صيام بعض بنى إسرائيل يوم 10 محرم من كل عام لإحياء ذكرى نجاة موسى وبني إسرائيل وغرق الفرعون وجنده وفي عام الخروج رأى آخر هو عام 1223 ق.م. وفق جدول زمني للأحداث الهامة في أول صفحات الكتاب المقدس
طبعة الشرق الأوسط وربما كان يمكن الجمع بين النتيجتين لأعوام التداخل بين
الملوك.وهناك آراء أخرى لم أستطع اعتمادها لمخالفتها للتاريخ الثابت
وجدير بالذكر أن رمسيس الثاني ذكر بالتوراة كفرعون للاضطهاد وأن موسى صلى الله عليه وسلم عاد إلى مصر بأهله بعد موت الفرعون رمسيس الثاني
وأن حكم الفرعون الابن مرنبتاح وهو فرعون الخروج كانت مدته عشر سنوات بخلاف الثابت تاريخيا أن مدة حكمه كانت ثماني سنوات . خرج بنوا إسرائيل من مصر بغرض الإقامة بالأرض التي أمرهم الله بالتوجه إليها وهى جزء من الأرض التي يسيطرون عليها الآن في فلسطين وأمرهم موسى بالاستعداد للقتال فرفضوا خوفا من العماليق وبسبب عصيان بنى إسرائيل لموسى برفضهم قتال العماليق حرم اللهعلى بنى إسرائيل دخول أرض الميعاد لمدة (40) سنة قضاها موسى معهم في متاهات شبه جزيرة سيناء حتى مات أفراد جيل العصيان الذين جبنوا عن قتال العماليق وكانوا قد قالوا لموسى ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) وذلك لخوفهم من العماليق أكثر من خوفهم من الله ربهم ورب العماليق ولعدم ثقتهم في وعد الله لموسى بنصر الله بدأ أبناؤهم عام 1184ق.م. جهادهم بصبر وحماس وإيمان أكبر مما كان لآبائهم بعد الخروج من أرض مصر
1224عام الخروج يحذف منها40 سنة في صحراء سيناء =1184وهو موعد دخولهم أرض الميعاد بالقتال لبعض الأمم المقيمة في المنطقة
بل يستمر العصيان للشعب (الصلب الرقبة) وفق المصطلح التوراتي
واستمر العصيان متوارثا من جيل إلى جيل وهاهو إرميا نـبي من أنبياء بنى إسرائيل منذ أكثر من 2600 سنة ينذر شعبه:
من إرهاصات النهاية بالكتاب المقدس :
(يا رب عزى وملجإى في يوم الضيق إليك تأتى الأمم من أطراف الأرض ويقولون إنما ورث آباؤنا كذبا وأباطيل)(19 إرميا 16)
(*بلغ الضجيج إلى أطراف الأرض لأن للرب خصومة مع الشعوب هو يحاكم كل ذي جسد يدفع الأشرار إلى السيف يقول الرب. *هكذا قال رب الجنود هو ذا الشر يخرج من أمة إلى أمة وينهض نوء عظيم من أطراف الأرض.
*ويكون قتلى الرب في ذلك اليوم من أقصاء الأرض إلى أقصاء الأرض لا يندبون ولا يضمون ولا يدفنون يكونون دمنة على وجه الأرض)(من 33: 31 إرميا 25 )
(يقول الرب للسيف والوبأ والجوع وأجعلكم قلقا لكل ممالك الأرض)
(18 إرميا 34)
(23هو ذا زوبعة الرب تخرج بغضب. نوء جارف على رأس الأشرار يثور24 لا يرتد حمو غضب الرب حتى يفعل وحتى يقيم مقاصده , في آخر الأيام تفهمونها)
( إرميا 30 )
ملاحظة :
(لا شك أن المقصود هنا بكلمة نوء هو العاصفة المهلكة وليس المقصود عبادة غير الله