تـعـلـمـنـا في الكـتـاتـيـب مـنـذ بـراءة أذهـانـنـا أن لـغـتـنـا الـفـصـحى أعـطـت لكل مـعـنى نريـد التـعـبير عـنـه مـا يـنـاسـبـه من الأدوات التى تسـاعـدنـا عـلى هـذا الـتـعـبير الـجـيد والصـحـيح لـيـصـل المـعنى سـلـيما إلى الـمـسـتمع أو الـقـاريء .
وحـين ابـتـلـيـنـا بالأدب واتـسـع نـطـاق دراسـتـنـا للـغـة وخـبايـاهـا عـلـمـنـا أنهـا أهـم أدوات الأديب التي يجب عـليه امـتـلاكها والـوقـوف عـلى أسـرارهـا ومـعـرفـة قـوانـيـنـهـا وقـواعـدهـا حـيث أنه تـتـفـاوت الـتـقـديـرات والـتـقـيـيـمـات لـمـا يـكـتـبـه الكاتـب بـنـاء عـلى قـدرتـه في امـتلاك أهـم أدواتـه وهـي تـلك اللـغـة التي يـسـتـعـمـلـهـا في الـتـعـبـير
وأذكـر أنـنا في ذات مـسـابـقـة لاخـتـيـار أفـضـل مـوضـوع تـعـبـير ـ وكـنـا في الـصـف الـثـاني الإعـدادي بالأزهـر ـ رشـح مـن كل فـصـل مـوضـوعـان ، فكان عـدد الـمـوضـوعـات ثـمـانـيـة ، مـطـلـوب أن يـتم اخـتـيـار مـوضـوعـين من بـيـنـهـما .. وكانت درجـات الـتـقـيـيم للـمـوضـوعـات المـخـتـارة ـ من الـمـدرسـين ـ في الـفـصـول مـتـسـاويـة 9 / 10
فـعـقـدت لـجـنـة مـن الـسـادة الـمـدرسـين لإعـادة تـقـيـيم الـمـوضـوعـات لـمـعـرفـة الـفـوارق الأسـلـوبـيـة واللـغـويـة بـين تـلك الـمـوضـوعـات
وبـدأ حـصـر تـجـاوزات الـمـدرسـين أثـنـاء الـتـصـحيـح الأول ( في الـفـصـول )
فـمن وضع هـمـزة عـلى ألـف لا يـسـتحقهـا .. ومـن نـسي هـمـزة عـلى ألـف يـسـتـحـقـهـا..
ومـن كتب صادا أو ضـادا بلا سـنـة ومـن كـتب طـاء أو ظـاء بـسـنة بـعـدهـا ..
ومـن كـتـب أن في مكان إن .. أو الـعـكـس
ومـن كـتـب ألـف اسـنـاد للـهـمـزة الـمـتـطـرفـة .. ومـن نـسي إسـنـاد حـرف يجب إسـنـاده ..
ومـن كـتـب الـتـاء الـمـربـوطـة ( ة ) مـكان الـضـمـير ( ه ) ومـن فـعـل عـكـس ذلك
والـحـق يـقـال
لـن أجـرؤ عـلى أن أقــول مـن كـتـب ( تي ) للـفـاعـل الـمـؤنـث مـكان تـاء الـفـاعـل الـمكـسـورة لأنـهـا لـم تـحـدث إطـلاقـا في أحـد الـمـوضـوعـات
وذلك لأنـنـا بـكل بـسـاطـة حـفـظـنـا في درس الـضـمـائر ( في الـصـف الأول الإعـدادي )
أن تـاء الـفـاعـل لـهـا ثـلاث مـدلـولات ..
* إذا كانـت مـضـمـومـة فهي للـمـتحـدث عـن نـفـسـه .. أكـلـتُ .. وضـربـتُ .. وذاكـرتُ
* وإذا كانـت مـفـتـوحـة فهي للـمـخـاطـب .. أخـذتَ .. وضـربـتَ .. وذاكـرتَ
* أمـا إذا كانـت مـكـسـورة فهي للـمـخـاطـبـة .. أخـذتِ .. وضـربـتِ .. وذاكـرتِ
ولـم يـقـع مـنـا واحـد في مـثـل هـذه الـغـلـطـة التي إن حـدثـت كانت كـفـيـلـة باسـتـبـعـاد مـرتـكـبـهـا مـن الـتـصـعـيد للـتـصـفـيـة الـنـهـائـيـة مـنـذ الـبـدايـة
ولـسـت أدري هـل حـدث تـعـديـل لـهـذه الـتـاء ثـلاثـيـة الـمـدلـول فـقـامـوا بـتـمـيـيز أكـبر لـتلك التي تـدل عـلى ( الـمـؤنـث ) عـن تلك التي تـدل عـلى الـمـذكـر في عـصـرنا الـحـديث أم أنـهـا مـازالـت عـلى سـالـف عـهـدهـا . تـاء مـوحـدة لا فـارق بـيـنـهـمـا إلا في الـبـنـاء عـلى الـضـم أو الـكـسـر
يـؤسـفـني .. بـل ويـوجـعـني لـحـد الألـم ..
أن أجـد تـاء الـفـاعـل الـمـؤنـثـة في 99,9% مـن كـتـابـات الأخـوة الأعـضـاء في الـمـنـتـديـات الأدبـيـة ..ومـن الأسـمـاء اللامـعـة وخـاصـة هـنـا في الـدرر ( وهـو مـا يـهـمـني ) يـلـحـقهـا كاتـبـهـا بـيـاء .. سـواء كانت مـتـطـرفـة أو مـتـوسـطـة .. وتـتـكـرر في الـعـمـل الـواحـد بـصـورة تـؤكـد أنـهـا لـيـسـت خـطـئ طـبـاعـيـا
فـنـجـد مـن يـكـتـبـها
.. أعـجـبني مـا كـتـبـتي .. ولـقـد أحـسـنـتي .. وبـيـنـتي .. ووضـحـتي
ومـن يـكـتـبـهـا .. لـقـد أذهـلـتـيـني .. وأفـدتـيـني .. وعـلـمـتـيـني ..
والأنـيـل مـن ذلك أن هـذه الـيـاء قـد تـلحـق بالـضـمـائـر أيـضـا
فـنـجـد بـعـضـنـا يـكـتـب
أنـتي رائـعـة .. ولكي أســلـوبكي الـمـتـفـرد .. يـقـصـد ( لكِ .. و.. أسـلـوبـكِ ) ..
ومـاشـالله عـلـيـكي .. كلامـكي رائـع ..
مـمـا جـعـلـني أشـك أن هـنـاك ضـمـيرا جـديـدا تـم الـتـوصـل إلـيـه وهــو ( تـي الـفـاعـلة ) لـكـثـرة وروده في الـمـوضــوعـات الـمـخـتـلـفـة !!!!!!!
فـهـل هـذا يـلـيـق بأدبـاء لـهـم أسـمـاؤهـم اللامـعـة الـبراقـة .. ؟؟؟!!!
ويـحـتـلـون الـمـراكـز الـحـسـاسـة في حـيـاتـنـا الأدبـيـة .. ؟؟!!!
ويـعـتـقـدون أنـهـم قـضـاة الأدب وقـادتـه ؟؟؟!!!
((( مـلاحـظــة .. قــد تــكـــون هـــامـــة ))))
لا أقــصــد أحــدا بـعـيـنـه .. فـالـبـلـوى تـكاد تـكــون عــامــة
مـع خـالـص الـود
وأحــلى الأمــاني