أحبتي الدرر ،،،،،
ساق الله بين يدي كتاباً أعتبره هديةً من الله تعالى لي ،، لما فيه من بيان لأسرار تعبيرات القرآن الكريم ،وهو كتاب ( لمسات بيانية في نصوص من التنزيل ) للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي فنحن كثيراً ما نقرأ القرآن ، ونعلم أنه معجزة الله الخالدة وأن فيه من الأسرار والعجائب اللغوية والعلمية الكثير.... الكثير، ولكن نادرا ما نقف عندها نتأملها...نتفكر فيها...لِمَ قال الله تعالى هذه الكلمة دون غيرها؟....لما قدّم هذه اللفظة وأخّر تلك؟.....وغيرها من التساؤلات التي وجدت لها إجابات في هذا الكتاب القيّم.
لقد قرأت بعض ما في هذا الكتاب ، وأحببت هنا أن تشاركونني الفائدة بعد أن حاولت تلخيص ما قرأت ،، وإن شاء الله سيكون لهذا الموضوع سلسلة متصلة تحكي في كل مرة عن سر من أسرار بعض آيات القرآن الكريم ...
ونبدأ من سورة الفاتحة وقوله تعالى : ( الحمد لله )
[ALIGN=CENTER]لماذا ...( الحمد لله) ...؟[/ALIGN]معنى (الحمد) : الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها مع المحبة والإجلال. فالحمد : أن تذكر محاسن الغير، سواء كان ذلك الثناء على صفةٍ من صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة والشجاعة ، أم على عطائه وتفضّله على الآخرين . ولا يكون ( الحمد ) إلا للحيّ العاقل.
من معنى الحمد نعلم أن الله تعالى لم يختر كلمة المدح مثلاً وذلك :
1) لأن المدح يكون للعاقل وغير العاقل فنحن نمدح الذهب ..السيارة... القصر ...ولكن لا نحمدها .
2) ولأن المدح قد يكون قبل الإحسان، وقد يكون بعد، أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان ، ولا يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد ، ولا يحمد من لم يفعل جميلاً. أما المدح فقد يكون قبل ذلك ، فقد تمدح إنساناً ولم يفعل شيئاً من المحاسن والجميل.
3) وهناك فرق بين الحمد والمدح ، وهو أن في الحمد تعظيماً وإجلالا ومحبة ما ليس في المدح.
لم الحمدلله ...وليس الشكر؟
1)الحمد يعمُّ ما إذا وصل ذلك الإنعام إليك أو إلى غيرك، أما الشكر فهو مختص بالإنعام الواصل إليك فقط.فأنت تشكر الشخص الذي أسدى إليك نعمة أو معروفا ، أما الحمد فإنه لا يختص بذاك ، فأنت تحمده على إنعامه لك أو لغيرك.
2) الشكر لا يكون إلا على النعمة ، ولا يكون على صفاته الذاتية ، فأنت لا تشكر الشخص على علمه ، أو على قدرته وقد تحمده علىذاك . جاء في لسان العرب ( والحمد والشكر متقاربان والحمد أعمهما ، لأنك تحمد الإنسان على صفاته الذاتية ، وعلى عطائه ، ولا تشكره على صفاته.
3) وكان اختيار الحمد أولى من الشكر ، لأنه أعم ، فأنك تثني عليه بنعمه الواصلة إليك ، وإلى الخلق أجمعين ، وتثني عليه بصفاته الحسنى الذاتية ، وإن لم يتعلق منها بك .
أحبتي حتى لا أطيل عليكم أقف عن هذه النقطة ، ولي عودة أخرى أكمل فيها موضوع
لماذا (الحمدلله ) ؟
تقبلوا فائق احترامي ومودتي
الأمــــــــــل