- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: موسم الهجرة للشمال ــ (( الطيب صالح ))

  1. #1
    الصورة الرمزية ROMEO
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 14
    الاقامة : Lonely Soul
    المشاركات : 3,579
    هواياتى : poetry_music_deep meditation
    MMS :
    إم إم إس
    mms-49
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 64
    Array

    موسم الهجرة للشمال ــ (( الطيب صالح ))




    [ALIGN=CENTER]

    عن الروائي العربي العملاق الطيب صالح ترى ما سرّ كل هذا الإقبال على (( موسم الهجرة إلى الشمال )) ربّما يعود إلى المزاوجة بين سحر الفنّ القصصي التقليدي وسرّ الشخصية القصصية في فن الرواية الحديث. يجمع الطيب صالح بين سحر الماضي وسرّ الحاضر، بطريقة تلتقي فيها عفوية الواقع ـواقع الحياة التي نعيشها ـ مع عفوية الخيال، لا عفوية الفن الذي يقودنا عادة إلى أبعد مما نرى ونسمع ونعلم ونألّف، وهكذا يتداخل الواقع والخيال، ليدعم أحدهما الآخر ويسمو به إلى ماهو أبعد وأسمى.‏ تصل إلينا هذه المواجهة من خلال صورة اللاوعي الجمعيّ، التي تؤثر روحها بطريقة غير مباشرة في شخصية مصطفى سعيد. ويعني هذا أنَّ مصطفى سعيد نفسه هو نتاج هذه المواجهة التي سبقته ولاحقته وظلّت تلاحقه، وأنها ليست من نتاجه كفرد. وعلينا هنا أن نميّز بين التاريخ والأسطورة ، فمصطفى سعيد ليس شخصية تاريخية أو شخصية روائية في سياق تاريخي يروي علينا التاريخ فحسب.ومهما تميز سلوك مصطفى سعيد بالفردية أو الذاتيّة، إلاَّ أنََّه في أصله سلوك لا وعي جماعي، فعلاقته مع النساء (وكل واحدة تمثّل حالة خاصة تختلف عن سواها) لا تمثّل حبَّاً ولا رغبة جنسية ولا طمعاً في الزواج، بل إنها مجتمعة توصل، في اصطلاح شتراوس، رسالةفي مجموعها تشكّل ما يعرف بالإشارة "بالمدونة" .. مصطفى سعيد شخصية قوية ترسخ معالمها في الأذهان من أول لقاء له مع الراوي في القرية، فإنّه ليس كباقي الشخصيات في الروايات العربية التي يمكن أن تطابق واقعاً تاريخياً معيناً، أو تحاكي مشكلة مأمونة تجعلنا نقول إنها أقرب إلى الحقيقة من الخيال.إنَّ ما يسهَّل علينا أمر التعامل مع مصطفى سعيد، هو منظور الشخصية الأسطوري الذي ينظر إلى الأسطورة على أنها قيمة ( فالو ) لا حقيقة، ويمكن أن نقول إنَّه يشبه "الشاهد الغائب"، وهو المنظور الحديث للأسطورة عند رولان بارت ..
    السحر الذي يواجهنا به الراوي منذ البداية، هو في أبسط صوره سحر القصص التقليدي الذي يقصّ علينا، ما حدث في تتابع زمني يبدو لنا من أول وهلة وكأنَّه لا يخرج عن المألوف، ويقدّم الراوي نفسه لنا إثر عودته من الغرب بعد غياب سبع سنوات، وكأنَّها رحلات السندباد السبع في بلاد الغربة. ونتهيأً لسماع قصّة الراوي العائد إلى الوطن بشوق وتلهّف، وكأنَّه يقول لنا في كل كلمة إنَّه "راضٍ من الغنيمة بالإياب"، بعد طول الغياب. ومايكاد يتشكّل لدينا هذا التوقّع حتى يلتقي الراوي بمصطفى سعيد، عائد آخر سبقه في العودة، واستقرّ به المقام في القرية، وبهذا نتهيأ من جديد لسماع قصّة جديدة، ليست بالضرورة قصّة الراوي نفسه. وهكذا ينطوي استعدادها الأول الذي أدخلنا الراوي إليه بادئ ذي بدء على استعداد آخر، يخلقه الراوي على التوّ، بعفوية لا تجعلنا نشعر أو نهتم بهذا الانتقال الذي يحوّلنا طوعاً إلى رواية جديدة تكاد تنسينا ما كنّا نتوق لسماعه من رواية الراوي لقصته نفسه، وما حصل معه في الغرب.‏ ومن خلال هذا السحر، وهو ليس بجديد على الفن القصصي الذي تتزعّمه شهرزاد، ينفذ الطيب إلى أعماق الشخصية، ليودع فيها السرّ الأزلي، طاقة كامنة تصبح على مدى الزمن مصدر جاذبية وإلهام للقارئ. والسرّ هو ما لا يستطيع القارئ الوصول إليه بالرغم من كل ما يروى عنه، وبالرغم من كل مافي السر القصصي من سحر يشدّ القارئ إلى الحدث والراوي والشخصية. وهذا النوع من السرّ يختلف عن السرّ الذي يتعلق بالخيال العلمي أو بالحوادث الخارقة للطبيعة، فنحن مثلاً لا نقف متسائلين كثيراً أمام ما يحصل للسندباد من عجائب، وربّما يصيبنا الفزع، ولكنَّنا لا نحتار في سبب ما يحدث، ونكتفي بأنَّ الحوادث مفزعة، إذ أنَّه لا يدخل في حسابنا أمر فزعها، ولا وجود علّة لحدوثها، وكأنَّ تعاقد القارئ مع الحكايات الخارقة للطبيعة يتميّز بنوع من تصفية الحساب، يخفّف من إشكالية التماس بين القارئ والحدث. وهكذا، فإنَّ السرّ لا يكون مشكلة عندما يكون السرد القصصي حدث وحسب، ويكون الحدث مفرّغاً من الشخصية ومقوّماتها البشرية، فالسندباد حدث نتخيّله لا شخصية نتصوّرها، لهذا نطلق له العنان ليفعل ما يشاء، دون حساب أو تساؤل، لأنَّنا لا نَعْرف أنفسنا، ولا نعرّفها من خلال شخصيته وسلوكه، وهو لا يقرّبنا من عالمه واقعياً، بل إنَّه يظلّ بعيداً عنّا بعد الحدث الذي يقوم به ويعبّر عنه. وعندما حاول جويس أن يسمّي السندباد بأسماء عدّة، من خلال تغيير الحروف الأولى في يوليسيز، روايته المشهورة، كان من بين ما هدف إليه التذكير بأنَّ السندباد ليس إلاَّ مجرّد اسم أو لفظ لا يؤثّر استبداله باسم آخر يتشكّل من حروف مختلفة. وينسحب هذا الأمر على القصص والحكايات التي يكون الحدث فيها هو الذي يتحكّم في العملية القصصية، إذ تتقزّم الشخصية، وتصبح مجرّد حدث يحدث فقط. والتطوّر الهائل الذي حدث في الرواية الحديثة، يمكن تلخيصه في التوجّه الجاد نحو الشخصية، وصرف النظر عن الحدث كمركز للثقل في الرواية. وقد أصبح من الواضح أنَّ هذا التوجَّه يشكّل تحدياً هاماً في العلاقة بين القارئ والرواية، عندما أصبحت الشخصية لا الحدث هي حلقة الوصل، وبذا صارت المسافة قريبة وبعيدة في الوقت نفسه، معروفة وغير معروفة، ظاهرة وباطنة في آن واحد، وأصبح السرّ يُروى ولا يُقال ولا يُعرف، يُعرف ولا يوضَّح... إلى آخر ذلك.
    والذي يشدّنا إلى موسم الهجرة هو السرّ الذي يطوّق الرواية منذ أن يقابلنا الراوي بعودته من بلاد الصقيع إلى أن يودّعنا بمنظره وهو يطفو في مياه نهر النيل مقهقهاً، وكأنَّه يجذّف في قارب النجاة، وكأنَّه يقول لنا أيضاً إنَّه أفلت من لعبة القدر الذي انتهى بمصطفى سعيد مختفياً في مياه النيل في موسم الفيضانات، إنَّه أخيراً اختطَّ مصيراً لنفسه مغايراً لمصير مصطفى سعيد الذي اختفى إلى الأبد، ليخلّف وراءه مصيراً غامضاً يظلّ مصدر سؤال وتساؤل إلى ما لا نهاية.‏ وكأنَّ الراوي هنا يريدنا أن نكفّ عن السؤال والتساؤل، وكأنَّه يقول لنا: انظروا كيف اختفى مصطفى سعيد، وكيف بقيتُ أنا على قيد الحياة، مجدِّفاً في مياه نفس النهر!... وعندما نتأمّل الوضع نراه غير ذلك تماماً. فالسّر ما زال يحيط بالاثنين، بالراوي والشخصية: مصطفى سعيد. وأول ما يخطر على بالنا هو سرّ الراوي نفسه: ما الذي حدث له خلال السنوات السبع التي قضاها في بلاد الصقيع؟... لا نعلم عن ذلك شيئاً، فبدلاً من أن يخبرنا الراوي بتاريخ حياته خلال تلك المدة، يقصّ علينا حياة شخص آخر، وكأنَّ حياة مصطفى سعيد أصبحت مبرّراً كافياً لإخفاء حياة الراوي. ويظلّ السؤال يطرح نفسه: هل حياة مصطفى سعيد موازية لحياة الراوي الذي عاش مدّة سبع سنوات في المكان نفسه؟... أليس التعاطف بينهما هو سرّ هذا الاعتقاد الذي يغرينا بإقامة موازاة بين الطرفين؟... لماذا لم يجد مصطفى سعيد غير الراوي شخصاً مناسباً في القرية يبوح له بقصته كاملة؟ هل ابتدع الراوي قصة بطلها مصطفى سعيد ليقصّها على نفسه من أجل أن يستوعب ما حصل له فعلاً، وهنا تضيق المسافة بين الشخص والشخصية من أجل تنفيذ المتطلبات الفنية للعمل الروائي؟... لماذا انتظر مصطفى سعيد كل هذه المدّة، حتى يرجع الراوي من الغربة ليقصّ عليه قصّته؟ وبعبارة أخرى ألم يجد مصطفى سعيد في القرية من يستطيع أن يأتمنه، طوال هذه المدة التي عاشها في القرية، ليكون متنفساً لما يعتمل في داخل نفسه، وهو يشارك أهل القرية أعمالهم وأفراحهم وأتراحهم؟ هل يمكن أن نفسّر اللقاء التلقائي بين مصطفى سعيد وبين الراوي بالقول الشائع: "وكل غريب للغريب نسيب؟.. ما سرّ كل هذه المشاركة الوجدانية بين الاثنين؟
    [/ALIGN]

    ـــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــ
    منقول
    يتبع

  2. #2
    الصورة الرمزية ROMEO
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 14
    الاقامة : Lonely Soul
    المشاركات : 3,579
    هواياتى : poetry_music_deep meditation
    MMS :
    إم إم إس
    mms-49
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 64
    Array



    بقت العلاقة أمر سري بين الراوي و بين مصطفى سعيد .. هذا سر يظلّ موضع استفهام واستفسار لا يستطيع الإجابة عنه حتى الطيب صالح نفسه، لأنَّه وضع الأمر في صورة تُصوّر تروى !! ولكنها لا تنطق ولا تبوح بصريح العبارة، وهذا ما يجعلنا نظلّ مشدودين للصورة دون المعرفة الصريحة لكليهما. هذا يعني أنَّ الطيب صالح قدّم لنا صورة للتأمل لا بياناً للإيضاح!...‏
    ولكن السرّ لا ينتهي عند هذا الحدّ بل إنَّه يلاحقنا في أجزاء أخرى من السرد القصصي. وعلى سبيل المثال نحن لا نعلم شيئاً عن أسفار مصطفى سعيد في الأمصار النائية، بعد خروجه من السجن، ولا نعلم سرّ عودته إلى السودان نقطته الأولى ، ولا سر ارتباطه بحسنة، وهل أحبّها وأحبته قبل الزواج، ما الذي دفع مصطفى سعيد إلى أن يبني البيت العظيم ذا القرميد الأخضر؟..
    لكن وهل يرمز ذلك اللون إلى المزار الذي يلجأ إليه الصوفي عندما يقف مذعوراً أمام أسرار الكون؟... بين الأسئلة التي تستحوذ علينا بعد اختفاء مصطفى سعيد، ما يتعلّق بعدم زواج الراوي من أرملة مصطفى سعيد، حيث المبررات الكافية لذلك الزواج الذي لو تم لكان فيه إنقاذ للجميع، أو لمنع مأساة عاشتها القرية بأكملها. والسر الأكبر طبعاً يتعلق باختفاء مصطفى سعيد.‏
    ومنذ البداية تُدْخِلنا الرواية في دائرة السر السحري واللفت، أو السحر السرّي، إذ يلج الراوي إلى هذه الدائرة من خلال قصة العودة ذات السرّ الأزلي، والتي تشكّل رصيداً هائلاً في فن القصص لما توحيه من سرّ يهيمن على الحياة الدنيا والآخرة ، ونظلّ نلهث وراء تحسّبه وتحسّسه. والقصص والروايات والأساطير التي نبعت من فكرة العودة كثيرة، ولا تحدّ بزمان ولا بمكان، يخطر منها على البال قصة "الملاح القديم وهي قصة يمكن أن نقرأها على مستويات متفاوتة، لكثرة ما في أسرارها من إيحاءات متنوّعة. يصل الملاح القديم إلى عالمنا من مكان وزمان موغلين في القِدَم ليقصّ علينا قصّته. يستوقف رجلاً كان مدعواً لحضور حفلة زفاف ويبدأ الملاح القديم يقصّ قصّته، وما كان على الرجل إلاَّ أن يستمع حتى النهاية، وقد قرّر في آخر الأمر أن يعدل عن السير قُدُماً نحو الاحتفال، وكأنَّه أصبح، بعد أن استمع إلى القصة، شخصاً آخر، حكيماً وحزيناً في آن واحد، وهكذا تُحدث قصة الملاح القديم تحوَّلاً في حياة الرجل، عندما تقرّب إليه البعيد مكانياً وزمانياً، وتجعله يألف ماكان مستهجناً، بل يستهجن ماكان مألوفاً (الدعوة لحضور حفلة الزفاف).‏
    ونجد الراوي في موسم الهجرة يحاول أن يقرّب إلينا، إثر عودته، أجواء المهجر الذي قضى فيه سبع سنوات، وكان يسعى إلى تضييق الشقّة بين المحيط المتجمد الشمالي وخط الاستواء، بين مناخين متباينين وعالمين متباعدين. وإنَّه لمن المؤسف، بهذه المناسبة، أن يفوّت المترجم دينس جونسون ديفس على نفسه الانتباه إلى إيحاءات العودة التي يبدأ الراوي بها من أول كلمة؛ ولو أنَّه على سبيل المثال التزم الترجمة الحرفية، ، فإنَّه سيكون قد أوفى الترجمة حقّها، ولربما جعل القارئ الواعي يتذكّر بداية "مرتفعات وذرنج"، التي تبدأ بالكلمات نفسها.‏
    ومن الواضح أنَّ الراوي ، عندما يكون عائداً من غربة، يكون محمّلاً بالأسرار التي نتوق إلى سماعها أو قراءتها. ولكن السرّ يكمن في أنَّ سماع هذه الأسرار وقراءتها رواية لا يعني فهمها، والتعرّف إليها، والوصول إلى دلالتها، وربّما تكون رواية هذه الأسرار إنارة كامنة بعيدة المنال و هذا امر وارد !! ومن هنا تجدر الإشارة إلى العملية القصصية التي لا تعني بالضرورة التعرّف إلى مادّة القصص. ولو أردنا أن نقدّم موجزاً مقتضباً لتطوّر الرواية في مراحلها الثلاث: الرومانس، والواقعية التقليدية، والواقعية الجديدة (الحداثة)، لقلنا إنَّ الأولى تتميز بحدثها البعيد عنّا مكاناً وزماناً، وذلك الحدث الذي لا نعبأ أن نعرف أنفسنا به أو نعرّفه بأنفسنا!! إذ إنَّ بُعْده أمر مسلّم به.‏
    وبالرغم من أنَّه يشغل خيالنا، فإنَّه لا يشغل حياتنا وواقعنا الذي نعيشه. أمَّا الواقعية التقليدية، فالحدث فيها من حياتنا وفيها، والعملية القصصية لا تزيد على تكرار لواقع نألفه ونعرفه ونتوقعه، وهي صياغة الواقع بشكل قصصي، أمَّا المرحلة الثالثة، فهي مختلفة تماماً، وتكاد تكون مزيجاً من المرحلتين الماضيتين وتجاوزاً لهما، إذ هي تركيب جديد لواقع نعيشه أو نتخيّله، فالراوي في المرحلة الأولى شخص بعيد عنّا كل البُعد، وماهو إلاَّ شبح يروي أشياء بعيدة عنّا مثل بُعده هو نفسه عنّا. أمّا في المرحلة الثانية، فالراوي شخص يمكننا أن نتصوّره ماثلاً أمامنا، له صوت مستقل عنّا وليس عن واقعنا، وهو، على النقيض من الراوي في المرحلة الأولى، شخص قريب جداً منّا. ولكن الراوي في المرحلة الثالثة يختلف تماماً عنه في المرحلتين السابقتين، وربّما يكون مزيجاً مركّباً من الاثنين معاً، فإذا كانت مادة الرواية بعيدة عنّا مكاناً أو زماناً أو كليهما معاً، فإنَّ الراوي يحاول أن يجعلها قريبة منّا، ولكن دون أن يلغي بُعدها أو يمحوه من الوجود، وإذا كانت قريبة منّا، فإنَّه يحاول أن يميط اللثام عن المألوف، ليجعلنا نرى أبعد مما تراه العين المجرّدة، وبذا يتكشّف لنا المألوف في أبعاد جديدة تفوق المألوف، ولكن دون إلغاء المألوف أيضاً، وبهذه الممارسة التي تحاول الحفاظ على المصدر حتى بعد (أو أثناء)، التحوّل عنه، يضمن الراوي ديمومة تتمثّل أكثر ما تتمثّل في التقريب بين عالمين أو بُعدين مختلفين. باختصار، لقد تحوّل الراوي في المرحلة الثالثة إلى صوت شخصي لنا، عندما نسمعه أو نقرأه، لأنَّه يدخلنا في التجربة التي يخوضها هو، ويجعلنا منذ البداية نعيد معه تركيب التجربة، وهكذا يتحوّل الحدث والشخصية وأسرارها إلى تجربة تسري في السامع أو القارئ مسرى الروح في الجسد، وكأنَّ حقّنا في السؤال عن السرّ الذي يكمن في الحدث أو الشخصية يصبح أمراً لا مبرّر له بعد أن نصبح شركاء في العملية الروائية. وإنْ كان لابُدَّ من سؤال عن سر العمل القصصي (الذي لا يلغيه الغياب المبرّر في السؤال)، فلا بُدَّ من أن نوجّهه إلى أنفسنا، و كأنّ الكرة تصبح في ملعبنا، حيث يلغي دورنا باعتبارنا متفرّجين، أو مراقبين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    رقم العضوية : 2824



    السلام عليكم ..

    ممكن احصل القصة كاملة ؟؟

    ادرسها حاليا باللغة الانجليزية في الجامعة .. وودي لو احصلها باللغة العربية ..

    زهرة الرمان ..

  4. #4
    الصورة الرمزية ROMEO
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 14
    الاقامة : Lonely Soul
    المشاركات : 3,579
    هواياتى : poetry_music_deep meditation
    MMS :
    إم إم إس
    mms-49
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 64
    Array



    زهرة الرمان... حياك الله وبياك في الدرر


    ارجو منحي فرصة...... وبأذنه تعالى سأوافيك بالخبر اليقين


    تحياتي ... وألف مرحبا بك مجددا

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    رقم العضوية : 2824



    تشششششكر اخي على الاهتمام .. و ياريت صج تحصلها

    قاعدة اقراها بالانجليزي ( Season of Migration to the North )

    ووصلت لين النقطة اللي مصطفى سعيد يروي قصته و زوجته الاولى و لما غير اسمه من مصطفى إلى امين ..

    صادني فضول اقراها بالعربي .. ياريت احصلها ..

    و شكرا مرة اخرى

  6. #6
    الصورة الرمزية ROMEO
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 14
    الاقامة : Lonely Soul
    المشاركات : 3,579
    هواياتى : poetry_music_deep meditation
    MMS :
    إم إم إس
    mms-49
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 64
    Array



    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    الأخت زهرة الرمان المعذرة على التأخير


    توجد الرواية في مكتبة جرير........ تفقديها هناك


    والمعذرة مجددا على طول الانتظار

  7. #7
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    رقم العضوية : 2824



    شكرا جزيلا ..

    اذا رحت السعودية في اقرب وقت بشتريها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شيء من تراثنا الأدبي * ممـيز *
    بواسطة أمير الحرف في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 16-10-2003, 06:20 PM
  2. من أجل عينيك
    بواسطة أحمد النجار في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 10-09-2003, 10:29 AM
  3. اتحدى اي واحد يقراء هذي القصه ولا يكملها
    بواسطة حابد في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-02-2003, 08:09 PM
  4. . . . وش بلى الألوان عندي؟ . . .
    بواسطة Sami96SA في المنتدى درة الطلبات وحل المشاكل التقنية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-06-2002, 12:35 AM
  5. في ضيافتنا ( 8 ) _ Sami96SA _
    بواسطة *الورديه* في المنتدى درة أعماق الدرر
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 30-05-2002, 12:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط