السلام عليكم
كنت أتجول ذات يوم في بستان مثمر..
رائحة وروده شذية .. وألوانه شهية طيفية ..
كان جميلا في كل شيء .. رائعا في كل شيء.. منسقا في كل شيء..
نسّقه البارئ المصور سبحانه .. الخالق الذي أبدع في خلقه .. سبحانه
ولكن .. شد انتباهي شيء واحد .. واحد فقط .. شدني بقوة جعلتني مثل مقاتل
يلتفت الى أعدائه..
تلك الوردة الجورية ..
فلم تكن جميلة كأخواتها.. ولم تكن شذية كما هن ..
بل كانت أشد جمالا منهن .. وأروع منظرا منهن.. وأشذى رائحة منهن..
اقتربت واقتربت .. فاذا هي تتحرك !!
كلما اقتربت .. ابتعدت !!
سبحانك يا مصور .. سبحانك يا خالق .. قسم الجمال والمال.. والصحة والكلل.. والسعادة الحقيقة والأخرى الممزوجة بالخيال ..
لم يخطر في بالي تماما .. أنها من ضمن من يسمون بالإنس .. ولاحتى الجان ..
لكنّي أكاد أجزم أنها فقيرة جدا ..وغير سعيدة تماما.. وكل نصيبها .. كان مقسوم على الجمال..
تنبهت لي تلك الجورية .. واذا بها ترى الفارس الهمام .. فارس الأحلام .. مطلبها وحلمها .. بالتمام..
اذا بها تقترب .. وبعد ان تبادلنا النظرات ، وعدتها بأن اضعها في مزهرية ماسية في وسط قلبي .. ووعدتني بأن لا تطلق شذاها الا لي .. وبأن لا تتفتح الا عند وجودي..
وبعد أن أخذت مدخراتي .. وبعت أنفس الأِشياء عندي .. اشتريت المزهرية الماسية..
وأجلستها على عرش المزهرية..وكنت أسقيها بدهن المسك.. لكي تفرز لي العسل ..
وكنت عندما أرجع الى قلبي .. أراها تتفتح .. لتطلق شذاها بين شفاتي .. وأعطر صدري بنسيم الهواء القادم من خلفها بعد أن يضرب بها..
كان لي صديق .. كان ..و صديق ..
كان .. وعزيز ..
كان .. وأمين ..
كان هو من يعلم بأمري مع وردتي .. وكان دائما ما يفرح لفرحي ..كان .. ويفرح ..
ذات يوم .. رجعت الى غرفتي .. وكلي شوق .. وكلي حب .. وكلي لهفة لوردتي..
وعندما عدت .. رأيت المزهرية الماسية .. ورأيت بعض قطرات من العسل الممزوج بالمسك بجانبها ..
على تلك الطاولة الذهبية .. ذات النقش الكريستالي .. المغطاة بقطعة حريرية..
التي كنت أضع عليها ماسيّتي .. وعلى عرشها وردتي .. وجميعهم بقلبي..
وبحثت عن وردتي حول تلك الطاولة وفوقها وتحتها ..فلم أجدها .. بحثت عنها في كل قلبي .. فلم استطع أن أراها ..
لشدة خوفي بأن تموت ... فهي خارج المسك .. المعبأ في ماسيّتي ..
ولم انتبه الا في اللحظة الأخيرة .. فوجدتها .. أخيرا وجدتها ..
على فراشي ..
فراشي الذي انام عليه .. وأصحو منه ..وهي كل ما أراه قبل أن أنام وبعد أن استيقظ..
فراشي الذي هو أحلى لحظات حياتي ..
ولم أتوقع أن أرى جريمة قتل عليه ..
جريمة قتل ضحيتها معروف..
ضحيتها قلبي..
وجدتها على فراشي .. ولكن ....
مع صديقي ..
مع حووووووووووبي،،