هناك حيوانات نطلق عليها ( حيوانات مجترة ) أي أنها حيوانات تقوم بتناول وجبتها بسرعة دون مضغها وطحنها جيدا خوفا من عدو يتربص أو من انتهاء الطعام ، ثم وعندما تشعر بالأمان تبدأ باسترجاع الطعام على دفعات إلى الفم لتبدأ المضغ ثم البلع مرة أخرى ...
المهم ... هذه معلومات سطحية عن اجترار الحيوان
لكن ............ ما للبشر ولهذا الاجترار ؟؟؟!!!
البشري يجتر هو أيضا ، ولكن الفرق بينه وبين الحيوان أنه بدون فائدة..
فهو لا يجتر سوى الآلام وخيبات الأمل و الماضي الأسود والأحقاد وسيئات الغير .... الخ
ليته يجتر دروس الماضي كخبرة ،،،، ليته يجتر الذكريات للسلوى ،،،،، ليته يجتر المعروف ليرده لأصحابه ،،،،،، لا هذا ولا ذاك ...
صور من هذه الحياة المجترة ...
·يجتمعون حول مائدة الطعام ، الأب ينظر لإبنه بنظرة سخط ويقول: أرأيت...... لو استمعت لكلامي لما حدث وأن تعطلت السيارة ... ( أمر حدث له أسبوع ، يردد ذكراه الأب كلما رأى ابنه أمامه .. )
·امرأة عجوز تحكي لجاراتها قائلة : أبنائي مقصرين ،مهملين ، تركوني وحيدة وانشغلوا بحياتهم الخاصة ...مع العلم أن أبنائها ماتوا قبلها !!!!
·رجل مريض في استراحة إحدى عيادات أمراض القلب ، يحكي حكاية ذات مؤثرات من دموع وآهات : عانيت من مرضي سنين عدة ، حرمت النوم ليال ، حياتي كدر وتنغيص ، كرهت الدنيا .... الخ
والطبيب عندما يراه يقول له متسائلا : لماذا أنت هنا ؟؟ أما أجريت العملية وقد تكللت بالنجاح وشفيت تماما ؟؟!!!
·زوجة تحكي لزوجها الثاني معاناتها السابقة مع زوجها الأول بقولها : كان بخيلا ، حقودا ، لا يريد مني زيارة أهلي . وتتوقف هي عن الكلام ليقول لها الزوج المسكين ويده على خده : وكان يضربك .. فتبتسم هي وتكمل : نعم ، نعم .. كان يضربني و يشتمني و ....و......و......
وهناك صور أكثر...
لماذا كل هذا ؟؟؟
أين نحن من شكر النعمة ؟؟؟
أين نحن من الصبر والاحتساب ؟؟؟
أين نحن من التربية الصحيحة لأنفسنا ولأبنائنا ؟؟؟
كلام مضى ، وأحداث ماتت ، لماذا نعيدها في حاضرنا لتؤثر على مستقبلنا ؟؟؟
أعتقد لو تركنا الاجترار لوجدنا أن 70% من كلامنا لا داعي له ...
لماذا أنا وأنت وهو وهي نجتر الكلام ؟؟؟ ضعف ، أنانية ، إطفاء لأحقادنا على الغير ؟؟؟
لمــــــــــــــــاذا ؟؟؟؟
تحياتي وتقديري
توفي