[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)[/c]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الوقت الضائع.....
الخطوة الأولى...
إعتدت دائماً أن ألبس حذاء جديد مع كل خطوة.......لأن الإسكافي يشعرني بإنتصار الحذاء علي....
فأصابني الملل....فأصبحت حافياً...
وبينما كنت أتجول في مدينتي وقعت عيني على حذاء يمتطي جواد أبيض اللون مشوب بعروق حمراء دموية.....توحي إليك بأن هذا الجواد لا يخشى شيء....
ولكن أن يمتطيه حذاء!!!
حقاً أمر عجيب....
وبدأت أخطو خطواتي في طريقي...بطريقة جعلت فيها مسار الجواد يتقابل معي...
فتوقف الجواد أمامي وبصهيل مزعج قال لي (* إبتعد عن طريقي أيها الأحمق*)؟
فأجبته دون النظر إليه الحمق أن تدرك ما يمتطيك
حاول الجواد أن ينظر لمن يمتطيه ...فلم تساعده قصر رقبته...
فقال ....(* إنه أعظم فرسان هذا الزمان...وقد أخبرني بذلك كل من أعترضني من الرجال في طريقي*)...
ضحكت ضعفين مقدرتي.....فهو حقاً أمر مضحك...
فقلت له ..... كل يرى مثيله عظيم...ويرى عدوه أحمق...
إقترب الجواد مني وقال لي (*أتستطيع منازلة فارسي ؟*)
أجبته وسأجعله حذاء لقدمي أيضاً ؟!!
صعق الجواد من تهوري وثقتي المفرطة...
فإقتربت منه وأمسكت بالحذاء الذي يعلوه وأسقطته أرضاً ثم إنتعلته...
إرتجف الجواد خوفاً من هول ما رأى...
فخُيل إليه أنني ساحر...
ومنذ ذاك اليوم أصبحت أمتطيهما الإثنان معاً !!!.....
الخطوة الثانية....
أصبح الحذاء بالياً رغم أنني لم أسير به على الأرض....
وأصبح الجواد مُلِحاً في أنني من أساء إستخدام هذا الحذاء حتى بلى...
وبدأت أشمئز من حمق جوادي هذا....وتكرار كلماته.....وعدم تعلمه...
فجل ما أكره......أن أستمع للكلمة مرتين!!
فنزلت عن ظهر الجواد وقلت له....
أتستطيع أن تلبس هذا الحذاء عني ؟
فقال لي مستغرباً ...(* لِمَ؟*)
أجبته قائلاً.. كي أسلخ نفسي من جسد الحماقة وصورتها...فأنت والحذاء أحمقين...
وسأدعكما لبعض...عل حماقتكما تُكمل بعضها البعض...؟
صرخ الجواد....(* لقد مللت منا يا ناكر الزمان*)...
أجبته .... ليكن كذلك...فمجاراة الأحمق مضيعة للوقت
وأعدت الحذاء على سرج الجواد وعدت حافياً...
ومنذ ذاك الوقت...
وذاك الجواد ينطلق في البلدان يحكي عن فارس خانه وإستبدل أعظم ما إمتلكه بحذاء !!!
الخطوة الثالثة...
وعلى غير عادة....
بدأ الخيل يفكر في تصرفاتي معه ولماذا لم أكن أجاريه حين غضبه...
بل كنت أؤيد إتهاماته الباطلة عني...وهو أول المعترفين بأنها إتهامات باطلة !!
وبينما هو كذلك...
شعر بعطش كبير.....فإجتر نفسه حتى وصل إلى بحيرة خضراء لاتعيشها إلا الخيول الأصيلة...
فإقترب منه حصان ضخم الجثة وقال له (* إخلع الحذاء عن ظهرك إن أردت أن تشرب من ماء البحيرة حتى لاتسقط حذاءك في الماء*)؟
بُهت الجواد لكلمات الحصان...وهرع إلى صفحة الماء ونظر لصورته ...
ورأى ما رأى....وأدرك أن فارسه طوال عمره لم يكن سوى حذاء...
وأن الجميع إمتدح له هذا الفارس لأن الجميع كان يهدف لغرض حققه....
وتذكر ما قلته له .......
أدرك مدى حمقه ...
وهرع لايلوي على شيء...
وظل يبحث عني طويلاً....
حتى وجدني...
أتاني وقد طأطأ رأسه ...وقال لي (* العفو ...كنت محقاً فيما قلته*)
أجبته ولازلت محقاً!!!
فقال لي (*هيا بنا لنرحل من هنا فها أنا ذا أعترف لك بحمقي وسذاجتي وسأعلنها إن أردت أمام العالم أجمع...*)
أجبته.... ليت الوقت يعلم أنك لاتعلمه...
فلم أعتد لبس حذاء مرتين.....ولم أعتد ركوب الحمقى....
ضاع منك الوقت بعدما أهدرته بخيالاتك وتخيلاتك البطولية....
شوهت صورة الحرب....
لاعجب أن الخيول حمقى.....لاعجب!!
تجري في المعارك هنا وهناك....وترى الجنود يتساقطون...تحسب أنها قاتلتهم..
وما علمت أن هناك *حذاء* يعتليها ....
وفوق هذا الحذاء فارس !!
ضاع الوقت يا جوادي....ضاع...
وبعد ثلاث خطوات...
أدرك الجواد ضياع الوقت ...
وأنه لم يكن إلا جواد لحذاء كان لفارس !!
فمحى حقيقة الفارس....وأصبح يحكي حكايات الحذاء!!
[c]---------
أولى أبواب الفضيلة.....تقييم الجهل
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي
