- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أمواج من موج جزيرتنا ديامو

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3880
    الاقامة : جمهورية مصر العربية
    المشاركات : 100
    هواياتى : القراءة الكتابة - الموسقى
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    أمواج من موج جزيرتنا ديامو




    أمواج من موج جزيرتنا ديامو

    محسن يونس

    [ 1 ] إصبعان .. فقط إصبعان ، وصوت هطول المطر ، الإصبعان يشرعان في ظلمة ، يسقط عليهما ضوء، وهما يتجهان في إصرار إلى عينيه ، يندبان فيهما ، ينطفئ النور ، ويصرخ في جئير ملتاع ، يهب من فراشه يستنجد : " امنعوها عنى .. امنعوها عنى .. "

    قلنا : كيف ؟!

    قال : ناموا معي ..

    جربنا النوم معه في بيته .. في الليلة الأولى علا شخير صاحبنا ، نام قريرا ، في الصباح استيقظ يتمطى فرحا ، نظر إلينا ، قال : لم تزرني الرؤية .. ناموا معي ليلة أخرى ..

    في الليلة التي تلت كان هروبنا في أنحاء الجزيرة بعيدا عن بيته ، المسكون بتلك الرؤية ، كل واحد منا يقف أمام مرآة ، يبحث فيها عن عينيه .
    أصابنا الرجل بعدوى منامه ، ذلك لأننا تنفسنا الهواء الذي يملأ غرف بيته .



    [ 2 ] صنع عجوز ديامو الجزيرة التى نعيش على يابستها الخيط ، ثم برمه ، ونسجه ، شده بين إصبع قدمه وبين يديه ، أدخل عودا ، وأخرج عودا ، فاستوي الخيط عيونا تمسك عيونا، صاح : هذه شبكة صيد ، خذوها يا أولادي .. اذهبوا إلى البحر .. كان قد نسى _ أو تناسى_ أن يعقد عقدة أخيرة فى نهاية هذا الخيط ، كانت الشبكة تنفرط عيونها ، وتعود خيطا كما كانت فى البدء ، ويسخر البحر من عمل بدأ بهمة ، وانتهى بخيبة .

    عندما عاد أولاده من البحر ، نظر إلى وجوههم ، فرأى غضبة ، وسمع لغطا ، وشكوى امتدت حتى الفجر، رفع يده قائلا : " لنبدأ من البداية مرة ثانية .. " ، فأسكتهم ، وأخذ يعمل .

    ابتدع عجوز ديامو شبكة جديدة أكثر حرفة من الأولى ، قال لأولاده ، وهو يرفعها عاليا : " خذوها إلى البحر .. "

    كان قد نسى _ أو تناسى _ أن يعقد العقدة فى نهاية الخيط ، الذى صنع منه الشبكة .

    فى هذه المرة عاد الأولاد من البحر أكثر غضبا ، تخطت حدتهم خط التبجيل الواجب ، رمى الأولاد الخيط تحت أقدام عجوز ديامو صائحين : " أنت تخطئ .. ونحن نعانى !! "

    عقد عجوز ديامو العقدة الأخيرة فى نهاية الخيط فى هذه المرة ، وصاح : " الآن خذوها إلى البحر . "

    نجح الأولاد ، بينما عجوز ديامو على اليابسة مطعون قلبه بطعنتين ، واحدة بسبب أن الأولاد لم يتقدم واحد منهم ، ليعقد عقدة الخيط الأخيرة بدلا منه ، وواحدة بسبب أن البحر ظل يغرى الأولاد بأسماكه ، ومكث العجوز وحيدا على اليابسة .



    [ 3 ] عاد ابن ديامو إليها ، بعد أربعين سنة من الغربة ، أخذته الحياة في العاصمة ، وكان نجما فيها يشار إليه ..

    أول شيء سأل عنه هو : المقابر ، أين توجد بالجزيرة ، أشرنا إلى البحر صامتين ..

    اتسعت عيناه ، وسكنهما رعب ، قال : " تدفنون موتاكم فيه ؟! "

    ضحكنا ، وقلنا : " حفرة عند أقدام جدار الحجارة ، وحجرا فى اتجاه القبلة .. "

    ابتأس ابن ديامو الشيخ العائد ، عجن قبضتيه فى حجره ، و هو منكس الرأس مدة، ثم قال: " لا أحب هذا .. "

    قلنا : " لا تشغل بالك .. قل لنا لماذا عدت بعد كل هذه السنين ؟ "

    قال : " سأبني قبرا ، فوقه مظلة من خشب بغدادلى ، تعرش عليها نباتات دائمة الخضرة " انتعش الرجل ، و أفهمنا أن علينا أن نستعمل البناء بدلا من الحفر فى التربة ، قال : انظروا للقدماء .. الأحجار مادتهم الأولى .. يتغير البشر و الأحجار قائمة ..

    كان للموت قولا آخر، إذ أخذ الشيخ العائد قبل أن يفعل ما كان ينوى فعله ، وحفرنا له حفرة، والعلامة الحجر فوق رأسه فى اتجاه القبلة ..

    كان للبحر قولا هو الآخر ، إذ ارتفع مده حتى مكان الحفرة ، وفى جزره أخذ جثمان الشيخ العائد عائما تنخله أمواجه الهاربة ..

    كنا نفعل ، والبحر يفعل ، نعود بالجثمان ، نحفر له حفرة بعيدة عن الأولى ، والبحر يرتفع مده فى كل مرة أعلى ، ويأخذه .

    مر زمن لم نعرف هل يوجد الجثمان فى الحفرة أم فى البحر ، كانت الحياة تقف على أكتافنا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3965

    نظرة نقدية حول النص




    رؤية

    رؤية نقدية حول تجربة القاص محسن يونس



    عوالم تخييلية مترعة بالضوء



    وددت أن أقف عند تجربة محسن يونس القصصية ، وأطيل الوقوف ، فكتابته لها حس أسطوري لا يخيب ، كما أن لغته السردية محملة بالدلالات ، ولم لا وهو أبن البحر ، وقرين البحيرة ، الماء هو امتداد الاساطير فمنه ولدت الحواديت القديمة ( تذكروا السندباد مثلا ) ، ومن تموجات الماء يكون استبصار الرزق ، والحكايات ، ومشروعية الحياة .



    " ديامو " تشكل أرضا تخييلية لها بعد واقعي ، ومنذ يبدأ الحكي تنطلق الجنيات ، وتصفر القواقع ، وينبسط شعر الجارية ، ويبدأ الناس صراعهم اليومي من أجل لقمة العيش ،طلبا لفسحة من البهجة ، وسماء من المتعة .

    ثلاث حكايات فيها ظلال أسطورة يتضمنها ذلكم العمل :



    * إصبعان يندبان في العين المبصرة فينطفأ النور ، كانت هذه رؤيا الرجل التي طاردته في المنام ، وقد رأوا أن يمنعوا عنه ذلك الضيف الثقيل ، فقاسموه " المطرح " ، فإذا بالمشهد المرعب يتسلل لأبصارهم ، وينتقل الفزع منه إليهم .

    هكذا بدون أن يعقب القاص يترك لنا مساحة للتأويل ، ولكل منا اجتهاده ، وظنه ، وتقليب تربة الحكي كي يعثر على مدخله الخاص !



    * ابتدع عجوز ديامو شبكة وقال لأولاده وهو يرفعها عاليا : " خذوها إلى البحر .. " كان قد نسى _ أو تناسى _ أن يعقد العقدة فى نهاية الخيط ، الذى صنع منه الشبكة . يذهب الأبناء ثم يعودون : مرة بغضب رهيف به مسحة خجل ، ومرة تكون عودتهم من البحر أكثر غضبا ، تخطت حدتهم خط التبجيل الواجب ، رمى الأولاد الخيط تحت أقدام عجوز ديامو صائحين : " أنت تخطئ .. ونحن نعانى !! "في المرة الثالثة يعقد الخيط بصورة صحيحة ، فيذهبون للرزق ولا يتذكرونه ، فيقعد ملوما محسورا .

    فكرة ضرب السلطة الأبوية في نص باذخ ، وفي موروثنا الشعبي نعتد بالأرقام الفردية ( 3، 5، 7، 9) ومع الثلاثة ( الثالثة ثابتة ) هناك اعتقاد راسخ انها صرة المهارة ، وأقنوم من أقانيم عقد الخيوط واشتباكها بطريقة ماهرة .

    وفيما تكون أقدام الرجال تدبدب فوق خشب الزوارق يكون العجوز وحيدا يشعر بخيبة أمل كبير ، وبنوع من الجحود دون أن يصرح بذلك أبدا .

    (نجح الأولاد ، بينما عجوز ديامو على اليابسة مطعون قلبه بطعنتين ، واحدة بسبب أن الأولاد لم يتقدم واحد منهم ، ليعقد عقدة الخيط الأخيرة بدلا منه ، وواحدة بسبب أن البحر ظل يغرى الأولاد بأسماكه ، ومكث العجوز وحيدا على اليابسة) .

    هي وحدة الزمن ، والسن ، وعدم الاستطاعة ، والمدهش أن لا أحد يمكنه أن ينطق حكمة الحياة ، وقوانين ذلك الأعمي الرتيبة خطواته . وهذا شيء من سحر الحكي أن تترك مساحة للتأويل ، وإطلاق المخيلة كما كان يقول " أندريه بريتون " في بياناته : الأول والثاني عن حركة السريالية . وبالطبع نحن في قمة الواقعية ، لكننا أحيانا ما نلامس ظلال الأسطورة بخيال متردد الذبذبات يوميء إلى هذه المنطقة الساحرة في تراثنا الحكائي .



    * في اللوحة الثالثة من حكايات ديامو يحضر شيخ ديامو بعد غياب أربعين عاما كي يدفن في ثرى الجزيرة . يسأل بنوع من الفضول والقلق : أين تدفنون موتاكم ؟

    يشيرون للبحر !! لكنه يرفض تلك النهاية ويقرر حفر حفرة في اليابس وتشييد قبر من الحجر ، وحين يموت ـ فجأة ـ يدفن في الحفرة ، فتجرفه أمواج البحر ، وبين مد وجزر تضيع الحقيقة . ولا أحد يمكنه ان يعرف بالضبط : أين توجد جثة العجوز !

    وأرى ان هذه القصة ترتقي لتتحدث في اكتناز سردي بليغ عن حكمة الحياة ، وقوانينها الصارمة ، عن هيبة الموت ، وتخوف الانسان من النهاية . وتظل مقولة التراثية : ( لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ) مجرد ترديد تراثي أكثر منه مفتاح للمعنى ، فكل إنسان يود أن تكون رقدته الأخيرة في مراتع الصبا ، ومضارب الأهل والخلان .

    يبدو أن عجوز ديامو صاحب الأربعين حولا من الغياب لم يستطع أن يفلت من قبضة اللا يقين ..

    وهل الحياة إلا محاولة مستمرة للقبض على الأشياء في نصوعها وتحققها .

    لكن هيهات أن يكون ذلك : فقبض الريح هي الدنيا سواء في بحر أو بر !



    ثلاث موجات سردية بها اطياف حكمة ، ونوازع حكي ، ومرتكزات تخييل لكاتب جريء ، يحفر في طبقات سردية بالغة المتعة والصعوبة ليمرر للقاريء مشروعه القصصي الفريد بأحزان إنسانية متأرجحة بالفقد والشجن ، وبنفس حكائي مترقرق بالجمال ، وربما كانت تلك تأويلاتي كناقد ، أما التأويلات الأخرى الممكنة فهي ملك القاريء وحده !

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    الأستـــــــاذ سميـــر الفيـــــــل عندنا

    ماذا يحصــــــل (؟)

    أشعر بسعـــــادة غامرة


    أموت وأعرف كيف عرفتم السبيل للدرر


    لو من الأستاذ محســـن فلا غرابة..


    فعلا

    وجودكمـــــا إضـــــاءة


    ولن أنسى كاهننا العظيـــــم


    أها ماذا كنت سأقول


    نعم كعادتي


    سأقرأ بتأني ....


    شكرا
    You are wrong to think that (I) don't take it personally
    [/indent]
    After all, it's about (ME) and how (I) look at it



  4. #4
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3965



    أهلا بالأعزاء ..
    صباح الورد ..

    فيه مثل شعبي يقول :
    ( الغريب أعمى ولو كان بصير )
    . بمعنى أن أي إنسان يدخل مكانا لا يعرفه
    لابد أن يستشعر الاغتراب :
    حالة كونه لا يعرف أحد ولا أحد يعرفه ..
    دخلت أمس خلسة للمنتدى ..
    في زيارة قادتني إليها الصدفة ..
    وتصفحت الموقع بسرعة ..
    فكرت في ان انشر إحدى نصوصي القصصية ..
    قلت في عقل بالي :
    أجــّـل النشر حتى يصحو أهل الدار ..
    ونشرت نقدا بسيطا عن نص للاستاذ محسن يونس ..
    وهو كاتب جميل وفنان كبير في مجال السرد ..

    والحمد لله فتحت عينيّ اليوم لأجد هذا الترحيب الجميل
    فقلت لنفسي وانا أخفي فرحي في كمي :
    تستاهل يا ولد يا سمير .. ده أنت معروف بقى ,,
    ونزلت الشغل منشرح الصدر ..
    وأنا اترنم بأغنية
    ( كعب الغزال يا متحني بدم الغزال ) لمحمد رشدي !!

    اهلا بكل الأحبة في ( الدرر )
    لا أريد أن اشغل مساحة ليست لي ..
    وأنا كثير الكلام ..

    أشكر Petals على الترحيب الرائع ..
    يا رب يخليكوا كلكم ..
    وتعيشوا في فرح وتألق وأيه كمان ؟؟؟؟
    ................

    وإحساس جميل برونق الحياة ..

    المخلص
    سمير الفيل

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    أها

    قرأتها بأجزاء..

    هو الوجع يا سيدي...عيناي..


    صحيح في القراءة الأولى كات غامضة...لكن ثم بدأتها من جديد بتأني...

    قراءة سمير الفيل رائعة

    الجزئية الأولى وانتقال الفزع لمن حوله بديع

    تأويلية لأبعد حد..

    أستطيع ببسـاطة تخيل أي فزع ينتقل لا إراديا هكذا منه للجماعة..ولو لم يروه..


    رسومات يا سيدي...وظلال معتمة وهكذا...في النهاية حتى لو بانت الستائر هي التي تتحرك....(!)


    الأب وأولاده استطعمتها...


    والبحر كبيييييييير...


    الأستاذ محسن قلت سأرد عليك أولا

    وها أنا أفعل ذلك...شوف حتى هو رديت عليه بعدك



    السيد سمير الفيل


    ماذا أقول..(؟)


    كيف تكون رائعا هكذا...

    <<اهلا بكل الأحبة في ( الدرر )
    لا أريد أن اشغل مساحة ليست لي ..
    وأنا كثير الكلام ..>>

    تكلم ولاحد يحوشك...


    المهم....<-- تعبت من المهم...


    لا تغيبوا..

    أنت لي معك موعدا آخر...


    سددت ثلثه..الذي ( أصغرني )..

    بقي الثلثان...

    اعذرني حاليا...

    لكن لا تغيب... ألا أكفيك أنا

    ( شايفة نفسها مهمة )...

    كلنا غرباء في أجسامنا..(!)

    كونوا بكل خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3880
    الاقامة : جمهورية مصر العربية
    المشاركات : 100
    هواياتى : القراءة الكتابة - الموسقى
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    الرد بطريقتى




    أصدقائى الأعزاء بمنتدى الدرر العظيم
    تحياتى وتقديرى لكم جميعا ( درى .. درى )
    انتظرت بعض الوقت ليشارك أحد فى مناقشة رؤية أ : سمير الفيل ، فلم يحدث ، ولم أحصل على شىء سوى مرور بيتالز الكريم ، هنا قلت لنفسى عليك أن توضح نفسك ، وخاصة بعد أن قرأت كلمة " رؤية " فى تناول أ : الفيل .. فكانت هذه هى محاورتى معه ، ومعكم :
    الأستاذ الكريم: سمير الفيل طاقة حيوية - لاحظى هذا أيتها الفضلى بيتالز -، وهو متعدد المواهب ، فهو شاعر و قاصوروائى وناقد ، وأنا عبد فقير، لا أكتب إلا القصة القصيرة و الرواية ، وأعمال أخرىللأطفال ، وأجد عنتا ورهقا ووهنا حينما أتصدى للنقد ، ودائما هناك هاجس لدى ، يسيطر، ويأخذ ينخر فى عزمى : ابتعد عن النقد .. ابتعد عن النقد .. ولكنى أمام ما طاقةسمير الفيل أستمد منها قبسا .. وأقول له : المجد للكاتب المغمور
    أول شىء هوالماء والسماء والشمس والرياح ، هذه بلدتى .. لوحتى .. التى ولدت فيها لونا منألوانها .. ثم البشر .. وتأتى المعاملات المعقدة والمركبة ، والغير مفهومة ،والبسيطة الباهرة أيضا ، والصياح والصراخ ، والفضائح ، ثم الأسرار .. للأسرار ثناءوضياء ليس للعلن والمباح ، كم من سنين أتت ، ومرت قبل أن أعى محيطى - بيئتى - وكممن أسئلة لم أسألها .. ذهبت ، وبقيت طبعتها الحارقة لا تنمحى ، ولا تندثر ، إنما هىحية ، تمسك بروحى أينما وليت وجهى ، عنقاء تقوم من رمادها ، وتستوى ، ولا فكاك ،ولا هرب .
    تعيش قريتى الصباح والظهر والليل والفجر استنفارا ملحا ، دعوة مفتوحةلا تغلق .. الخروج إلى مجهول له طعم المجهول ، ولون الأمنيات ، ورائحة شرف المحاولة .. هو البحر يفعل فعل ذلك ، وفوق ذلك بأهلى وجيرتى وعشيرتى .. هو البحر .. هل يحتاجالبحر لتفسير؟! أم أن الذى يحتاج هم البشر ؟ .. كيف " نفسر" البشر إلا فى حركتهمداخل تاريخ خاص بهم .. التفسير سهل ، ويمتلك .. الأصعب ما تراه أنت .. لا كما جاءفى المتن أو الهامش المعتمد ، فالفن هو وعينا بالحياة والتاريخ معا .. هى عقيدتىالفنية الأدبية .
    لقد نشرت قصصا فى أربع مجموعات ، وروايتين ، وكتاب آخر لم ينشربعد منه هذا الموج ، ولكنى لا أدعى أكثر من أننى كنت مخلصا لعملى ، وبما أننى لاأستطيع التحدث عن قيمة أو أثر عملى هذا ، إلا أننى سأتحدث عما يمكن جعلنى " هكذا "
    نشأت وسط قبيلة بشرية هائلة الفعل ، قليلة الكلام ، فإذا تكلمت تخرج الكلماتلتصيب الكبد والقلب معا ، وكان الخطأ - وما يزال - فى البحر لا يغتفر ، ولا تبريرله ، ولا فى مقدورك أن تعلن هذا التبرير ، حتى لو وجد ، وهذا أول درس يمكننى أنأدعى أننى أمسك به إمساكى بالقلم - والقصد هنا - أن أكون شريفا لا مزيفا ، رجلا لارعديدا ،هذا هو نسيجى الشخصى والثقافى الأول - فى البحر كثير من الشغيلة ، المختلفةطرقهم ، وأشخاصهم بالطبع ، ولكن هدفهم الجوهرى هو الصيد .. التنوع هو سمة أساسيةللبحر - الأعماق والأحوال ، حتى الأنواء متنوعة - وهو لا ينفى بذلك الآخر أبدا .. إنه الدراما المعتقة . فى طفولتى كنت عديم الاستقرار ، كنت هاربا من شىء ما .. منالبيت .. من المدرسة .. من أى مكان ، ولذلك تحملت وتحمل جسدى ضربات ، وعنف منيعتنقون ويحتضنون المستقر ، ويخافون من التحول غير الثابت ، والدرس الثانى ألا أكونمثل هؤلاء .. وأن أكون كاتبا لا أكتب ما أراه .. ما أراه خادع ماكر .. بل أكتبرؤيتى أنا عما أراه . ربما أمتلك بعض الحكمة الآن خلافا عن بداياتى ، فأنا كنت - وما زلت - أضيق ضيقا شديدا بكل من يفتح فمه ، محاولا تنظير وتقعيد فن القصة القصيرة، وأعتقد أنها نوع أدبى مراوغ ومتجدد ، ولكن القصة عدوة التجريد ، إنها فن التجسيد .. إنها الأفعال و الأقوال - مرة أخرى - الآن أنا كاتب أعيش فى بلدتى بعيدا عنالعاصمة المبهرة ، وأن يرفع الإنسان الفرد ، المواطن الكاتب المغمور الراية البيضاء، وينكس رأسه أمام كل عوامل الهدم فى جسد البلاد .. هل يرتاح ؟ كم مرت فى خاطرىأستاذ : سمير هذه الكلمات المخيفة والمخوفة ، وكنت لا أجرؤ أبدا فى إعلانها ، بلكانت تصيبنى قشعريرة مرة ، وألم كاو من مجرد أنها تمر بخاطرى ، هل إذا أعلنتها - وقد أعلنتها - هل أرتاح و أريح ؟ وهل هذه الكلمات هى رؤيتى لعملى ككاتب يعيش بعيداعن العاصمة ؟ البحر الذى هو موطنى وناسى وصفتى وانحيازى ، لم يعلمنى أن أكون رخواهكذا ، فالمسألة أبسط من هذا ، فأنا أرى كثيرا من كتاب العاصمة مغمورين ، وتشملهملعنة المغمورين العظيمة الخارقة .. أن تكون مغمورا فالمجد لك ، لأنك ستكون مغايراجوهريا ، أما من ناحيتى فإن البحر ما زال الصيد فيه وفيرا ، وعلى أن أنزل إلى مياهه، وأستقبل كل ما يعطى .. فهل أرفض دعوته ؟
    كل هذا بسبب سمير الفيل - أيتها الفضلى بيتالز - ، وسماء النتالمفتوحة .. شكرى له ، ولعلى أكون قد جعلت تماسى مع تحليله للأمواج لا يضايقه . أويضايق أحدا آخر .
    مع تقديرى أستاذ سمير الفيل ، وكل أمنياتى
    محسنيونس




  7. #7
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    أها وماذا سأقول أنا..

    العبدة الفقيرة لله هذه التي أمامك. نشأت وسط بيئة يتحدثون كثيرا وكثيرا جدا...حتى أنهم يتثاءبون بصوت عال لكسر أي ثغرة ينسل منها الصمت...
    لا يهمهم إن أصابت الكلمات مقتلا أم تراخت بمرور الزمن وفقدت تشبثها بالذاكرة فسقطت تماما كما تسقط قطرة الندى على أرض عطشى..


    ( كان ) يوجد لدينا بحر....لكنه يلفظ مافيه حتى اسودت الشواطئ ولم يعد قادرا على حمل خطايانا (!)

    وكأنه يقول "تكفيني مخلفات مصانعكم فلماذا أحمل خطاياكم يا مجرمون..يا أبناء المدن...
    تبا لكم ولوجودي بينكم...(!)"

    أذكره هكذا... شاطئ أسود...موبوء وملغم بالزجاج..
    أدماني كثيرا..وأغناني أكثر...( منه حصلت على أول سلحفاة(!) )

    لذلك حين نقول البحر فنحن نقرنه بالمدينة فنتناسى حقيقته ويصبح بحر جدة العميق بعمقها...(!)

    أذكر تماما تلك الأحياء الغريبة التي كنا ننتزعها منه...وأكثر الوجوه تكرارا هي السمكة المنتفخة..خصوصا الصفراء (!)
    فنعد بها مغنما على ألا نعود خاليين .. ثم نرميها جانبا - على الشاطئ-دون أن نكلف أنفسنا عناء إعادتها ولو فيها نفس يتقطع..(!)

    لم نكن نخشاه أبدا ولو وصل أعناقنا...ولو لسعنا ما لسعنا..(أخرجوا من قدمي يوما 3 أشواك سوداء لشيء لا أعرفه )..
    وكنا نعود نرتمي متعبين على فرشنا...فتأتي جدتي والوالدة تدهنا أرجلنا بزيت سمسم لتلين الأقدام بعد قضائها الساعات الطوال في ماء البحر المالح...

    الآن أخشـاه..(!)

    وأضاعت المباني الحديثة الطريق إليه

    شاهدت مرة وحيدة بحر العرب...سحرني عمقه وصفائه كثيرا..استصغرت بحر جدة الأحمر أمامه...بدا عميقا وأكثر اتساعا...

    لا، بل بدا مخيفا جدا...

    خصوصا وأنا أعلم أن وراءه يقبع محيط آخر أشد عمقا..يعني لا نهاية قريبة..(!)


    سمير الفيــل هذا الرجل من ينكره (!)

    حتى هو لا ينكرني ..

    اســأله

    كنت أتمنى لو هاميس تطل علينا ببهجتها وعينيها الجميلتين يا سيدي...

    تذكر هذه العضوة...وهذا الاسم حين تقرأ لها..باختصار تعجبني كثيرا...

    مروري باهت جدا...جدا..وهذا شيء أنت تعرفه جيدا..

    لا أدري أنا الآن من أين يأتي ما أعلاه...من البداية أم من فضفضتك..

    المهم يا سيدي البحر كبير...


    كبير جـــدا...

    لكن لا يتسع كلينا..فلي بحري ولك بحرك..من أجل هذا سميت البحار.(!)

    دمت وسمير بكل الخير

  8. #8
    الصورة الرمزية BackShadow
    تاريخ التسجيل : Feb 2002
    رقم العضوية : 2
    الاقامة : مع كل انسان
    المشاركات : 8,952
    هواياتى : غسل الخطايا
    My SMS : المثل يقول ... الباب اللي يجي منه الريح ... لا تلحسه كله
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 119
    Array



    الاستاذ الرائع محسن يونس

    والاستاذ المبدع سمير الفيل


    لكم استمتع بقراءة حروفكما ومشاركتكما ...
    واتمنى من كل قلبي ان تزدهر القصة القصيرة والرواية في الدرر بوجود كتاب كبار مثلكم



    تقبلوا ارق تحياتي
    كل نهاية ... هي بداية لمرحلة جديدة ، إجعلها أجمل

  9. #9
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3880
    الاقامة : جمهورية مصر العربية
    المشاركات : 100
    هواياتى : القراءة الكتابة - الموسقى
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array



    بيتالز !
    أغرب ما قابلنى فى مكاشفتك - هكذا سوف اسميها - ليس ذلك الاختلاف بين ناسى الذين نشأت بينهم ، والكلمات على ألسنتهم عزيزة ، لا تخرج إلا سهما يصيب ، أما ناسك فهم لا يهمد لسانهم عن إخراج الكلمات ..
    كان أغرب شىء فى مكاشفتك التى حركت كوامنى أنا الآخر هو عبارتك الأخيرة : " البحر كبير .. كبير جدا .. لكن لا يتسع كلينا .. فلى بحرى ، ولك بحرك"
    صدمنى القول فى أول وهلة .. أعترف .. وبعد أن تمعنت بالقراءة مرة أخرى ، ربما انزاحت غشاوة عقلى بعض الشىء ، وفهمت ما سوف أكتبه الآن :
    أنت بيتالز كنت تتعاملين مع بحرك غير تعاملى مع بحرى .. أنت وقفت على شاطئه .. وأنا دخلته ، وعركنى وعاركته ، وجلدت أول جلدة بينما كنت أرى أمواجه تتسارع جارية للخلف ، وكأنها تسخر منى ، لا أريد أن تظنى وهلة أننى أبالغ ، لأحصل على جائزة ، لأنى - وسوف أفاجئك - أحن أيضا إلى بحرك .. بحر جدة .. فقد رأيته ، وحدثته كثيرا ، وحدثنى .. أنا الغريب الذى كنت أسكن جدة فى 85 من القرن الماضى ، وآهى من الذكرى الطيبة .. جدة تسكن نفسى دائمة بها، وكنت أذهب إلى بحرك .. البحر الأحمر ، ولم أجده كما وجدتينه ربما لأنى ابن بحر، وأنت ابنة مدينة .. لكن مكاشفتك بها عبق الماضى وروعته ، وثورة على الحاضر الغاشم ، الذى لا يبقى على الأشياء كما هى ، بل يخنق روحها ، ولكنى أطمئنك .. البحور تظل بحورا ، أقوى وأعتى من تلك التغيرات ، لقد أعطاك بحر جدة سلحفاة .. أتذكرين ؟! فرحتى بها فلا تقسين عليه ..
    مرورك كان بالنسبة لى معرفة بابنة بحر ، وحضورا لحضور كان بجدة ، كان مرورك موجة تطالع خبيئة نفسى ، تحملنى إلى داخل البحر .. أى بحر .. أخبرك أيضا أنهم يدعوننى " البحر " وهذا كثير على .. أشعر أنهم يسخرون منى ..
    مرحبا بـــ " هاميس " أين هى ؟!
    بيتالز .. البحر يظل بحرا على الدوام .
    أشكر لك .. مع تقديرى
    محسن يونس

  10. #10
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    رقم العضوية : 3880
    الاقامة : جمهورية مصر العربية
    المشاركات : 100
    هواياتى : القراءة الكتابة - الموسقى
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    الدرر تزدهر على الدوام




    BackShadow
    العزيز النبيل
    تحياتى وتقديرى
    الدرر سوف يزدهر بإناس مثلك .. إخلاص .. ودأب من أجل التطوير
    ومشاركة الأخرين البحث من أجل هذا ..
    أحييك أيضا على ثقتك بى ، وقراءتك لحروفى ..
    أمنياتى الطيبة
    محسن يونس


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أمواج الغلا.... تنتظر الترحيب
    بواسطة أمواج الغلا في المنتدى درة التواصل والترحيب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 07-05-2005, 06:30 AM
  2. ~ على أمواج .. نوتة موسيقية ~
    بواسطة الأصيـــــــــل في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 20-11-2004, 05:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط