أخواني وأخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
خلال الأسبوع الماضي أحضرت والدتي إلى الرياض بعد أن تعرضت لوعكة صحية في قلبها شفاها الله وحفظها لنا وأطال بعمرها على طاعته. وقد كان معي تقرير طبي يثبت حاجتها إلى فحص دقيق لقلبها فحاولت أن أدخلها إحدى المستشفيات الحكومية لتوفر الامكانيات اللازمة بها وليقيني أن المستشفيات الأهلية تعيش على مدخراتنا وتنهب ما في جيوبنا وحساباتنا البنكية هذا إن كان فيها ما يكفي لتسديد هذا النهب فالحمد لله على كل حال فالحال مستورة بفضل الله .
وقد كنت أعتقد أن هذه الامكانيات الهائلة في مستشفياتنا مسخرة لنا ولم توفرها الدولة إلا من أجلنا.
لذلك حاولت بالمستشفى العسكري ومستشفى قوى الأمن الداخلي ومستشفى الملك فهد بالحرس الوطني فلم أفلح للأسف الشديد في ادخالها في إحداها لعدم توفر سرير وهو ما يزعمونه!!!
أيعقل أن أغنى دولة لا يوجد في مستشفياتها سرير لأحد أبنائها؟!!
وللأسف الشديد أن الوالدة حفظها الله ارتفع ضغطها وسكرها وزاد ألم قلبها من تجوالنا بها من مستشفى إلى آخر حتى أنها طلبت أن تعود لبيتها وكل ذلك بسبب عدم اهتمام المسئولين بمثل هذه الحالات.
حقيقة كنت أستطيع أن أدخلها بسهولة بفضل الله عز وجل ثم بوجود محبي الخير والذين سبق أن خدموني بمثل هذه المواقف لأصحابي وأحبابي.
إلا أنني أردت أن اعتمد على نفسي لأن من يخدمني اليوم قد لا أجده غداً لأي ظرف من الظروف.
خلال هذه الجولة المكوكية بين هذا الثالثوث الحكومي قلت للوالدة مازحاً:
اش رأيك بس نروح نغير جنسيتك السعودية إلى إحدى الجنسيات التي تملأ مستشفياتنا يمكن يوافقون على دخولك إحدى هذه المستشفيات.
حقيقة أنا لا أعترض على تقديم الخدمات الطبية لاخواننا المقيمين معنا فهذا أمر واجب علينا من الناحية الشرعية والقانونية.
لكن كون هؤلاء الأخوة على كفالة الامراء وكبار المسئولين فلماذا لا يقومون بعلاجهم بالمستشفيات الأهلية ويدعون المستشفيات الحكومية للمواطنين؟!!!
اليس النظام يلزمهم بعلاجهم عن طريق التأمين الصحي؟
ثم أليس هم أغنى مالاً و إلا فنحن أغنى منهم نفساً ؟
وإلى متى يستمر هذا الوضع الجائر؟
ثم أليست الحكومة تطالب الشعب بالولاء لها؟
فكيف يتم الولاء مِنْ مَنْ لا يجد العناية والاهتمام به؟
على كل حال أخيراً أيقنت أنه لن ينقذ والدتي بعد الله عز وجل إلا أن ألجأ للواسطة والحمد لله خلال (12) ساعة تم إيجاد سرير لوالدتي ودخلت مستشفى قوى الأمن وسوف تجرى لها العملية يوم الأربعاء إن شاء الله وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل الواسطة .
أخواني وأخواتي
للأسف الشديد أن يحدث مثل هذا للمواطن وخاصة في مثل هذه الظروف الحرجة والتي يبحث فيها الحاقدون عن أي امر يسيء للبلد وأنني أعتذر عن كتابة هذا الموضوع إلا أن عدم وجود أي وسيلة لإيصال هذه المعاناة إلى من يهمهم أمر المواطن إلا شبكة الانترنت .
كما أنني لم أهدف من كتابة الموضوع المصلحة الشخصية فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أستطيع إيجاد واسطة تسهل أمر دخولي أي مستشفى لا سمح الله.
إنما هدفي هو المواطن المسكين الذي لا يعرف أحداً ولن يجد من يتوسط له لأنه من أصحاب الدخل المقرود.
فهل يموت بالشارع ؟
فلا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
دمتم بخير