هاهو كالشبح في الظلام ..
يقف ... ويتعثر ...
ثم يتمايل ثملا ..!!
تتلاعب الرياح العاصفة بخصلات شعره المغموس في الدماء !
فيعج بالمكان .. مزيج من رائحة الدم برائحة الخمر تفوح من جرحه .. وفمه !
مازال الجرح يثعب دما .. حتى لتكاد تدخل يدك في غائره !!
عاد يقف على فتحة الكهف من جديد !!
عاد ..
لكن بجناح مكسور .. وعقل مخمور !!
ففوهة بندق الصياد تصرخ في جنون ..
ويرقص الزناد في مجون ..
ليهتك عرض السماء ... بالباز الجريح !
ونهش الصخور .. يُبرِد حدة المنقار .. عرضا ..
ويكسر مخلب الصقور ...!
شهيق وزفير ...
يعربد في الجبال .. بأنفاس رياح الشتاء ..
فتنفخ في فم الكهف .. بألحان مزمار الدفن ..
إتماما لمراسيم العزاء ... ومسرحية التصلب على جدران الكهوف !!
فلم تسأم الرياح أن تشكل الصخور في أعالي الجبال ..
فتحفر ماتريد .. وتقلن دروس العجز للبليد !!
رويدك أيها الباز ..!!
فإنه ليس أقبح من المكوث .. والتخثر على خيوط العناكب في الكهوف ..!
أرادوا من كل باشق أن يكون كالوطواط !!
أسراب ترقص في الظلام ...
تختال تحت كل سقف ... وتقبع بضُرها في الأركان ...
لاضير إذا .. إن كانت تلد كالنساء !
أوتاد من جليد باتت تلمع فوق رأسه .. لتنغم بأوتار النخاع ..
كمسمار من حديد يعرف مكانه جيدا !!
رغم ذاك ..
لا فرائص ترتعد .. ولا مفاصل تنزلق ...
في زمان التيه !
وبين الفينة والأخرى ..
ينعم بقطرة دمع تقطر على فروة رأسه .. صقيعا !!
لينتفض كالعصفور الصغير .. بقشعريرة ..يرتج لها عقله ...
فتسري من مفرق رأسه ... إلى مخمص قدميه ..!
وتقف كل بصيلة في شعر يده ...
ثم ترقد .. تهدهد جلده .. دفئا من جديد !!
يالدفء الشتاء !!
وماأبأس ليل السماء ..!
فالشمس تأبى أن يكون للنجوم طالع في الغسق !!!!
عجبت لمن يطبق شفتيه عن الدواء ...
ليشرب الكأس !!
لم أعد أعرف حقا ...؟؟!!
إن كان الفشل ..هو الدواء .. أم الغباء !!
حُق للباز الجريح .. أن يقرع الكأس من جديد ..
لتثمل الصخور ... ويشتعل الجليد !!
*جيـــــــاد*