[c]
إيتُها الدُنيــا اللّعينه .. يا من أخذتِ الكثيرَ والكثير
يا من تذوقنا معكِ طعم الوداع .. وجرح الرّحيل
بإسم كُلّ غالي عاش معنا فيك
بأسم كل روحٍ قضينا معها أروع اللحظات في إحضانك
بإسم الحنين الذي يضج في قلبي شغفاُ لأن ألتقي بهم
أرجوكِ .. أرجوكِ
بكل نعيمك و جحيمك .. بكل غدرك ووفائك
بصوت أنهارك
بزخات مطر سمائك
أتوسل أليك أن تودعيني قبل وداع من أحببت
كفى سلباً لينابيع الأمل
أما جرّبتي الوداع المُرّ
أما عشتي لوعة الفرقا
بالطبع لا .. فأنتي دنيا دنيئه .. مصيرك للزّوال
نحلم فيكِ .. نسرحُ ونمرح
نُحب ونُحب
نضحك ونبكي
إلى أن يأتي الموت
نعم المَوت
ذاك الشئ المخيف المُرعب
لمَ الخوف ولمَ الرعب
هل هو لأنه النهاية الحقيقية لكل شي !!
ولمَ النحيب على من رحلوا !
لمَ لا نبكي على أنفسِنا
نحنُ التُعساء الذينَ لا يعرفونَ مصيرُهم
نحنُ الأشقياء في دُنيا الشقاء
نحن من كُتبَ على جبينهم أبقوا رفقاء الألم
هُم من أرتاحوا
أنحسدهم الراحه
بالطبع لا .. لأننا نُحبّهم
نعم نُحبّهم
ويبقى بداخلنا الحلم
الحلم بالسّعادة .. بل ونحسد السُّعداء
الذين يحملون بداخِلهم روح الطهر
ماذا نقول للسّعداء الراحلين
كيف نحدثهم عن سعادتنا
كيف نحدثهم عن الطُمأنينَه وهم الذين لن يعرفوا القلق !!
كيف نحدثهم عن الشقاء وهم الذين لن يعرفوا الشقاء أبداًُ
هذة الدنيا أحلام وأماني تمضي الأيام لا ندري أين تريد الذهاب بنا ؟
نسرح في عالم الأحلام لا ندري أيتحقق منها شئ !!
أنخرج من الدنيا بالحب
بحب الناس .. أو العكس ..
نعم العكس !!
وهذا الذي لا نريده .
ثم ماذا بعد ذلك هل نستمر مع هذا الحال
بداخلي ألم وحنين
لكم كنت أود أن أقول وأقول وأقول
بالفعل تقزّمت الكلمات وبكت الحروف وأضمحلّت المعاني
لكم كنت أودُّ أن أجبر الكلمات أن تخضع أجلالاً لمواقف مثل تلك
لأرواح مثل تلك
لقلوب مثل تلك
دُمتم أحياء في قلوبنا
ودامت لكم دمعة الحنين تذكار في محاجرنا
سنبقى على العهد وسنعيش على ذكراكم
على أمل اللقاء بكم في جنّات الخلد .
[/c]
أحبتي
تنهيدة قجرٍ أُخرى .!!
زفرتها روحي هنا .. ولكم أنتم .
دمتم بخير
16 / 2 / 1423 هـ
~ تنهيده عند الفجر ~ (1)