[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي شمسٍ هذه التي سطعت هنا !!!
إلى الشمس المشرقة لطفاً وأدباً وكمالاً
الأديبة اللبيبة الرائعة بحق
[fot1]أديبة [/fot1]
من يحملُ قلباً كقلبكِ - سيدتي - مفعمٌ بالحب والخير والنقاء لابد أن يرى الأمور من هذا المنظور , وهو منظورٌ سليمٌ ولاغبار عليه البتة ولاأخالفكِ الرأي فيه ..
وماسأكتبه هنا أعلمُ تمام العلمِ أنكِ أعلمُ به مني سيدتي ولكنها رسالةُ لغيركِ وليست لكِ سيدتي ممن يخصصون هذا اليوم تحديداً ومافيه من طقوسٍ فأقول :
أنا معكِ في أننا يجبُ ألا نحجرَ على أي فرصةٍ نقتنصها من بين فكي مشاغلنا وانشغالنا لنُعَبِرَ فيه وبحرارة عن مشاعرنا ونهبُ الحب فيه لمن قصرنا في حقهم وانشغلنا عنهم , وكما تفضلتِ - سيدتي الرائعة - فلا جرمَ البتةَ في الهدايا والألوان والعبارات والكلمات ...
وأنتِ قد أوضحتِ - سيدتي - وجهة نظركِ بطريقة لالبسَ فيها إذ قلتِ :
ولكن الشرط ان تكوون وكما قلت يا قوت القلوب في اطار الشريعة
والحب ليس ليوووم واحد ولا يمكن تقنينه
كل هذا صحيحٌ سيدة الرقة والذوق والأدب ..
ولكن - وليست هذه لكن التي تهدمُ ماقبلها - دعيني أقفُ - بعد أذنكِ سيدتي عند هذا الجزء من الرد :
ورغم انى قد لا اواافقك كثييرااا في الحجر على يوم الفالينتين
وقلت
يووووم الفالنتين
لانه وكمااا نعلم جمييعاا هو يوم من اختراع البشر وليس عيدااا منزلا من رب العباد
وهذا الجزء :
ولكن هل من خطا في ان يكون هنااك يوم محدد له يذكر كل من اخذته مشاغل الحياة ومصاعبهاا
بان لا تنس من لهم حق بمشاعرك؟؟!!
هنا مربطُ الفرس سيدتي الرائعة (( التخصيص )) فالأمرُ متعلقٌ بحكمٍ شرعي أُمِرنا فيه بالمخالفة للكفار ومن هنا توقف الكثير من أهل العلم عند الاحتفال يوم الحب أو عيد الحب أو الفالنتين ..
وبغض النظرِ عن أصل هذا العيد ونشأته ومايحدث فيه أصلاً من مخالفات يرفضها حتى عقلاء الكفار أنفسهم - بغض النظرِ عن كل هذا - فالتشبه بالكفارِ أمرٌ خطيرٌ جِدُ خطير , وقد نهانا الشارعُ الحكيم عن التشبه بالكفار في أمور العبادات والطاعات (( كمخالفة اليهود في صيام يوم عاشورا )) فما بالكِ سيدتي الرقيقة بمخالفتهم في أفعالهم المعتمدة اعتماداً قوياً على أصولٍ وثنية ليست حتى من الكتاب المقدسِ في شيء؟!!!
فالاحتفال في هذا اليوم بلبس الأحمر وتخصيصه بالهدايا والعبارات إنما هو تقليدٌ محضٌ ولاشك في ذلك وإلا فنحن نستطيعُ أن نُخصص يوماً من أيام الشهر أو العام لنفعلَ ذلك مع من نُحب أو من نشعر بأننا قصرنا معهم ( أعرفُ البعض ممن يفعلون ذلك ) فلماذا 14 فبراير تحديداً ؟ ولماذا اللون الأحمر بالذات ؟ ألا يصلحُ أن نفعلَ ذلك في يومٍ غير هذا اليوم ؟ ألا ينفعُ أن ننفتحَ على كل الألوان حتى الأسود ؟!!
فلو تفكرنا بتخصيص هذا اليوم من العام دون غيره وهذا اللون الأحمر دون غيره لاعلمنا أننا وقعنا وبكل اقتدار في قوله صلى الله عليه وسلم :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!))
أنا متيقنٌ تمام اليقين - سيدة النقاء والبهاء - أنكِ لم تقصدي كل هذا وأنكِ أدرى مني بكل هذا ولكن
المشكلةُ تكمنُ في التخصيص فقط لا في الحب ولا في يومٍ له ولا في العبارات ولافي الهدايا ولافي الألوان ..
وتكمنُ في التشبه الدقيق ولتأذني لي أن أنقل لكِ بعضاً مما أورده ابن تيمية رحمه الله في رائعته اقتضاء الصراط المستقيم عن التشبه إذ قال :
وقد قال ابن تيمية مبيّنًا قاعدة تأثر المتشبِّه بالمتشبَّه به والمقلِّد بالمقلَّد في رائعته اقتضاء الصراط المستقيم :
(إن الله تعالى جبل بني آدم بل سائر المخلوقات على التفاعل بين الشيئين المتشابهين، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم، حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط، ولما كان بين الإنسان وبين الإنسان مشاركة في الجنس الخاص، كان التفاعل فيه أشد، ثم بينه وبين سائر الحيوان مشاركة في الجنس المتوسط، فلا بد من نوع تفاعل بقدره، ثم بينه وبين النبات مشاركة في الجنس البعيد مثلاً، فلا بد من نوعٍ ما من المفاعلة.
ولأجل هذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم، واكتساب بعضهم أخلاق بعض بالمعاشرة والمشاكلة, فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي, كما أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة)
وقال في موضع آخر:
(إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلّق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيًا لذلك، إلا أن يمنعه مانع)
وأجدني مضطراً ولتكتمل المنفعة أن أرود أيضاً الحكمة من النهي عن التشبه ومن نفس المصدر السابق :
1- أن أعمال الكفار مبناها على الضلال والفساد:
قال ابن تيمية: (إن نفس ما هم عليه من الهدْي والخلق قد يكون مضرًا أو منقصًا، فينهى عنه، ويؤمر بضده لما فيه من المنفعة والكمال، وليس شيء من أمورهم إلا وهو إما مضر أو ناقص، لأن ما بأيديهم من الأعمال المبتدعة والمنسوخة ونحوها مضرة، وما بأيديهم مما لم ينسخ أصله فهو يقبل الزيادة والنقص، فمخالفتهم فيه بأن يشرع ما يحصله على وجه الكمال، ولا يتصور أن يكون شيء من أمورهم كاملاً قط.
فإذًا المخالفة لهم فيها منفعة وصلاح لنا في كل أمورهم، حتى ما هم عليه من إتقان بعض أمور دنياهم قد يكون مضرًا بأمر الآخرة، أو بما هو أهم منه من أمر الدنيا، فالمخالفة فيه صلاح لنا)
2- أن مخالفة الكفار تحقِّق مجانبتهم ومباينتهم والبعدَ عن أعمالهم:
قال ابن تيمية: (إن نفس المخالفة لهم في الهدي الظاهر مصلحة ومنفعة لعباد الله المؤمنين لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم، وإنما يظهر بعض المصلحة في ذلك لمن تنور قلبه حتى رأى ما اتصف به المغضوب عليهم والضالون من المرض الذي ضرره أشدُّ من ضرر أمراض الأبدان)
3- أن التشابه يوقع شيئًا من المشاكلة:
قال ابن تيمية: (إن الله تعالى جَبَل بني آدم, بل سائر المخلوقات على التفاعل بين الشيئين المتشابهين، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم، حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط.
ولما كان بين الإنسان وبين الإنسان مشاركة في الجنس الخاص كان التفاعل فيه أشد, ثم بينه وبين سائر الحيوان مشاركة في الجنس المتوسط، فلا بدّ من نوع تفاعل بقدره، ثم بينه وبين النبات مشاركة في الجنس البعيد مثلاً، فلا بد من نوع ما من المفاعلة، ولأجل هذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم، واكتساب بعضهم أخلاق بعض بالمعاشرة والمشاكلة...
فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي)
وقال أيضًا: (إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبًا وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوعَ انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلّق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيًا لذلك، إلا أن يمنعه مانع)
4- تحقيق مبدأ الولاء والبراء:
قال ابن تيمية: (إن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقيق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين)
5- تمييز المسلمين عن غيرهم من الكفرة والملحدين:
قال ابن تيمية: (إن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط الظاهر، حتى يرتفع التميّز ظاهرًا بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين)
وهذا اليومُ - أديبة النور - هو اليوم عيدٌ من أعياد الكفار المعترفِ بها وعلى نطاقٍ واسع ( أتلمحين معي احتفال القنوات الفضائحية بهذا اليوم وتجاهلها لأعيدنا الأضحى والفطر ؟!! ) ولأعياد الكفار والاحتفال بها أقوالٌ عند أهل العلم ومنها :
قوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرامًا} [الفرقان:72].
قال ابن عباس وأبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم: الزور أعياد المشركين
وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر)
قال ابن تيمية: ( فوجه الدلالة: أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: ( إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين)، والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما كقوله سبحانه: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّـٰلِمِينَ بَدَلاً} [الكهف:50]
فقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما) يقتضي ترك الجمع بينهما, لا سيما وقوله: ((خيرًا منهما)) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لا تعلّموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم)
قال الذهبي: (قال العلماء: ومن موالاة الكفار التشبه بهم وإظهار أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم فقد أعانهم على إظهارها, وهذا منكر وبدعة في دين الإسلام، ولا يفعل ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان، ويدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم)
ولننظر أيضاً :
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا بَنِى إِسْرٰءيلَ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَـٰهُمْ مّنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَى ٱلْعَـٰلَمينَ * وَءاتَيْنَـٰهُم بَيّنَـٰتٍ مّنَ ٱلأَمْرِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بِيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * ثُمَّ جَعَلْنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ *إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُتَّقِينَ} [الجاثية:16-19]
وقال سبحانه: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ ٱلَّذِي جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة:120]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم))
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبّه بقوم فهو منهم))
*
*
*
امااااا من كنت غااضبااا عليهم
من يدمرووون ويخربوون في الارض ثم يحتفلوون بحب لا وجوود له
فلك كل الحق
هنا لابد أن أضع القلم احتراماً لكِ أيتها الرائعة فأنتِ قد لخصتِ ماأردتُ قوله في سطرٍ واحد ..
مروركِ أسعدني كثيراً أديبة النور وسامحيني على الإطالة ..
ممتنٌ أنا بحجم السماء يارائعة ..
كوني بخير أرجوكِ[/align]