قيم وأخلاق رمضانية ..
التواضع والبذل والإيثار
سئل بعض السلف : لم شرع الصيام ؟
قال : ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع
و هذا من بعض حكم الصوم و فوائده .
وكان كثير من السلف يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به و يطوون.
كان ابن عمر يصوم و لا يفطر إلا مع المساكين
فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة ,
و كان إذا جاءه سائل و هو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام
و قام فأعطاه السائل فيرجع و قد أكل أهله ما بقي في الجفنة
فيصبح صائما و لم يأكل شيئا .
و اشتهى بعض الصالحين من السلف طعاما و كان صائما
فوضع بين يديه عند فطوره فسمع سائلا يقول :
من يقرض الملي الوفي الغني ؟
فقال : عبده المعدم من الحسنات
فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه و بات طاوياً.
و جاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره
ثم طوى و أصبح صائما .
و كان الحسن يطعم إخوانه و هو صائم تطوعاً
و يجلس يراوحهم و هم يأكلون.
و كان ابن المبارك يطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلواء و غيرها و هو صائم..
سلام الله على تلك الأنفس الربانية
رحمة الله على تلك اللآلئ الوضيئة
لم يبق إلا أخبار و آثار..
كم بين من يمنع الحق الواجب عليه و بين أهل الإيثار.
فلعلي وإياكم أن نترك خبرا مع القوم
فيردفنا الله في صفوفهم.