على باب مؤسسه اهليه كبرى كان يجلس الحارس على دكه خشبيه وامامه شيشه يسحب انفاسها حين اقبل احد المراجعين بمعاملة يريد انجازها...
سأل المراجع الحارس عن قسم الموظفين وعن موظف بالذات ولكن الحارس لم يجبه، فكرر التساؤل ، وبعد المره الثالثه اجابه في غير اكتراث وهو منسجم مع شيشته : ( اول غرفه على يمينك ).. فاغتاظ صاحبنا وأسر في نفسه ان يشكوه للموظف ، ودلف الى الداخل ، وفي غرفة الموظف دهش حين جابهه نفس المنظر : الموظف وفي يده خرطوم (شيشة الجراك) يسحب انفاسها ، والمعاملات مكدسه امامه على المكتب في اهمال ظاهر..
مد له المراجع يده برقم المعامله ، فلم يلتفت اليه..فقد كان مشغولا مع انفاس الجراك.. فقال له في حده :
_ المعامله من فضلك ، انظر فيها وفي رقمها ..
_ اتركها وراجعني غدا ..
_ ولكنب مستعجل ، وغدا لدي عمل ..
_ قلت لك تعال غدا ..
_ ساشكوك لوكيل المدير
_ افعل مابدا لك؟؟
خرج من الغرفه في غضب وبعد ان سال عن غرفة الوكيل ، اتجه توا اليه ، وقبل ان يفتح فمه بالشكوى ، فوجيء وارتاع ودهش، لقد رأى وكيل المدير وامامه شيشه كبيره مزخرفه بخرطوم طويل ، وقد وضع الشيشه على فمه وراح يتلذذ بانفاسها ، فلم يحادثه ، بل رجع القهقري . واتجه فورا نحو غرفة المدير بعد ان قرأ اللافته على بابه ، ودلف وهو يخشى ان يفاجأ بنفس المنظر ، ولكنه تنفس الصعداء وحمد الله حين وجد المدير منكبا على اوراقه ولم تكن الشيشه اللعينه بجانبه ، وجلس اليه واخذ يشكو اليه امر الحارس والموظف والوكيل ، وشيشة كل منهم ،وعدم اهتمامهم بالمراجعين..
وهنا قاطعه المدير وهو يلتفت حواليه:
_ ماذا قلت .. الوكيل لديه شيشه؟؟ غير معقول .. غير معقول !!
_ اؤكد لك ياحضرة المدير .. تعال معي وانظر بعينيك
_ غير معقول.. غير ممكن.. شيشة الوكيل معطله.. شيشتي كانت هنا بجانبي .. لقد اختطفها الوكيل في غفلة مني .. سأؤدبه.. سأؤدبه..!
