لم أصدقك ، غيبت عقلي وتصرفت بحماقة وأنا أصف نفسي بالمتحرر ، لم انتبه بأنها مجرد حفر ، أزهقت كل محاولاتك ، حملت حقائبي وأطلقت العنان للحرية ، كنتُ على حماقة بهذا المعنى الحديث ، ثم ماذا؟!! ، أقف وحيداً على قارعة الطريق لا احد يحاول لفت انتباهي ، سوى غروري المحطم ، وكبريائي المسروق ، وغبائي المنسي ، وخلف المدن الجميلة خبايا قذرة ملونه، تسر الناظرين .
أجر كل يوم بعضي في حقيبة حديثه على كتفي ، أوزع ابتسامات لكل كائن أقابله ، أدعي أني افهم كل شئ ، يصدقونني ، ابتسم مره أخرى ، وأفكر كثيراً ، ماذا سأبيع اليوم أكثر من الابتسامة المسلوبة !
عقارب الساعة تزحف ببطء شديد ، لكني الهث ، المسافات بعيده بيني وبين الماضي كالمستقبل ، مقيد في اللحظة ، مبعثر على جنبات حظي التعيس ، ثم يلح السؤال / هل كانت صدفه أم قدر ، على كلٍ لا يهم اعرف اني لن أموت الا في وقتي المحدد، ولكني سأزداد لؤم وكره و وقاحة ، وسياتي الموعد وأنا متسخ أكثر .
النغم الحزين يلاحقني في كل ممر ، وعلى كل باب ، وفي كل اتجاه ، سأفقد صوابي لا محالة هنا او هناك ، أتعلم كنت على حق ، وحيداً في قمة الجبل ، تبدو الأشياء صغيره ولكني في منأى ، لم يفدني الاقتراب ، كل الألوان تغيرت ، والأشكال تبددت ، والأوهام أمامي تجلّت ، وقهراً عليّ أدعي الفرح .
نسيت أن أخبرك أني اشتريت ملابس جديدة ليست أغلى من تلك التي كنت تقدمها لي في مثل هذا اليوم ، الأناقة لا تحتاج إلى نقود كثيرة ، كما كنت تقول ، كلماتك مازالت ترن في اذني ، تلاحقني في كل مكان ، حتى حينما أهم لاقتراف معصية ، اتحسس ضربة يدك القاسية على وجهي .
احتفل مع وجهي ذاته في المرآه ، احدثني بأني لستُ قبيحاً على اية حال ، أرش بعضاً من عطري ، ثم أحتفي بوجودي وحدي ، وطاولتي الصغيره ستمتلأ بالأكل ، سأطبخه بنفسي ، لن اصرخ بأن طاولة الطعام ينقصها شئ ، ولن تضطر هذه المره لترمقني بغضب ، اعرف انك لا تدري اني اصبحت طباخاً ماهراً ، لا عليك ، لن أدفع الكثير الى المطاعم .
لن استطيع ان اهديك شئياً في يوم العيد هذا ، غير حزني الذي يشبهني ، فهنيئاً لك بغيابي وهنئياً لي بغبائي !
أطفأتُ 25 شمعة وسأحتفل وحدي حتى النهاية ، وسأصل الى خط العودة ذات يوم ، سأكون حتماً مكبّلا بالكثير ، وسيكون ثوبي أنيق ، وربطة عنقي أجمل من ربطة عنقك ، وسأقول لك من أعماق قلبي
" اعدني الى جلبابك ابي ولتسقط حريتي " !!!
... كتبت في أول ايام عيد الاضحى المبارك المنصرم ..