[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة أبدع في كتابتها الكاتب عبدالله الناصر في جريدة الرياض
فالمعنى ببطن الشاعر كما يقولون وما عليكم إلا إستخراج الهدف
دمتم بخير [/align]
عبدالله الناصر
- قالت الدجاجة للديك: أشعر يا ابن عمي اليوم بهم وأنقباض وخوف لم أشعر به من قبل.
- قال الديك: لماذا كل هذا الخوف والارتياب؟!
- قالت الدجاجة: لست أدري يا ابن عمي ولكنني مذعورة خائفة.. بل لا أخفيك بأني أحس بأن أجلي قريب!!
- هز الديك عرفه الأحمر وقال: هذه وساوس ربما بسبب اعتلال مزاجك من كثرة أكل الحب، أو ربما من تقلب الجو، أو أنك رأيت رؤيا فنسيتها فظلت تتحرك في عقلك الباطن!!
- قالت الدجاجة: لا يا ابن عمي فأنا لم أسرف في أكل الحب ولم أر رؤيا مفزعة والجو كما ترى مكيف.. ولكن قلبي يحدثني بأن شيئاً ما سوف يحدث لنا!!
- قال: وما الذي سيحدث؟ نحن في عيشة راضية أكل وفير وماء غزير واهتمام بالغ..
- قالت: ربما أن هذا هو مصدر خوفي، لماذا كل هذا الترف؟ لماذا يغذوننا ويكيفون مكاننا ويغدقون علينا بكل هذا الأكل وهذه النعم ويضعوننا في هذا المكان المحصن الجميل.؟!
- قال الديك وهو يضحك وقد التفت إلى دجاجات هزيلة تتراكض في مزرعة تلتقط الحشرات والحجارة، وتلهث من حرارة الشمس: اتريدين يا عزيزتي أن يكون مصيرك مثل هذه الدجاجات الهزيلات المهملات البائسات؟!
- قالت: ألا ليت..!!
قال الديك: إنك تكفرين بالنعمة إذِا!! الا ترين ما نحن فيه؟
- تنفست الدجاجة الصعداء وقالت: الست ترى يا ابن عمي كيف يهتمون بنا.. كما كانوا يهتمون باخواننا وأخواتنا الذين سبقونا عمرا، وكانوا يملؤون هذا المكان ضجيجاً مثلنا الآن ثم اختفوا فأين ذهبوا..؟
- قال الديك: وماذا تظنين؟ لقد نقلوهم بلا شك إلى أمكنة أخرى أكثر عناية، واهتماماً فهم الآن ينعمون بأكثر مما ننعم به، وينطلقون في فضاءات اكثر اتساعاً ورفاهية..
- أغمضت الدجاجة عينيها، وصمت الديك..
- وفجأة سمعا صوت جلبة حولهما وامتدت يد إلى الديك وأخرى إلى الدجاجة ووضعا مع مجموعة من رفاقهما في قفص ثم أدخلوا في جوف مكان غريب عليهما مع دجاج كثير في أقفاص كثيرة وانطلقت السيارة بالجميع، وأخذت الدجاجة تنظر من خلال النوافذ إلى أشياء لم يسبق لها أن رأتها، أما الديك فقد رفع عرفه يقلب عينيه في فرح بما يشاهد ويرى..!!
- قال الديك: ألم أقل لك انهم سيذهبون بنا إلى مكان أكثر أمنا وجمالاً وأكثر غذاء واطيب هواء؟. سوف ينقلوننا إلى حقل واسع وفسيح، ويبنون لنا ((خنا)) جميلا، وسوف ننجب فراخاً رائعة، كما أنهم سيحموننا من الثعالب والقطط وكواسر الطير..
- قالت الدجاجة: أتمنى ذلك ولكنني يا بن عمي غير مسرورة بهذه الرحلة، أخشى يا ابن عمي أنهم يتآمرون علينا !!
- ضحك الديك حتى كاد يسقط من شدة الضحك!! وقال: حتى أنت يا ابنة العم تؤمنين بنظرية المؤامرة؟
- وقفت السيارة، وحملت الأقفاص إلى مكان به جلبة واصوات مكائن لها هدير.. وأقبلت أيد تجذب الدجاج من الأقفاص جذباً شديدا، ونظرت الدجاجة إلى ريش يتطاير، وإلى دم يتناثر، ورأت سكاكين حادة تجز الرؤوس..
- التفتت الدجاجة فزعة مذعورة وهي تريد الاحتضان بالديك.
- قال الديك: تصبري يا بنت عمي ولا تجزعي فهذا: أمروكان..
- فقالت: لا يا بن عمي لا تغلط وأنت قريب من الموت! لا تغلط واقلب الواو ياء!!
- فصاح الديك: أمريكان..!!