2007- لم يبق لي يا صديقتي 2008 إلا ساعات قليلة و ارحل عن العالم.
2008- إلى أين يا عزيزتي.؟
2007- إلى لست أدري.
2008- و تلك السنوات التي مرت أين كانت؟ و من أين جاءت؟ و إلى أين مضت؟
2007- انك بهذه الأسئلة الصعبة المعقدة تحرجينني يا حبيبتي..اسأليني عما بمقدوري الإجابة عنه.
2008- لن أعود يا صديقتي إلى إحراجك.
2007- شكرا لك حبيبتي..ألف شكرعلى تفهمك.
2008- أرى الناس يتأهبون لاستقبالي و يتمنون السعادة فيما بينهم باسمي و يحضرون الهدايا لمقدمي.
2007- بعض الناس يقدسون الأيام ..و هم في ذلك يجسدون الأفكار الوثنية بوعي منهم أو بغير وعي.
2008-. و يقدسون مقدمنا..مع العلم أن الإنسان هو الذي يصنعنا و يتحكم فينا..نحن يا صديقتي لا نمثل السعادة و لا الشقاء..لا نمثل السلام و لا الحرية..لا نمثل القهر و لا الديموقراطية لا.و لا ..لا ..ولا إلى ما لا نهاية.
فالإنسان هو المسؤول الأول و الأخير عما يجري في العالم.
2007- أنا معك و لذلك فأنا أحتقر الإنسان الذي يصفني بعد رحيلي بسنة المأساة و الشؤم..فأنا لست مسؤولة إطلاقا عن مشكل لبنان التي تعبت كثيرا في البحث عن رئيس يحكمها في غابات الأرز حيث تختفي و تظهر كل الطوائف متى قرب الحل لانتخاب رئيس شرعي..و لا عن حكومتين!! تحكمان!! بلدا واحدا هو فلسطين ..و لا عن مآسي دارفور الإنسانية..و لا عن تنازلات الفلسطينيين في مؤتمر انابوليس بين العرب و الاسرائليين..و لا عن الارتفاعات المهولة في أثمان البترول و انعكاسها على فقراء العالم... و لا دخل لي استمرار الحرب العراقية العراقية.. و العراقية الأمريكية..و العراقية البريطانية..
و أعود لترسيخ رأيي ما ذنبي إذا لم ينعم كل فرد بحقوق الإنسان المشروعة له..ما ذنبي إذا استمر شد الخناق على الفقراء في كل أنحاء المعمور..أجيبيني من المسؤول عن البطالة و تفاقمها بشكل مذهل..من المسؤول عن غلاء المعيشة و اشتداد أزمات المقهورين و سحقهم؟ من المسؤول عن استغلال الإنسان للإنسان؟من المسؤول..؟.من المسؤول..؟
أجيبني..أجيبيني...
2008- الإنسان يا أختي...الإنسان لا الزمان.
2007- ها قد بلغتك فلتشهدي بعد رحيلي عما بلغت.
2008- لا رحيل لك يا صديقتي لا سفر..لا وداع لا توديع.. لا فراق لا شيء يفصلني عنك..أنت أنا و أنا أنت..كلانا يتجلى في الآخر..يذوب فيه..كلانا يمثل الزمان..يجسده و إن اختلفت أرقامنا..هوني عليك يا صديقتي الإنسان هو الذي يرحل.. و يرحل..و سيرحل..عندما يودع الحياة يفارقنا أنا و انت بعدما كنا نواكبه و نتداول عليه..ونعاين تجدده و تجدد فاعلياته عند تجدد أرقامنا في لحظات حياته.
2007- إننا معا من جسد واحد..انه الزمان فانت أنا و أنا أنت و مع ذلك لا بد لي أن أرحل لأن في رحيلي يعرف الإنسان المعنى الحقيقي للتجدد و التغيير.ومع ذلك حين سيشيع جثماني إلى مثواي الأخير رجائي أن تنصفي ملايين المحرومين
الذين ينتظرون منك الرفاهية و السلم في كل أرجاء المعمورباستعطاف من يتحكمون في رقابهم..إنهم يعولون عليك..لقد آلمهم كثيرا "لفشوش" و دلع هؤلاء...أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لك و إلى السنة القادمة أقول لك إني سأنتظر التحقاك بي لأعرف ماذا فعل بك الإنسان