[align=center]
غرامـــــــيات من زمن فات[/align]
[align=center]ما قبل الحلقة الاولي[/align]
[align=center](( وفية.. و.. ولمعي ))[/align]
[align=center]أنت أصلك عايش في الوهم..!!
قالتها ( وفية) وهي تنظر نحو ( لمعي) بغيظ شديد ثم ألقت نحوه الوردة التي أعطاها لها قبل أن تصرخ فيه: يا بني آدم شوف لك صرفة بدل ما أنت قاعد تسبل لي عنيك دي .. عدل منظاره السميك والذي لا يري من خلفه علي الرغم من كل شيء .. ثم ازدرد لعابه في صعوبة وهو يقول لها يا (وفية) صدقيني هما اللي مسبلين لوحدهم مأنتي عارفة إني ما باشوفش أساسا .. شدت شعرها في غل وهي تقول يا بني ادم أفهم .. أفهم .. ولا عايزني أسمعك الاسطوانة كل شويه.. عدل من منظاره مرة أخري ثم قال لها بذكاء: لا يا حياتي أنا حافظها .. أحنا لازم نشوف لنا صرفة عشان نعرف نتجوز .. الشقق غليت والإيجار نار والأسعار في السما و.. قاطعته بصرخة شديدة يالهوىىىىىىى... يعني أعمل فيك إيه.. أقولك أنا هاولع في نفسي وأستريح ماهو أحسن من إني أموت من الضغط ولا يجيني نوبة عصبية أموت فيها أنت شلتني يا راجل شلتنيىىىىىىىىىى..
نظر نحوها بود حقيقي قبل ان يقول: يا ( وفية) ما تعمليش في نفسك كده .. صحتك يا حياتي ولا عيزاني أعنس من بعدك لو بعد الشر بعد الشر طق لك عرق ولا انفجرت شرايين مخك .. ثم حمل الوردة مرة أخري من علي الارض ومد بها يده نحوها قائلا: خدي يا (وفية) شمي دي صدقيني هتهدي علي طول ..
تناولت منه الوردة في شراسة ثم ألقتها فوق الأرض وهي تصرخ : وادي الوردة بتاعتك يا جبله يا للي ما بتحسش ثم راحت تدهمها برجلها في عصبية وهو يتابعها في براءة شديدة .. حتى أن يدها كادت تمتد نحو حجر بجانها لتضربه في رأسه ولكن بقايا عقل لديها استحرمت أن تذهب إلي السجن وتضيع حياتها في أبله مثله حتى أنها قد تراجعت في اللحظة الأخيرة وقد سيطرت علي أعصابها بصعوبة أما هو فقد تناول بقايا الوردة المحطمة والتي لم يبق منها سوي ساقها ورفعها نحو عينيه المدغششتين في محاولة فاشلة لرؤية ما تبقي منها وهو يقول لها بأسي: كده بوظتي الوردة يا (وفية) هذه المرة لم تتحمل كل هذا الضغط فأمسكت بقايا الوردة وقاومت رغبه شديدة في ان تضعها في فمه بالقوة وضغطت علي نفسها بكل ما تبقي لديها من قوة وهي تقول له: يا (لمعي) يا حبيبي حاول تفهمني .. احنا بقي لنا قد ايه مخطوبين .. فقال لها ببراءة.. الصراحة الصراحة ولا هتزعلي زي كل مرة وتقولي إني باكبر سنك قدام الناس ..؟ فقالت له وهي تضغط علي أسنانها حتى كادت تحطمها لا يا ( لمعي) انا باتكلم أنا وانت بس يعني مفيش حد هنا يا روحي يعني قول الحقيقة .. فقال لها بابتسامة بلهاء.. بقي لنا سبع سنين يا (وفية) بس ليه بتساليني يا حياتي ..؟؟؟ هذه المرة تركت لانفعالاتها العنان فاطبقت في زمارة رقبته وهي تقول بشراسة : يعني مش فاهم ولا بتستعبط خرج صوته متحشرجا بصعوبة وكاد يلفظ انفاسه الاخيرة وهو يقول : والختمة الشريفة ما باستعبط يا (وفية) كح كح كح كح سيبيني يا (وفية) هامووووووت .. ولولا الازرقاق الشديد والجحوظ الذين سيطرا علي ملامحه لكانت قد انصاعت لرغبتها وأخرجت روحه لكنها تركته مرة أخري علي الرغم منها وهي تقول بأعلى ما أوتيت من صوت .. مش فاهم معناه ايه .. !!! معناه اننا لو فضلنا علي الحال ده يبقي مش متجوزين يا ناصح ولو بعد ألف سنه ... نظر إليها في ارتياع وهو يقول بفزع: والحب اللي بنا يا وفية.. والجوابات .. وأغاني سيد درويش وسمير الاسكندراني اللي باسمعها من يوم ما اتخطبنا .. كل ده يروح فين .. يروح بلاش يا وفية ..؟ دأنا حتى اشتريت شريط سعد زغلول الأخير ..زوت حاجبيها في شراسه وضغطت علي اسنانها في صرامة وهي تقول .. قصدك سعد الصغير .. فقال لها مش فاكر هو سعد وخلاص .. ثم اتبع : وكمان اشتريت تي شيرت مرسوم عليه صورة ظريفة عشان ابقي فريش زي ما قولتيلي صرخت فيه : اسمها لطيفه يا (لمعي).. بعدين أنا قلت لك تجيب تي شيرت مرسوم عليه صورة لطيفه .. ؟؟ انا؟؟؟ اجابها ببراءة : مش انتي قولتيلي اهتم بمظهري شويه يا روحي .. لكنها تنهدت في غل وهي تتبع : بعدين مين قال لك إن الصورة اللي علي التيشرت دي صورة لطيفة..؟؟ راح يحملق فيها بذهول قائلا: أمال مين يا (وفيه) ...؟فقالت له بغيظ وقد أيقنت من فشل محاولة تغييره : دي صورة ( تشي جيفارا ) يا ( لمعي) فقال لها ببلاهة : مين ..؟؟!!! فقالت له : مش مهم تعرف هو مين يا لمعي ..أحسن.. وحياة النبي يا شيخ ما تحطش في بالك اصلي عشان اشرحلك يبقي علي عقلي السلام .. ثم اقتربت منه وقد استعادت بعضا من هدوءها قبل أن تقول : قولي يا (لمعي) مش أنت بتحبني زي ما بتقول..!! فقال لها وقد احمر وجهه خجلا : باتكسف ...هي هي هي .. نفذ صبرها وهي تصرخ فيه : بتحبني ولا لأ يا هباب ... فقال لها بذعر : والله والله والله بأحبك يا (وفية) .. فقالت له .. يبقي لازم تعمل حاجه لازم تدور علي وظيفة كمان .. فقال لها وقد اتسعت عيناه في ذهول: مانتي عارفة يا وفيه هو عاد فيه عندي وقت أنا باشتغل في المدرسة الصبح واخر النهار تباع علي سرفيس علي خط رمسيس - عزبة النخل وبالليل باشتغل حارس امن .. يعني ما عادش وقت يا (وفيه) فقالت له : يعني ايه يا (لمعي) .. كده مش هنعرف نتجوز .. فنظر نحوها بذعر شديد قائلا : بلاش تقولي الكلمه دي الله لا يسيئك يا (وفيه) أنا ما احبش اسمعها منك تاني .. فقالت له : ماهي دي الصراحه يا (لمعي).. ما انت شايف الحال .. هنجيب شقة منين؟؟ وهنشتري عفش اذاي ..؟؟ الظاهر احنا لازم نفترق يا (لمعي) فقال لها بفزع: طب وحبنا .. فقالت له بشراشة: الكلمة دي مش عايزة اسمعها تاني.. حب إيه يا (لمعي) .. مش قلت لك انك عايش في الوهم ..؟!! لاول مرة منذ عرفها يصرخ فيها: وهم ...!! وهم ايه يا (وفيه) ... الحب مش وهم .. فقالت له بنفس لهجته: لأ وهم وأنا لما أقول وهم يبقي وهم ولا عندك اعتراض..؟؟ فقال لها علي غير توقعها .. لأ يا (وفيه).. الحب مش وهم وعمره ما كان وهم فقالت له : لأ وهم.. وهم.. وهم.. فقال لها بتحدي .. و( قيس وليلي ) .. و( عنتر وعبله) ..و( روميو وجوليت) ..و (شهريار) اللي وقع في غرام (شهرذاد) كل ده وهم يا (وفيه) فقالت له : الناس دي كانت فايقة يا (لمعي )... يعني لو حد طلب منهم شقة او طلب منهم شبكة وعفش كانوا سابو بعض من سكات ولا حد سمع عنهم حاجة .. الناس دي كانت فايقة يا (لمعي) صدقني .. ولا تتخيل ان حد منهم كان بيحصل له اللي بيحصل لنا .. يعني فكرك لو كان (روميو) حب يقابل (جولييت ) كان هيجيبها في حته مقطوعه زي دي عشان يوفروا الفلوس اللي هيدفعوها في كافتيريا محترمة ولا فكرك اني بانبسط يعني لما كل اسبوع تجيبني في حته زي دي مرة المقطم ومره جنينه الحيوانات والنهارده جايبني نتفرج علي الهرم .. دانت حتي ما ركبتنيش حصان .. دارت كلماتها في رأسه وتذكر أيام الصبا والشباب التي قضاها في قراءة هذه القصص .. وكم تمني ان يحيا مثلها في الواقع .. وكم تعمقت في داخله فصرخ فيها بكل قوته قائلا: لأ .. لأ .. لأ .. القصص دي مش وهم عمرها ما كانت وهم .. فصرخت فيه بكل غضب وصرامة الدنيا قائلة: بص يا (لمعي) أنت الظاهر الكلام معاك ماعادش نافع دا أنا لو عملت ايه بالذي مش هيحوق في جتتك .. انت خلاص نحست من زمان .. انا مروحة ولما تبقي تلاقي لنفسك حل هتعرف تجيبني اذاي انا خلاص فاض بيا منك .. قالتها وانصرفت علي الفور .. أما هو فقد شعر أن الدنيا تغيم أمام عينيه .. وانه لا يقوي علي رؤية ما حوله .. حتى أنه مسح نظارته بلا فائدة .. ثم قام من مكانه .. وراح يسير علي غير هدي دون ان يدري إلي اين تأخذه قدماه وحتي لو حاول لما أجدي ذلك ولما ساعدته النظارة السميكة في رؤية الطريق..
ومر به الوقت .. دون أن يدري إلي أين يذهب .. وتوغل في المنطقة الصحراوية المحيطة بالأهرام دون أن يدري إلي أين أخذته قدماه .. وفي أعماقه كان يشعر بمرارة شديدة وحقد علي سنوات العمر التي أضاعها في خيالات الحب العذري .. وذلك الوهم التي صنعه له كل من قرأ عنهم من أهل الهوى .. فراح يسب فيهم ... تباً لقيس تباً لروميو.. تبا لهم جميعا ... أفاق من تخيلاته علي ذلك المكان الموحش الذي وصل إليه .. وكيف انه قد ابتعد بقدر كبير .. وفي جزع شديد استدار خلفه بحثا عن أي معلم يهتدي به .. ولكن عبثا .. لقد ضل الطريق وسط الصحراء.. كيف له أن يعود وقد أظلمت الدنيا .. وتحول المكان حوله إلي مرتعا للأشباح التي يولدها خياله .. وبفزع حقيقي راح يتخبط فيما حوله .. وفجأة ارتطمت قدمه في ذلك المصباح القديم الذي استكان بين الرمال
.. ودون وعي منه التقطه دون أن يمكنه ضعف نظره من رؤيته جيدا .. ودون ان يدري راح يقلبه بين يديه في ذهول وقد نسي الموقف الصعب الذي هو فيه .. وبلا وعي راح ينفض عنه التراب ويمسحه في هدوء..
وفجأة انقلبت الدنيا رأسا علي عقب ..
وحل الفزع في المكان
وتحول ظلام الليل إلي ألف ألف شمس
فأما عينيه كما توقعنا جميعا كان هناك جني هائل الحجم وهو يردد كلمته الشهيرة
شبيك لبيك..... عبدك وملك اديك
فراح يصرخ قائلا : يا ساتر يا رب .. يا ساتر يا رب ..
أنت مين يا عم
نيهاهاهاهاهاهاهاهاها .. أنا العفريت.. أنت مش عارفني ؟
فقال له وهو يرتعد : أيوة سمعت عنك كتير .. مش أنت اللي بتحقق الأمنيات ..؟؟
فقال له العفريت .. أيوه برافو عليك .. أطلب واتمني وانا احقق لك في الحال
قام من مكانه وراح يقفز في سعادة هيه ... هيه ... هيه ممكن تحقق لي أي أمنية؟ .. فقال له : جرب وهأقولك لو ما قدرتش .. مرة أخري راح يقفز في سعادة .. هيه ... هيه ... هيه ثم اتسعت عيناه في شراسة قائلا : عندي مطلب خاص .. خاص جدا .. قالها وراح يضحك في شراسة علي غير عادته قبل أن يتبع في هدوء : أنا عايز انتقم من العشاق بتوع زمان .. فقال له العفريت : يعني ايه مش فاهم ..!! فقال له بابتسامة شريرة: عايزك تجيبهم الزمن بتاعنا لما اشوف هيعملوا ايه .. وياتري الحب ده هيفضل علي حاله ولا زي ما بتقول ( وفيه) .. اتسعت ابتسامه العفريت في خبث قبل أن يقول : دي هتبقي حاجة جنان .. نياهاهاهاهاهاها ثم أتبع قائلا: تحب نبدأ لك بمين .. ؟؟ فقال له علي الفور عايزين نبدأ باغني واحد فيهم ونشوف هيعمل ايه لما يلاقي نفسه في ايامنا .. فقال له العفريت : يعني قصدك مين ؟؟ فقال له سريعا كأنما حسم أمره وهو فيه غيره ..( شهريار وشهرزاد طبعا )
قالها وراح يضحك في شراسة وضحكاته تشق ظلام المنطقة المجاورة بمنتهي القوة ...[/align]
[align=center]إلي اللقاء مع (( شهريار وشهرزاد في بولاق ))[/align]