عزيزي الأب اسمح لي أن استعرض معك موضوع يخصنا جميعا نحن الآباء
وهو مسئوليتنا في اختيار الزوج المناسب .
الزواج نظام اجتماعي ...... والحياة الزوجية حياة اجتماعية فكان لابد لكل اجتماع
آن يكون له رئيس ..... والرجل هنا أحق بالرئاسة لأنه اعلم بالمصلحة واقدر على التنفيذ
بقوته وماله ومن هنا كان هو المطالب شرعا بحماية المراء والنفقة عليها كما كانت هي مطالبة بطاعته .
والإسلام دين الفطرة فقد فضل الله الرجال وجعلهم قوامين على النساء
والآية الكريمة في قوله تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا الآية
لن ابتعد عن الموضوع ...... ما أود أن أقوله هنا أن الزواج هو الشي الوحيد الذي لا نستطيع
أن نعيش بدونه ...... فالزواج هو السعادة أو أن السعادة هي الزواج
واعتقد انه لا يوجد آب في الدنيا لا يتمنى لا بنته السعادة التي تنشدها .... ولكن كيف ؟
السعادة في الزواج توفيق من عند الله عز وجل ....... هذا لا جدال فيه ...... ولكن !!
هناك أمور لنا دور فيها نحن الآباء .
حينما يأتي شخص ليخطب أحدا بناتنا فالأمر يتطلب موافقتنا لان ديننا الحنيف لم يتركنا في دوامة التفكير ووضع المسؤولية
على عاتقنا نحن الرجال وكما جاء في الآية السابقة وفي حديث المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام اكبر مرشد لنا
قال عليه الصلاة والسلام ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه آلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )
وقد جمع الإسلام بين حق ولي الآمر وحق الفتاة في قبول من ترضاه من الأزواج ورد من لا ترضاه فمنع أوليا الآمر من
الاستبداد في تزويج بناته بغير رضاهن .
فحينما يكون رأينا بالموافقة لا يسعنا هنا إلا إن نبارك هذا الزواج وندعو لهم بالتوفيق و تمنياتنا لهم بحياة زوجيه سعيدة
ولكن حينما يكون رأينا بعدم الموافقة فيجب آن يكون عن اقتناع تام ومن الصعب جدا أن يأتي من يغير رأيك وذلك لتدخل بعض الأقارب
والأصدقاء .
هنا يكمن الخطر وهو الأثر النفسي على الزوج لأنك لم توافق عليه لشخصه وإنما كانت موافقتك من اجل إرضاء من تقدم للوساطة
ونتيجة هذا التصرف سوف يتضح على حياة بناتنا
وهناك نقطة مهمة قد يقع فيها كثير من الأهالي وهي بعد الموافقة على الخطوبة تبدأ النزاعات والشروط والتي يضطر العريس
على الموافقة عليها وبعد الزواج ينفرد بزوجته ويكون هو سيد الموقف ويبدأ في الانتقام من أهلها عن طريق المعاملة
السيئة وتبدأ الحياة الزوجية بمشاكل يصعب التغلب عليها .
احترم الشاب الذي يكون صادق مع نفسه ومع آهل العروس حين يقف ويتمسك برفضه لتلك الشروط
ليس بسبب المال فقط وإنما أيضا بسبب كرامته وشخصيته فتجده يفسخ الخطوبة لكي لا يجد نفسه في يوم من الأيام حاقد أو منتقم
من شريكة حياته والتي ليس لها ذنب في ما يفعله أهلها .
من العبث آن تتحكم العادات والتقاليد ألا معقولة في مصير بناتنا ......
كما أن الزواج لم يكن يوم من الأيام أداة نغامر به أو ثمن نراهن عليه .
فرفقا عزيزي الأب بابنتك لأنك مسؤول مسؤولية كاملة
أمام الله عز و جل وأمام اعز أنسأنه لك في الوجود وهي ابنتك
ولأنه من الصعب عليها أن تلومك أو تخالفك ولكن
سوف تقرا ذلك في عينيها .
فأحرص على أن لا تقرا في عينيها الحزن والأسى
فذلك سيكون مروده عليك وعلى نفسيتك
تريث قليلا ....... فكر مليا ..... واسأل بعناية قبل أن تقول كلمتك
عزيزي الأب ...... آنا لا أتقمص دور المرشد الاجتماعي و أظن بأنك لا تحتاج إلى من ينصحك أو يوجهك ولأنك مدرك لكل ما جاء في الموضوع
ولك أن تتأكد من صحة كلامي بأن تنظر إلى من هم حولك واستمع إلى مشاكلهم فستجد ما هو دليل يجعلنا قبل أن نتكلم نفكر .
ستعذرني إذا أثقلت عليك حين تعرف بان ما جعلني اكتب لك هو ما أشاهده من قسوة الحياة ومشاكلها .
تحياتــــــــــي للجميع ............... أبو معتصــــــــــــــــــم