نظرتْ إليه - وقد خنقتْها عبرةٌ- وقالت: أعتذر؛ فقد تبين أني عقيم ..!!
نظر إليها – وقد أطرقتْ, وسال دمعٌ على وجنتيها الوضائتين- وقال مبتسما: وهل العقم إلا عقم الفكر والمشاعر؟!
رفعتْ رأسها – وقد سُرِّي عنها قليلا- وقالت: ولكني أصبحت ناقصة..!!
قال- وما زالت الابتسامة مرتسمة على شفتيه-: وهل النقص إلا نقص الدين والخلُق؟!
قالت بحُرقة: ولكن المرء يتطلب الكمال..
قال: ما ذهب كماليات, وما بقي هو الكمال..
قالت: تجاملني..
قال: ومتى كانت قرينة الكذب؟!
قالت: لن تصبر..
قال: أوَ أُصِبْتُ؟!
قالت: قد أذنتُ لك, فابحث عن غيري..
قال: هل تقبليني؟!
قالت: ألا تريد أن يكون لك ولد؟!
قال: بلى, ولكن أي أنانية أن أتزوج بامرأة لا أحمل لها أي مشاعر؛ فمشاعري كلها عندك, وأي أنانية أن أتزوج بامرأة لن أعطيها شيئا؛ فكلي لك, بل أنا الذي أريد منها "شيئا", ثم تنتهي "مهمتها" بعد ذلك؟! فقري عينا ولا تحزني, إما أن يكون لي منك ولد, أو لا يكون.
ارتمت في حضنه باكية بشدة وقالت: أحبك حد الجنون!!
ضمها بحب وقال: كلانا – يا عزيزتي – مجنون!!