مع احتضارات النهايات أسدل اشرعتي لرياح اللغة العاتية دائما لتتمخض كل بداياتي ..فلم َ تجهض اليوم مع ان الحمل لم يك يوما كاذبا لا اعرف لمَ اكتب الآن لكن إلحاح السؤال علي أو إلحاحي عليه ربما كان اكبر من عجزي أمامه..
ليس هناك ما هو أشد وطأة على النفس أكثر من اجترار الوجع الى الداخل كنزعات الروح في سكرات الموت وليس هناك اشد وطأة على من يعيش على قيد قلم وقيد حلم من ان تتنازعه سكرات الموت..
لطالما خجلت من قولي الدائم انني أتقيأ لا أكتب ..وامارس غسيل الدواخل كما نغسل احشاءنا بالمياه المالحة لنتقيأ تفاديا لانتشار السم في جسدنا والقضاء علينا ...وما زالت المياه المالحة مدرارا ومازالت السموم فلم بت عاجزة عن التقيأ
عمر القطيعة سنين حاولت فيها ان احفظ لقلمي كرامته حتى لو كان الثمن ان اتخلى عنه وأخسره ..ـأردته ان يبق ثملا كبرياء كما أحببته واستسلمت امام عصيانه الذي لم اعرف سببه لكنني تفهمته.وكلما يشدني الحنين اليه اجده ينفلت من بين اناملي وينقلب على وجهه مديرا ظهره لي ..لا اعرف لم يرفضني عندما اكون في أمس الحاجة اليه!!
اتحسس اناملي لأرى ان هي اصبحت في سن اليأس فلم تعد تغريه بالبوح .. اتساءل هل سكنها البرود فلم تعد قادرة على منحه الدفء ليسيل الحبر او انني خنته مع جهاز غريب فخانني .ربما لم يعد يحب الاوراق البيضاء فهجرها ... او انه جرحها فتمنعت هي عنه .. احاول ان افهم ما الذي تغير في تلك الحالة العشقية التي كانت تربطنا ببعض....
كان يأتي الورقة بحب فتمنحه كل ما لديها واجمل ما عندها بحب ايضا ..لا اريد ان افقد احترامي له ان هو حاول اغتصاب الورقة وولادة اطفال لا يحملون الانتماء لوطن الحب .
وهي المجبولة بجينات الاشجار التي لا تعرف الانحناء كيف ستستطيع ان تغير ما هيتها لترضيني لماذا لم يصنعوا اوراقا قابلة للتهجين ولا تعرف ان تقول لاما زالت رائحة الورق الأصفر العتيق تسكنني ولم تفقد سحرها لدي..ما زلت اذكر تلك الكتب العتيقة التي كانت الأحب الى قلبي في صغري ويعبق شذاها في ذاكرتي ولفرط عشقي لها كنت ارفض ان تتقاسمها اخواتي معي فاقراها لهن بنفسي ولا اسمح لهن ان يشاركوني اياها ..كنت احب عطرها المعتق وملمسها الخشن النافر ولونها الترابي المتأصل فينا ودفأها الانساني . ادرك الآن بعد هذه السنين اننا نحب ما هو الاشد التصاقا بنا والذي يشبهنا الاكثر فهل اصبحت "الكيبورد "ما يشبهني الاكثر اضحك من كون الكيبورد "انثى " بعكس القلم ولا استغرب من انها قابلة للتهجين ولا تعرف لها هوية ولا انتماء "فهي ابنة هذا العصر "
وابكي من عدم قدرتي على ممارسة حميمية الكتابة مع قلم ..
ورغم ذلك لا اشعر بالندم واقول له "لك العتبى حتى ترضى "
فمتى سترضى عني وتعاتبني يا حبيبي ومتى ولم تقاطعنا اقلامنا
زهرة القندول