[align=center]الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لابني بعد،وعلى آله وصحبه وسلم ............أما بعد:
اخوتي: المبتلين باًي نوع من أنواع المرض أكمل اليوم معكم الجزء ماقبل الأخير من فوائد المرض مع رجائي من الله أن
أكون قدساعدتكم ونورت بصائركم بأن المرض إبتلاء وإختبار في البدايه وخير وفضل عظيم من الله سبحانه وتعالى
في التهايه سواء في الدنيا أوالآخره.
من فوائد المرض: ظهور أنواع التعبد،فإن لله على القلوب أنواعاً من العبوديه،كالخشية وتوابعها وهذه العبوديات لها
أسباب تهيجهافكم من بلية كانت سبباًلاستقامة العبدوفراره إلى الله وبعد عن الفّي،وكم من عبد لم يتوجه ألى الله إلا
لمّا فقد صحته فبد أيسأل عن دينه ويصلي فكان هذاالمرض في حقه نغمه.
ومن فوائد المرض: أن الله يخرج به من العبد الكبروالعجب والفخر.فلودامت للعبد جميع أحواله لتجاوزو طغى ونسي
المبدأوالمنتهىولكن الله سلط عليه الأمرض والأسقام وىلآفات وخروج الأذى منه والريح والبلغم,فيجوع كرهاً ويمرض
كرهاً ويموت كرهاًولايملك لنفسه نفعاً ولاضراً ولاموتاً ولاحياةً ولانشوداً.أحياناً يريد أن يعرف الشيئ فيجهله,ويريد أن
يتذكرالشيئ فينساه.ومن هذه أحواله فمن أين له الكبروالبطر؟ولكن كماقيل:من أكفرالناس بنعم الله الفقيرالذي أغناه
الله وهذه عادة الأخِسَّاء إذارفع شمخ بأنفه ومن هنا ساط الله على العبد الأمراض والآفات,فالمريض يكون مكسرقلبه
فالمريض حصل على هذه الفائدة وهي الإنكساروالإتضاع في النفس وقرب الله منه,وهذه هي أعظم فائده.يقول
الله"أناعندالمنكسره قلوبهم".وهذاهوالسرفي إستجابة دعوة الثلاثة المظلوم والمسافر والصائم وذلك للكسره التي
في قلب كل واحد منهم فإن غربة المسافروكسرته ممايجده العبد في نفسه,وكذلك الصوم فإنه يكسرسَوْرة النفس
ويذلهاوكذلك الأمرفي المريض والمظلوم فإذاأرادالله بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء يستفرغ به من الأمراض المهلكة
للعبدحتى إذاهذبه ردعليه عافيته.فهذه الأمراض حمية له.فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.
ومن فوائدالمرض:معرفة العبد ذله وحاجه,فهم فقراءإليه وهوغني عنهم,ولولا أن سلط على العبد هذه الأمراض لنسي
نفسه,فجعله ربه يمرض ويحتاج ليكون تكرارأسباب الحاجة فيه سبب لخمود آثارالدعوى وهودعاء الربوبية.فلوتركه
بلافاقه لتجرأوادعى فإن النفس فيهامضاهاة للربوبية,ولهذاسلط الله عليه ذل العبوذية وهى أربع:ذل الحاجة وذلالطاعة
وذل المحبة-فالمحب ذليل لمن أحبه-وذل المعصية,وعلى كلٍ فإذامرض لعبد أحس بفقره وفاقته إلى الله كائناًمن كان.
ومن فوائد المرض: أن العبد إذاكان على طريقة حسنه من العادة والتعرف على الله في الرجاء,فإنه يحفظ له عمله
الصالح إذاحبسه المرض ة هذاكرم منالله وتفضل,هذا فوق تكفير السيئات حتى ولو كان مُغنمى عليه,أوفاقداًلعقله,
فإنه مادام في وثاق الله يكتب له عمله الصالح,تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشده,وبا لتالي تقل معاصيه,وإن
كان فاقداً للعقل لم تكتب عليه معصية ويكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله في حال صحته,ففي مسند أحمد عن
عبدالله بن عمرو عن النبي صلىالله عليه وسلم:"مامن أحدٍ من الناس يُصاب بالبلاء في جسده إلاأمرالله عزوجل الملائكة
الذين يحفظونه,فقال:اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ماكان يعمل من خير ما كان في وثاقي".
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وترقبوا الجزء الأخير من فوائد المرض...
[align=center] [/align]
ملاحظه
"مـــنــقـــول مـن كـــتــا ب"
اسم الكتاب:فوائد المرض
سم المؤالف:عبد الرحمن اليحي
[/align]