[B]مراحب بالجميع
----------------
استيقظت على أصوات العصافير القابعة تحت نافذتي... أصبحت مصدر

إزعاج بالنسبة لي... نظرت إلى الساعة وانا نصف نائمة.. حان وقت المدرسة..

ارتديت ثيابي بسرعة.. وشربت كوباً من عصير البرتقال… لم أعد استطعمه كالسابق.. فقد

اصبح روتينًا مملا ..

دخلت إلى المدرسة.. تلفت حولي.. كآبة ترتسم في وجوه الجميع
– أو أن ذلك بالنسبة لي فقط –

دق جرس المدرسة، فالتزم الجميع أماكنهم في طابور الصباح، وبدأت الإذاعة المدرسية برتابة عجيبة، مواضيع متكررة..

أفكار غير مدروسة.. أصوات نشاز لا تصلح حتى للتعليق الرياضي..الانتفاضة، المقاطعة، موقف العالم، حرية الرأي..و..و..

تعبت.. حاولت التهرب والصعود إلى الأعلى ولكني فشلت.. فانتظرت بملل حتى صعد الجميع ثم... صعدت..

دخلت الفصل.. كان الجميع قد اتخذ مكانه المعتاد.. بكل هدوء .. بعض الأصوات تصدر من بعض الفصول..

وبعضهم قد بدأ درسه...

توجهت إلى مقعدي.. شد انتباهي وردة حمراء معها بطاقة لامعة.. أسرعت إليها بلهفة، وقد وجدت أخيرا ما يزيل

مللي... ثم ... دخلت المعلمة...

استسلمت.. وفي رأسي تدور الأسئلة حول الوردة.. والبطاقة المجهولة..

لم يكن باستطاعتي فهم الدرس.. فمنذ بدأ الحصة وأنا أحاول معرفة سر الوردة.. فتحت البطاقة.. واختلست

النظر إليها..

"عزيزتي: لم يعد بامكاني الإستمرار أكثر.. فقد اتخذت قراري.. سامحيني"
مع خالص حبي

لم أستطع استيعاب الأمر.. فما هو هذا القرار ولم.. ومن هي؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍

بعد انتهاء الحصة أسرعت إلى فصل صديقتي لأخبرها بالأمر و ..


- فين فلانة؟
- غايبة.
- يوووووه هوا وقته..

عدت أدراجي وأنا أتساءل .. لم هي غائبة؟؟ منذ بداية صداقتنا وهي لم تتغيب يوماً واحداً إلا لظرف

طارئ … فمالذي حدث؟؟ لم يكن لي أحد سواها وهي تعلم هذا..فمن سأخبره بما لدي الآن..

ازدادت الأسئلة برأسي حتى شعرت ببوادر صداع.. كتمت ما بداخلي (ولم تكن تلك عادتي) وانتظرت..

توالت الحصص وانتهى الدوام المدرسي.. خرجت بانتظار الحافلة.. وكذلك لم أعد أطيق الانتظار.. فأسرعت الخطى نحو

المنزل..

دخلت.. وارتميت على المقعد .. بحثت على الهاتف، وطلبت رقم صديقتي.. ثم:

- آلو.. السلام عليكم..
- هلا وعليكم السلام..
- فلانة موجودة؟
- لا والله مي موجودة..
- طيب شكراً قولي لها سارونة اتصلت..
- إن شاء الله..
- مع السلامة..
- مع السلامة..

قتلني الفضول... عبثت بما حولي.. فوجدت مظروفاًفوق المائدة.. سألت أمي:

- لمين؟
- لك..
- من مين؟
- من فلانة..
- مو معقول..

فتحت الرسالة فوجدت:

" إلى أغلى وأحلى صديقة في العالم.. سارونة حياتي..

عزيزتي: الحياة أفراح وأحزان.. دموع وابتسامات.. لقاء وفراق..

غاليتي: أيام قضيناها معاً.. احتوت تلك الأيام على أجمل الذكريات..أيام تعلمت فيها

معنى الصداقة الخالصة.. معنى الحب الحقيقي..

هذه الأيام ترسخت في ذهني.. بحلوها ومرها... فرحها وحزنها.. ضحكها وبكائها.. كنت لي

الصديقة الوفية.. الأم الحنونة.. الأخت العطوفة..كنت في أصعب اللحظات بجانبي..

سارة.. حياتي هنا انتهت.. وأنا خلاص .. انتقلت لمدينة ثانية غير اللي انتي فيها..

أنا قلت لك إني مسافرة لكن بطريقة غير مباشرة.. وأنا فكرت كثير في الموضوع ولقيت انو

احسن شيء سفري.. لأني مرة تعبت.. وأنا فكرت إني أكتفي بالوردة والبطاقة لكن ما قدرت.. فسامحيني

سارونة.. اغفري لي غلطاتي وهفواتي.. ولازم تعرفي انو احنا مهما افترقنا فأرواحنا حتبقى سوا..

ولك كل حبي... فلانة...


----------------------

يوم قالوا الحبيبة راحت اهتز المكان
يوم حبوا الحبيبة وعاندوا ظروف الزمان

ليه ياعمري وغلاتي
تتركيني أعيش حياتي
وحدي في ظلمة عجيبة
في مكان بدون حنان

ليه غبتي وغابت روحي
بعد ما جفت دموعي
وانكتب اسمك بعروقي
وابتدا يحلى الزمان

كيف غبتي وابتعدتي
كان قلتي واتصلتي
تعرفي بدونك حياتي
كلها عذاب وهوان

انطفت شمعة شجوني
واختفت لمعة عيوني
وابتدت رحلة عذابي
وانتهى أحلى زمان

-----------

ملاحظة: بعض مقاطع الرسالة من جد صديقتي كتبتها لي الله لا يحرمني منها.. بس وجب التنوية

لا تبخلوا علي بارائكم مهما كانت لاني بجد احتاجها

ويمكن بتاخر ردي عليكم شوي على حسب الظروف..

لكم تحياتي