قصص مضغوطة
--
حكايةالذبابة
سأروي لك حكاية،واسمعها حتى النهاية ، ولابد للحكاية من غاية، والهدف السامي لابد له من وسيلة سامية..
(كانت هناك ذبابة ، أرادت أن تكون مع جماعة النحل ، تقع على الزهور ،وترتشف الرحيق ،ثم تخرج العسل
ولكنها ذبابة ،لم تعجبها الزهور ،ولم يعجبها تنظيم الأمور ، فأحضرت معها يوماُ كومةً من الأوساخ ،فقالت لها الملكة : أما أن تخرجي الأوساخ أو أخرجي أنتِ،قالت الذبابة :إن الأوساخ تعجبني وهي في ذائقتي أحلى من رحيق الزهور.كما أن فوضى براميل الزبالة أحب إلى من تنظيم الأمور 0
قالت الملكة: يا ذبابة أخرجي.. نحن هنا جماعة النحل ، نعمل من أجل أن نخرج للناس عسلاً صافيا نقياً فيه صحة وشفاء، وأمرت الحراس بطرد الذبابة)
. وانتهت الحكاية
==
عزاء منتهي الصلاحية
=
عدت إلى بيتي باكيا حزينا ، كان الحزن يشكل سحابة سوداء تلون بها وجهي ،
تجمّع حولي أبي وأمي وإخوتي عرفوا أني قد فجعت بشيء / يابني مالك ؟ قالها أبي بنبرة أبوية حانية ،
أبي مات صديقي هكذا جاء ردي / يرحمه الله ، هذا حال الدنيا والموت طريق كلنا سيسلكه ، قاطعته أمي : من صديقك الذي مات ؟ أجبتها / نواف... نواااف !!من نواف ؟!!
نواف زميلي بل صديقي حينمادرست في مدرسة سعدبن عبادة الابتدائية كان زميلي في الصف الأول والثاني ابتدائي ، كان يا أمي يجلس بجواري دائماً، وفي الطابور لايسمح لإحد أن يصف جواره إلا أنا..كنت إذا نسيت مصروفي يا أمي يشتري لي بمصروفه .
قابلت قبل ساعتين أخاه صدفة بعد مضي خمس عشرة سنة على رحيلهم إلى مدينة أخرى كان أول شيء سألته عنه: كيف حال نواف؟
أجابني : نواف قد مات قبل ثماني سنوات.
ثم أجهشت بالبكاء :نوااف مات يا أبي ..نواف مات يا أمي
سمعت قهقهةأخي الصغير وهو يقول ياله مجنون ..يبكي صديقاً مات قبل ثماني سنوات).
=
ليلى بنت كالولد
( تكتب بشمالها ..وتلعب بشمالها وأيضاً تأكل بشمالها ، هذا الأمر يُغضب أمَّها كثيراً ، أما أبوها فلا يغضب منها ،
قبل أن تأتي كان يرجو أن يرزقه الله بمولود ذكر وحين جاءت فرح بها كثيراً وأخذ يعاملها معاملة الابن وحين تناقشه زوجته في ذلك يرد عليها مبتسماً(هذه بنت جاءت على رقم ولدهههه)
كانت تساعد أباها وكان يَكِل إليها كثيراً من الأعمال فكانت تقوم بها على أكمل وجه ، وحين تجاوزت السابعة عشر كانت تمشط شعرها لأول مرة تشعر بأنها أنثى نظرت إلى المرآة وأخذت تمشط شعرها وبدأت تحلم بالفارس الذي يأتي على حصانه الأبيض بدأ يشغل بالها فأخذت ترسمه بشمالها على الورق تنتظر قرعه للأبواب .
نسيت ليلى كثيرا من المهام التي كانت تتولاها ، قلب أبيها يشعر بها ويتألم من أجلها ، ذات توجس قال لها (بُنيتي الغالية احذري الفارس لايأتي أبداً متسلالا من النافذة)
ولأول مرة منذ أن جاءت ليلى يقول الأب لزوجته ( أرجو من الله أن يرزقني مولودا ذكرا)*
==
هلوسة
صديقي:
تحية قبل سنين أهديتها لصديق عزيز ولازلت محتفظاً بها ، منقوشة على جدار ذاكرتي بحروف من حب .
صديقي
هل أكتب لك هلوستي حول ذلك الحكم وصافرته وبطاقته الحمراء المصبوغة بالصفار.
كان الحكم حكيما بارعاً في أحكامه شدني من أول مبارات شاهدتها له ، قررت أن أخوض الملاعب وأن أصبح لاعب ، لعلي أحظى بمصادقته، كان الحكم أكبر مني في كل شيء إلا شيء هو تقديري له .
كانت نظراته وكلماته وسكناته توحي إليّ بأني (أمون) وأني أصبحت من الخاصة على أصطلاحي فلدي ورقة سميتها قائمة بأسماء الخواص (يمونون ولويطلبون مايطلبون أنا لهم ممنون) .
وأنا خارج الملعب أخطأت خطأ كان هدفي منه إدخال السرور إلى نفس الحكم ، كنت متكئاً على عمق العلاقة، جربت ذلك مع أناس أسماؤهم في قائمة الخواص فحققت هدفي من إدخال السرور إلى أنفسهم ،كنت في نفوسهم أبعد من كل ريبة ، وقدري فوق مستوى الشبهات.
ولكن هذا ما حدث ياصديقي أخطأت ذلك الخطأ البريء فما كان من صديقي الحكم إلا أن دخل الملعب ودون أن يستدعيني أخرج لي بطاقةً لا أدري مالونها ولكن عقوبتها كانت الطرد،
ليته أخذ أقوالي قبل أن يشهر في وهي بطاقته الحادة المسلولةولكن هكذا الحكام إذا رفع أحدهم البطاقة قضي الأمر ، فأصبح حالي كحال رئيس أحد الأندية يهلوس
أقسى مافي الأمر ياصديقي أني فقدت متكئي ،كنت أظن أن اسمي مسجل في صفحة الخواص لديه ففقدت هذا الظن الجميل
مازلت محتفظاً بأشرطة لمباريات جميلة كان فيها حكماً وكنت لاعباً أستعرض مهاراتي أمامه.
ومازال -ياصديقي- عندي أمل في الدوري القادم (وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).
-
التوقيع: صديقك المهلوس
==
وجهخاليبرتقالة
(يوم الخميس من كل أسبوع ، وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً يأتي خالي العزيز لزيارتنا متأبطاً كيسَ برتقال ، ويجلس في الصالة طالباًمن أمي أن تجعلني و إخوتي نتحلق حوله ، ثم يبدأ يوزع علينا البرتقال برتقالةً برتقالة، ملحاً علينا أن نأكلها في نفس الجلسة ، وكنت لا أحب البرتقال بل لا أطيقه ونزولاً عند إلحاح خالي وخوفاً من غضب أمي كنت أبتلعه ابتلاعاً حتى إذا ما انتهيت طلبت السماح لي بالانصراف فاتجه مسرعاً إلى الحمام لأستفرغ ما أكلته من برتقال.
وذات خميس ونحن نتحلق حول خالي وهو يحتضن برتقالاته قلت له : يا خالي لماذا كلما أتيت لزيارتنا تأتي ومعك كيس برتقال؟!!
التفت إليّ غاضباً وقال بنبرات صوت حاد ليس أحد منه إلا نظرات أمي لي: وما به البرتقال؟ أجبته بصوت المعتذر: البرتقال نعمة ولله الحمد ومابه شيء إلا أني لا أحبه بل أفضل التفاح عليه فالتفاح أزكى رائحة منه وألذ طعما، وكذلك التمر فهو أحلى طعماً وأغنى بالفيتامينات من البرتقال.
وبعد أسبوع وفي يوم الخميس في تمام الساعة الحادية عشر أمطرتني أمي بوابل من الشتائم وكلمات العتاب فقد مر الموعد ولم يأتِ خالي لزيارتنا هذا الأسبوع.)
-
وضغطها لكم/ ناصر الحربي