[ALIGN=CENTER]عابرة سبيل

إذا ما سمحت لي يا سيدي ..أن ابدأ

فسألقي على عينيك الجميلتين ..

تحيـة المسـاء

وإذا ما سمحت لي ..

أن اخلع معطفي الفراء ..

سأرمي حقيبتي ..

وقد استرخي على الأريكة ..

وربما رميت بأساوري والحذاء




في هذا اليوم .. وفي هذه الليلة

لا وقت للدهشة

إنما دعني أتحرر .. أتنفس

وأقول كل ما لدي من أشياء

ولا تسألني من أكون ..

فمن أكون سوى إحداهن يا سيدي

وما أكثرهن في عالمك ..النساء

فلأكن .. عابرة سبيل

أو ريحا صيفية ..

أطلت من سمفونية الليل ..

متعبة .. منهكة .. تشعر بالإعياء

في داخلي مساحات غريبة .. غريبة

مليئة بالضوضاء

ولدي أمور كثيرة .. وأمور

ليست أبدا من ثرثرة النساء



اتركني انفض قشرتي عني ..

اتركني اليوم أمطر بلا رعد أو برق ..

في طفولة وسخـاء

اتركني اصرخ .. ابكي .. أو اضحك

فلا ضحكي يشبه الضحك

ولا بكائي يشبه البكاء

دعني أتناثر في الزوايا .. أتبعثر

اتركني أنفث غضبي وسمي ..

التف وأدور حول همي ..

كحية رقطـاء








(2)

اتركني في حضورك أشكو عذاباتي ..

أتفوه بأسخف عباراتي ..

اتركني أحطم .. وأتحطم

واسمع صوت أنكساراتي

دعني اليوم اكتب تاريخي بنفسي

وتجاهل أخطائي في الإملاء

اتركني دقائق قليلة في حضورك ..

فأنا من بعض ما لديك فقط ..

يتملكني الرضاء


دعني أقول احبك .. أو لا أقول

بلا رتوش .. بلا ترتيب .. بلا حياء

دعني أتسلل من بين دموعي ..

وأطلق زفرة حرة .. حره في الفضاء

فقد تعبت أنا يا سيدي من شرودي ..

ووحش الهوى ..

يأكل من صمتي وصمودي

تعبت وأنا اردد أعذاري العقيمة كالببغاء

تعبت من العناد ..

وتعبت من الادعاء

تعبت يا سيدي..

وأنا أفسر الماء بالماء


دعني الليلة أخلع عن وجهي القناع ..

وأعترف

اعترف أنى عاشقة حتى النخاع

اعترف أنى منذ هجرت قوافيك ..

وأنا أحيا .. ولا حياه

في رحم الصمت والأرض الخواء

ولا أعرف..

ماذا أقول لقنديلي الأخضر

لا اعرف ..

ماذا أقول .. لأوراقي الصفراء ..

ما تزال نابضة الروح كالأحياء




(3)


لا اعرف ماذا أقول .. للقيد في معصمي

بماذا أعده ..

أبالحريه .. أم ابني القصور الرملية

تماما ..كأحلام البسطاء

ماذا أقول لشبابيك الوهم

إذا ما أطلت ..

ولوحي القصيدة .. إذا ما جاء


يعجبني في هذه اللحظة .. يا سيدي

أن أتجاوز كل الخطوط الحمراء

يعجبني في هذه اللحظة

أن افصح عن هذا الشعور

يعجبني أن أتمرد ..

أطلق من قفصي العصفور

يعجبني أن أثور وأثور ..

مثل أعاصير الشتاء

يعجبني أن اترك لقلبي المكسور ..

ولو مرة واحدة ..

حرية البكـاء


ويعجبني يا سيدي..

أن أوقع على حضوري

بضع كلمات مني إهداء

أن أضيف بضع سطور على تاريخك

بلون دمائي حمراء

لربما ذكرتك يوما ..

بان هنالك امرأة ما ..

في ليلة ما ..

ألقت على عينيك الجميلتين .. تحية المساء

امرأة عابرة سبيل ..

أو قل امرأة حمقاء

لا فرق .. إنما أرادت فقط

أن تقول كل ما لديها من أشياء [/ALIGN]


أكتوبر / 1999