تاريخ التسجيل :
Aug 2003
رقم العضوية : 1661
الاقامة : عروس الخليج
المشاركات : 267
هواياتى : القراءة وربما الكتابة - الدردشة - الأفلام والموسيقى والفيديو جيمز - ايش بعد؟
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 21
Array
.....وتتساقط الأقنعة! [ 1 ]
سبق لي وأن نشرت هذه القصة بأجزائها بمنتدى سابق وعلى هيئة أجزاء كما سأفعل مع هذه, ولكن بعنوان:"عندما ينتحر الحب".
إن كانت سمة تلك القصة أقرب إلى المسريحة لطغيان الحوارات عليها, فإن وجدت بأنه من الأنسب إعادة كتابتها, وصياغتها, وتلافي بعضاً من عيوبها.
لكم اليوم الجزء الأول من القصة, وأتمنى أن يلاقي استحسانكم,
[ALIGN=CENTER]باقة زهر[/ALIGN]
تتأمل وجهه جيداً, كناقد يتأمل لوحة.
"وجهه ليس سوى لوحة, تناغم فريد ذاك الذي يجمع ملامحه وتضاريس وجهه"
هذا ما تبادر إلى ذهنها. لا, ليست المرة الأولى التي تشاهد فيها وجهه, ولكن ربما, هي المرة الأولى التي تتأمل فيه وجهه بهذا القدر من الاهتمام.
هو لم يكترث لنظراتها كثيراً, كانت اللقم تتابع إلى فمه, كخرفان تتتابع إلى مصيرها.
"كم هو جميل, وسيم. ليس هذا فقط, بل لديه هذا المال كله. لا ألوم الناس إن حسدوني..."
ما إن تبادرت هذه الكلمة إلى ذهنها, حتى قفزت من موضعها وخرجت من غرفة الطعام التي يتم تناول الوجبات العائلية فيها, أما للمناسبات والولائم, فهناك قاعة خاصة بها.
ما هي إلا بضع دقائق حتى عادت وبيدها مبخر, بينما أنهى فطوره.
وقعت عينيه عليها, ربما هي أول نظرة حقيقية إليها هذا الصباح. أخذ يضحك.
لم تكترث لضحكاته, رغم أنه نادراً ما يضحك, فهي تعلم جيداً العملية التي يتسم بها, فلوحة وجهه يعكرها بعضاً من صفاته.
أخذت تدور من حوله وتقول:"عين الحسود فيها عود... عين الحسود فيها عود... عين الحسود فيها عود..."
قال:"سوسن! كفاكِ من هذا الآن, سأذهب إلا الشركة الآن, استمتعي بيومك!"
قالت سوسن:"حسناً عزيزي حامد. هل ستحضر غداء اليوم أم لا؟"
قال حامد بعدما أخذ فترة من التفكير:"لا, لا أظن سأحضر اليوم."
تَرسم على وجهها قليلاً من الأسى. كان يبدو عليها التصنع, لكنها تدرك أيضاً أحد عيوبه المفيدة "السذاجة العاطفية".
تفاجئ قليلاً. ربما لم يتفاجأ, فهو تعود تعكر وجهها كلما قال لها أنه لن يتغذ في البيت, وهو لا يحزنه بقدر ما يفرحه, فهو يعتقد أن سبب ذلك حبها له, بينما لها رأي آخر في ذلك.
ذهب إلى عمله, بينما هي حاولت أن تكون صادقة مع نفسها للحظة, هل هي فعلاً سعيدة معه؟
أخذت تحدث نفسها:"إلى متى سأتصنع الحب تجاهه؟ رغم وسامته وثروته, إلا أنه لا يصل إلى رجولة بدر وخلقه...". تعكر وجهها بشدة, كأن شبح الماضي عاد ليكسيها برماد حرائقه من جديد.
"مالي ومال بدر, ماذا يهم ما كان بيننا أمام المال؟ أبوسع الحب أن يمنحنا ما هو كفاف يومنا؟"
كان مزاجها سيئاً بما فيه الكفاية ذاك الصباح, ولكن باقة زهور مجهولة المرسل كان ما ينقصها ليعكر عليها صفو اليوم كله.
أخذت سوسن تصرخ في وجه الخادمة سلوى التي أحضرت الباقة:"أصفر! وتيوليب! لا هذا لا يحتمل! أخبريني من أرسها!"
كانت الخادمة سلوى ترتجف كجبل عصفت به الزلازل حين قالت:"سي..دتي... صدقيني.... لا... لا أعلم!"
لم تستطع سوسن كبت غضبها:"كيف إذاً وصلت هذه الباقة إلى يديكِ؟ أمطرت السماء زهوراً؟ لماذا الأصفر بالذات؟ لماذا اللون الذي أكرهه!"
جلست سوسن على الأريكة بسرعة وكأن جسدها بات حملاً شديد الثقل عليها.
سلوى(الخادمة) كمن وقع على اكتشاف أمر مثير:"سيدتي سوسن! انظري! هناك بطاقة إهداء!"
تقفز سوسن من مجلسها كأن الحمل زال عنها, وأخذت تقرأ ما كتب عليها.
"باقة تيوليب صفراء, وإن كانت لا تليق بكِ"
لا تعلم سوسن ما المقصود بهذه العبارة. إن كانت تدل إلى رجلين فقط, لا أكثر, فإنها زادت حيرتها أضعافاً.
فبدر يعلم جيداً أنها تعشق زهور التيوليب الصفراء, وربما لأنها فضلت عليه الحياة المخملية والطبقة الأرستقراطية, وجد أن من الأدب والتهكم في الوقت نفسه أن يضيف "وإن كانت لا تليق بكِ".
وقد يكون حامد, فهو يعتقد أنها تكره أزهار التيوليب والصفراء منها بالذات كما أقنعته, فسوسن حاولت التخلص بكل ما يربطها ببدر؛ فحتى رسائله وهداياه أعادت إرسالها إليه. لذلك أضاف:"وإن كانت لا تليق بكِ", فهو يحب أن يحيك لها بعض المقالب.
****
بانتظار تعليقاتكم والأهم انتقادكم,
لكم مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,|325||325||325|
"ثمةقصصنكتبها...وأخرىتكتبنا"
"الأشياءالفريدةهيتلكالتيلامبررلها"
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف *** وتستقر بأقصى قاعه الدرر