أعلن ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أن لديه "إحساسا ورأيا شخصيا" بان الحرب ضد العراق لن تقع وذلك في لقاء اليوم الأحد"12-1-2003" مع مثقفين ومفكرين عرب.
وقال الأمير عبد الله "جميعنا يرى الأساطيل والحشودات في المنطقة ولكن الله يلهمني ويعطيني إحساسا بأنه لن تكون هناك حرب" ضد العراق مؤكدا أن لديه "إحساسا ورأيا شخصيا" بذلك.
وقال "لم يفاتحني أحد من المسؤولين الأميركيين بأمور الحرب".
وأضاف "كما تعلمون، العراق ليس هينا علينا فشعبه شعبنا وناسه ناسنا وهو جزء غالي من الأمة العربية والإسلامية" مؤكدا أن "الحرب لا تفيد أحدا".
وقال "إذا أخذت الأمم المتحدة، لا قدر الله، قرارا بشن الحرب فان العرب لهم خطاب واحد وهو أن يعطى العرب فرصة للتفاهم مع العراق للوصول إلى حل يبعد الحرب عنه".
وتدعو السعودية التي لها حدود طويلة مع العراق إلى تسوية سلمية للازمة العراقية في إطار الأمم المتحدة. وقد استخدمت الأراضي السعودية حيث يتمركز حوالي خمسة آلاف جندي أميركي في إطلاق هجوم الحلفاء عام 1991 لاخراج الجيش العراقي من الكويت.
وتأتي تصريحات ولي العهد غداة لقائه في الرياض رئيس الوزراء التركي عبد الله غول الذي أكد انه اتفق مع المسؤولين السعوديين على بذل الجهود لتفادي الحرب ضد العراق.
وقال غول في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمير عبد الله ان "الوقت ضيق" للتوصل الى تسوية سلمية للازمة وتفادي الحرب.
وقال "قررنا ان نبذل جهودا مشتركة من اجل التوصل الى تسوية سلمية للازمة وقد تبادلنا بعض الأفكار. وتناول لقاؤنا التدابير الواجب اتخاذها لتفادي الحرب".
وأضاف من دون توضيحات أخرى، أن "الخطوط الكبرى لخطة" تحضر حاليا للخروج من الأزمة ستكون "واضحة" في ختام جولته في المنطقة التي ينهيها اليوم الأحد بزيارة طهران.
وقد نشرت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من عسكرييها في المنطقة تحسبا لهجوم محتمل ضد نظام صدام حسين الذي تتهمه بتملك أسلحة الدمار الشامل في حين ينفي العراق الأمر.

منع الهجوم على العراق
وفي الصدد نفسه أكد الرئيس العراقي صدام حسين اليوم الأحد أن دول المنطقة وحدها القادرة على منع هجوم أميركي محتمل ضد العراق .
ونقل التلفزيون العراقي عن الرئيس صدام حسين قوله خلال تسلمه رسالة من رئيس الوزراء التركي عبد الله غول سلمها إليه وزير التجارة الخارجية كورسات توزمن الذي يزور بغداد حاليا ان "فرق التفتيش موجودة وان التعاون مستمر معها ولكن أميركا إذا بحثت عن غطاء للعدوان فلا يمنعها غير دول المنطقة".
وأضاف انه "بالوضوح والأفكار الجدية والحوار الأخوي يمكننا الوصول إلى افضل الحلول في ميدان التعاون المشترك بما يحقق إنجازات كثيرة وقدرا جديا من استقرار المنطقة ".
ورأى الرئيس العراقي أن "تركيا التي لا تنقصها الخبرة في الميدان التقني يمكن ان تستثمر خبرتها هذه في الأسواق القريبة منها وبالتحديد في العراق والوطن العربي".
وقال التلفزيون ان توزمن سلم الرئيس صدام حسين رسالة خطية من رئيس الوزراء التركي عبد الله غول تتعلق ب "موقف تركيا مع وحدة العراق وشعبه وجهودها المبذولة لترجمة ذلك على الأصعدة كافة".
كما تضمنت الرسالة "تحيات رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان وتمنياته للرئيس صدام حسين بالصحة والسعادة ولشعب العراق الازدهار والرخاء والتقدم في ظل قيادته الحكيمة ورغبة الحكومة التركية في توسيع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق وتعزيزه في الميادين كافة ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الجارين إلى (ما كان عليه) ما قبل فرض الحصار الجائر انطلاقا من مبادئ حسن الجوار والاخوة والصداقة والدين التي ميزت علاقات العراق وتركيا عبر التاريخ".