تاريخ التسجيل :
Nov 2002
رقم العضوية : 1314
الاقامة : مشتاقة لجنة الرحمن
المشاركات : 8,198
هواياتى : إعادة تشكيل رحاب
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 74
Array
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي نبض
بالفعل مقالة أخي الوجيه أستطاعت أن تفند الاوضاع العراقية بعد القبض على صدام وخاصة أن التساؤل عن مدى أهمية الوجود الامريكي الان في العراق بعد القبض على صدام بدى يعلو في ساحات النقاش
وأتمنى فعلا أن تتم تبرئة المقاومة العراقية من أي ميل صدامي أو أنها تابعة للبعث
وإليك هذه المقالة للدكتور /عبدالله النفيسي
القبض على صدام لا يغير المعطيات الاستراتيجية في العراق
د.عبد الله النفيسي
بالرغم من أهمية الحدث - على الصعيد الرمزي والسيكولوجي- إلا أن القبض على صدام لا يغير المعطيات الاستراتيجية في العراق. وإشغال العراق والعرب في الأسابيع القادمة بحكايات وقصص محاكمة حفنة الأشقياء وعلى رأسهم صدام بينما الاحتلال الانجلو أمريكي وتحت عباءته الإسرائيليون الذين يتقاسمون الغنائم ويتحدثون على فضائياتهم جهاراً نهاراً عن العراق كعقد سخي Lucrative contract يتزاحمون على قصعته ويتآمرون فيما بينهم لإقصاء الدولة الفلانية والدولة العلانية من أحقية (الهبش) في أرض الرافدين وعاصمة المنصور ومقر الخلافة، إن في ذلك لضربة تاريخية للعرب أجمع لو كانوا يعقلون.. آه... لو يعقلون.
هناك عدة معطيات لا تتغير في السيناريو الاقتحامي للإدارة الأمريكية سواء تم اعتقال صدام أو لم يتم.
أول هذه المعطيات الاستراتيجية هو الاحتلال الانجلو أمريكي للعراق وما يتفرع عنه من مشكلات وما يمثله من شذوذ جغرافي سياسي في عصر (القرن الواحد والعشرين) يُفترض أن تُطوى فيه صفحات الاحتلالات في كل مكان، نقول هذا (الاحتلال) من حيث هو مُعطى لا يغيره من قريب أو بعيد القبض على صدام، ما يوحي بأن وراء الأكمة -أكمة الاحتلال- استهدافات كبيرة وخطيرة ذات مضامين استراتيجية تتعدى كثيراً غار العنكبوت الذي وجدوه يتكوّم فيه.
ثاني المعطيات مرتبطة بالاستراتيجية العليا Grand Strategy للولايات المتحدة في هذه المرحلة والتي كشف عنها الأمين العام السابق لحلف الناتو NATO الجنرال ويزلي كلارك في كتابه الجديد والموسوم: (الفوز في الحروب الحديثة) والذي ذكر فيه أن احتلال العراق ما هو إلا الخطوة الأولى لتشمل ست دول أخرى: سوريا ولبنان وليبيا وإيران والصومال والسودان، وإذا كانت المنطقة كلها حتى الآن ترتجف هلعاً جراء ما حدث في العراق وحده، فما سيحدث لها لو توغل الأمريكان في هذا السيناريو الذي ذكره كلارك والذي أشك أن يتبعهم فيه (هذه المرة) الإنجليز الحذرون المولعون بالكتمان والتفاصيل.
ثالث هذه المعطيات هو شبكة القواعد العسكرية التي باشر الأمريكان ببنائها في العراق: السليمانية في الشمال وفي صحراء العراق الغربية وفي سَعَد الغربي على الحدود مع إيران وفي نواحي الناصرية في الجنوب وفي مناطق أخرى غيرها. إن المتأمل بهذه القواعد الثابتة والمجهزة تجهيزاً واسعاً استلزم -الشهر الفارط-استصدار قانون من الكونجرس بتعزيز تلك القواعد بما يزيد عن ستين مليار دولار تم تحويلها لذلك الغرض وبوشر في توظيفها لذلك الاتجاه، نقول إن المتأمل في ذلك لا يحتاج لكثير ذكاء ليدرك بأن الولايات المتحدة ترسم للبقاء بين ظهرانينا لفترة غير قصيرة ولا علاقة للقبض على صدام بذلك لا من قريب ولا من بعيد .
رابع هذه المعطيات يتمثل بالجشع الرأسمالي الذي يمثله الغرب عموماً والأمريكان خصوصاً. لقد بدأت مسيرة الاستحواذ التجاري على ثروات العراق المائية والنفطية تحت مظلة (إعادة الإعمار) وتوزيعها غنائم على الشركات الأمريكية العملاقة: هاليبرتون وبكتل و KBR وهي شركات أمريكية عملاقة تحالفت مع الرأسماليين البعثيين داخل العراق وهم -أي الرأسماليين البعثيين- فئة كانوا في حالة شراكة مع نظام صدام واستفادوا كثيراً من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق طوال فترة التسعينات. وتقول رند رحيم - سفيرة العراق الحالية في واشنطن- في تقرير منشور لها أن هذه الفئة إذا ما استمرت المصادر المالية تتراكم في جعبتها فإنها ستصبح قادرة على ممارسة نفوذ سياسي كبير التأثير على الانتخابات في العراق وربما عودة النفوذ المعنوي لحزب البعث من جديد.
في إطار هذه المعطيات يصبح موضوع القبض على صدام ليس بذي أهمية استراتيجية بالرغم من أهميته الرمزية والسيكولوجية لدى العرب في العراق وخارجه وسيكون مادة استثمارية –سياسيا- لإدارة بوش على المدى القصير إلا أن القبض على صدام قد يتحول إلى نقطة خلافية كبيرة بين الإدارة الأمريكية ومجلس الحكم الانتقالي في العراق من جهة محاكمته وتفريعاتها السياسية التي قد تحرج الأمريكان لأنه في المحصول النهائي -أي صدام- كانت تربطه بهم علاقة خاصة جداً 1968 ـ 1990 ولهذه العلاقة سر من الأسرار المحرجة للأمريكان وغيرهم
والمعذرة على الاطالة أخي الكريم
[align=center]
[/align]
(نحن لاننتمي إلى الحياة فعلا إلا متى تفوهنا متحمسين بإحدى السذاجات)
[align=left]*إميل سيوران[/align]