بواعث محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه :
يدعو المسلم إلى ذلك أمور عدة، منها :
1- موافقة مراد الله-عز وجل- في محبته لنبيه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه
له
،فقد أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم تعظيما له في قوله :" لعمرك إنهم لفي
سكرتهم يعمهون "(الحجر:72) . كما أثنى عليه فقال :" وانك لعلى خلق عظيم
"(القلم:4) ،وقال :" ورفعنا لك ذكرك "(الشرح:4) ،فلا يذكر بشر في الدنيا
ويثنى
عليه كما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه . وقد اتخذه ربه
–تعالى-
خليلا صلى الله عليه وسلم .
قال ابن القيم ( وكل محبة للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله وتعظيمه
،كمحبة رسول الله صلى اله عليه وسلم وتعظيمه ، فإنها من تمام محبة مرسله
وتعظيمه ؛ فان أمته يحبونه لمحبة الله له ، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله
له ؛
فهي محبة لله من موجبات محبة الله ، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة
الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه
وسلم .
2- ما ميزه الله-تعالى- به من شرف النسب ، وكرم الحسب ، وصفاء النشأة ،
وكمال
الصفاتوالأخلاق والأفعال .
3- شدة محبته صلى الله عليه وسلم لأمته وشفقته عليها ورحمته بها . قال
الله
تعالى :" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين
رءوف رحيم"(التوبة:128) .
وكم كان يسأل الله تعالى الخير لأمته ويفرح بفضل الله عليها؟! وكمتحمل من
مشاق
نشر الدعوة ،وأذى المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل
به
النعمة؟!