المشهد:

أحدهم يقف بعيداً عن القاعة ينتظر انتهاء المحاضرة لتخرج حبيبة القلب ويصارحها بحبه , لكنه موقف محرج ولم يعتد صاحبنا على هذه المواقف . ينادي صاحبه الذي مر من أمامه ويدور بينهما هذا الحوار:

العاشق: جيت والله جابك ساعدني الله يستر عليك

صاحبه: لا تقلق ولا عليك .....اسمع مني وافتح بعد عينيك أذنيك

امش إليها بهدوء واتزان وكأن الطير على رأسك

ثم ابتسم وسلم واخلع حياءك من أمامك

ولا تكثر من الثرثرة فتفزع من كلامك

ولا تمزح كثيراً فتخرج عن وقارك

ثم اروي عليها قصص البطولة من شبابك

ولا تكذب كثيراً فتهوي في المهالك

ولا تثقل عليها فتجعله أغبى لقاء في حياتك

ولا تسرح بعينيها طويلاً فتفقد ما تبقى من صوابك

ولا تطل الوقوف بلا كلام فتلعن ساعة مرت بجوارك

ولا تكثر من السؤال فلربما تركتك تهذي مع خيالك

ولا تخف من صفعة أو لكمة فنساؤنا أوهن من ألئك

ثم انصرف عنها وأيقن بأنها قد أذهلت بلقائك

وإذا واعدتها ثانيةً فلا تنسى ......فهي ستبقى بانتظارك

وإذا حل الوفاق عليكما فرجائي ثم رجائي....... لا تنسانا من دعائك

هاهي قد خرجت

أسرع ونفذ ما قلت لك ونحن نراقب من ورائك

ومضى الذئب إلى الفريسة بعد أن ظن الطريق سالك

قال مساء الخير ياصبية ........ هلاّ تعرفنا أو نلنا شيئا من ودادك

قالت اغرب عن وجهي يا هذا وابحثوا عن غيري يا صعالك

لست شاةً ترعى في ديارك

لست لقيطة تسقط في شباكك

أنا درة مكنونة فافهموا هذا يا ألئك

وعاد الأحمق خائباً يجر أذيال الهزيمة في أولى المعارك

وعاد بنصف رجولة مغشوشة لا بارك الله في أمثالك

حيّاك الله يا بطلة

يا من سددت في وجه الطغاة كل المسالك

يا من علمتهم أن نقاء الجيل يبدأ من نقائك

أفهمتهم أنك في زمان طيبٍ

أما شذّاذ المناهج ليسو في زمانك

فاصعدي وارتقي وتعففي واسكني قمم الجبال وأبراج الممالك

واحترسي واستعيني بواحدٍ أحدٍ قاهرٍ مدبرٍ مالك