الماضي والحاضر .. بين الرضى والسخـط
عندما أعود بذاكرتي للوراء .. وأتذكر الأمس .. الأمس البعيد .. والقريب ..
اتذكر مرحلة الطفولة .. التي هي سعيدة عند الكل بلا شك .. حتى وان كان فيها من المنغصات الكثير ..
ولكن تبقى الطفولة هي الطفولة .. برونقها الخاص .. وطعمها المميز ..
ولكن أحبتي ..
الكل منا يرى أن الأمـس أفضل من اليوم .. بدون أن يبرر ذلك ..
لا شك أن الخير موجود أمس وهو موجود اليوم أيضاً .. والشـر كذلك ..
أغلبنا إن لم يكن الكل يرى ان الماضي أفضل من الحاضر .. بصفة عامة ..
هذه ليست نظره سوداوية .. إنما هذا هو الواقع .. وهذه رؤية الجميع ..
نرى أن الزمن قد تغيّر ..
وان الناس قد تغيّرت .. وان اليوم هو الأســوأ .. وغداً أسوأ وأسـوأ ..
الكل عندما تشكي له أي شيء .. يقول لك .. نعم نحن في زمان مر .. الله يرحم أيام زمان ..
هل هذه حقيــقة ؟؟
هل الماضي فعلاً أفضل من الحاضر ؟ وبمـاذا ؟؟
ومن وجهة نظر شخصية لكل من سيشرفني بالرد على موضوعي:
هل تبريرنا بان الواقع سيء ومر .. هو عدم رضى عن أنفسنا ولكننا نفسره بطريقة أخرى .. حتى نرمي باللوم
على الزمن .. هل أصبح الزمان هو شماعة أخطائنا نحن ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله الرومانسي
جزاك الله كل خير على موضوعك الرائع ..
بصراحة اتساءل دوماً .. ما الذي تغير في وقتنا الحالي عن الماضي .. هل حقاً أن الزمن تغير .. وما الذي سيتغير في الزمن وفي الحياة ..
عزيزي
الزمن هو الزمن .. والحياة هي الحياة لا شيء يتغير فيهما .. ولكننا نحن البشر الذين نتغير ..
قد تتغير الظروف ....
قد تتغير نفسياتنا ...
قد تتغير قدراتنا ....
وتجدنا نقول ألا ليت الماضي يعود !!!!! دون أن نلتفت لأنفسنا لنعلم ما سبب تغير حياتنا .. لما هذا السخط والتجهم من الحاضر .. ألا يوجد لنا ضلع في هذا السوء وهذا الضيق ..
لو سألنا أنفسنا لوجدنا أننا نحن من غير الظروف والأحوال .. ولا تنسى تطورات الحياة .. فلم تعد تلك الحياة البسيطة التي تقوم على البساطة والتواضع في كل شيء .. بل تطورت من كل النواحي سواء التكنولوجية والاجتماعية حتى .. حتى أننا نجد بعض العادات والتقاليد التي اعتدنا عليها تتغير تبعاً لهذا التغير .. واصبح من يتمسك بالماضي ينعت بالمتخلف غير الحضري .. بعيد عن الرقي .. مما يدفع كثير من الناس والذي اعتبرهم عديمي الثقة بأنفسهم إلى السير في ركب ما حصل من تطورات حتى ولو لم يكن يحقق لهم الراحة والطمأنينة .. إذن نحن السبب وليست الظروف والحياة ..
وكذلك الأمر بالنسبة للنفسيات .. فعلاً تغيرت .. بل تحولت تحويل جذري حتى أنك ستجد الطيب ينعت (عفواً على التعبير ) سينعتونه بالأهبل الدرويش الذي لا يعي ما يحصل حوله ..
كذلك اصبحت النفسيات ضيقة .. لم يعد الأخ يحتمل أخيه ولا يرأف بأمه وأبيه .. فتجده يعق .. يظلم .. يحقد .. وقد يسرق .. أو يقتل ..
وإذا سألته يقول لك الظروف !!!!!!!!!!!!!
كذلك تغيرت قدراتنا .. وقوتنا على مواجهة ما يلم بنا في هذه الحياة فتجدنا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة ..
مع كل هذا ومع يقيننا أن العيب فينا نحن لا في الزمن ولا الظروف .. بكل جرأة نقف ونقول هذا هو الزمن ويتطلب منا أن يكون حالنا كهذا الحال ..
إذن أخي واعذرني على الإطالة والتي قد أكون سرحت بها كثيراً ..
رحم الله من قال :
نعيب على الزمان والعيب فينا
.............................. ..وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب
.............................. . ولو نطق الزمان لنا هجانا
تحياتي
أختك في الله