ثامر الحمدان.......ماذا فعلت ؟.....!
[ALIGN=CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)[/ALIGN]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
دعني أذهب بك لقاضي الجنون _ إحدى الشخصيات التي تقمصتها كثيراً في كتاباتي – فقد عالج الكثير من الأشخاص والقليل من القضايا !!!
وبعد أن كشف الحمدان جميع أوراقه التي (كانت ) بيضاء ، أطرق قاضي الجنون رأسه قليلاً وفكر......
على عكس قُضاة اليوم يحكمون ثم يُفكرون !!
وقال لنا (ثامر) و(ثامر)...
( غداً ألقاك يا ثامر )....دون أن يحدد أي ثامر يقصد؟!!
ربما هذا ما قصده !!
وفي الغد تسابقت وثامر إليه
فوجدنا القاضي يحكم بأقسى عُقوبة على شخص.....فبحثت عن خصمه المُنتصر....فوجدته قلمه !!!
على أي حال......انتظرت و ثامر في الصف حتى جلسنا أمامه.....
فنظر إلينا.....وأطرق رأسه مُفكراً....وقال
( ألم أخبرك أن تأتي غداً ما الذي أتى بك اليوم؟؟!!! )
حدثت نفسي بأن هذا هو حاله على الدوام....ولكن
أردت أن أخبره أن ثامر لا يصح بقاؤه مُدة أطول خارج عالمه الرمادي !!
ولكن الطمأنينة التي ارتسمت على ملامح ثامر ألجمتني....وخرجنا !!
في الغد.....
وجدنا قاضي الجنون يجلس على الأرض........وأمر الحمدان بأن يجلس على مقعد القضاء....
وأمرني بالجلوس أمام الحمدان....ثم أشار للحمدان بالحديث والقضاء !!
نظر إلي الحمدان بابتسامة رضا........ثم اعترت ملامحه صرامة غريبة
ودار حوار عجيب غريب بيني وبين الحمدان.......تحت قضية (الجنون)....!!
الحمدان:-
لماذا أحضرتني إلى دار القضاء هذه...؟
ترددت.....وأردت أن أضحك لولا أن لكزني قاضي الجنون بعصاه الطويلة جِداً !!
فأجبته:-
لأنك مريض نفسياً...
الحمدان:-
بأي ذنب...؟
أنا:-
لأن المريض نفسياً أخطر عُنصر (متحول) في المجتمع...
الحمدان:-
(متحول)..؟........تقصد كالمنافق..؟
أنا:-.....
جدلاً....نعم
الحمدان :-
إذن أخبرني هل أطباء النفس متحولون أيضاً...؟
أنا:-
لا......بل هُم حلقة الوصل بيننا وبينكم
الحمدان:-
أمامك جنة ونار..........ما هي حلقة الوصل بينهما يا تًُرى...؟
أنا :-
ثامر !!!!....ما بك ؟!!
قاضي الجنون:-
( أجب.....فأنت مسؤول لا سائل)
أنا:-
لا توجد حلقة وصل بين الجنة والنار....
الحمدان:-
أجب إذن عن هذه........هل يوجد طبيب نفسي لكم منّا...؟
أنا:-
لا.....فأنتم المرضى لا نحن
الحمدان:-
وأين إثبات المرض...؟......إن كانت حلقة الوصل (لا توجد)...؟
نحن بصدقنا؛ أنتم بكذبكم؛ لهذا لن تجد لكم طبيب مِنا لكم.....فأنتم في نظرنا حالة يأس منها الصبر تماماًَ....لا أمل لكم بالجنون.
أصبحتُ عجين الصمت بالغضب......
تبسم الحمدان ونظر لقاضي الجنون.......
وهَمَّ الحمدان بالحديث....إلا أن دخول طبيبه النفسي ألجمه.....فعادت ملامحه البلهاء تُعاوده مرة أُخرى....
ضحك قاضي الجنون طويلاً.....
....
...
...
الطبيب النفسي:-
حسبي أنك استسلمت لجنونك ومرضك....
الحمدان:-
الليل طويل......والألم كثير....النهار قصير.....والأمل قليل !!
الشيطان يعوي..... في قُرى الحمير.....والخيانة ....خنجرٌ سليل
الطبيب النفسي :-
نعم نعم أعلم ذلك....لنذهب....فبقية المرضى بانتظارك يا ثامر....
استسلم الحمدان في وداعة غريبة....وكأنه شخص آخر مُقارنة بذاك الصارم !!
التفت قاضي الجنون للطبيب وقال له:-
كيف عرفت أنه مريضٌ ؟
الطبيب النفسي:-
إنه يستجيب للضـر........أقصد للعلاج
أمسك قاضي الجنون بورقة بيضاء وأعطاها للطبيب النفسي وقال له
قاضي الجنون:-
أُريدك أن تُمضي إمضاءك الشخصي في نهاية هذه الورقة
نظر الطبيب للورقة ثم أعادها للقاضي، وقال
الطبيب النفسي:-
الورقة بيضاء.....لا أستطيع.
قاضي الجنون:-
إن كانت الورقة بيضاء... فماذا قرأت عيناك في الورقة أثناء تحركها من اليمين إلى اليسار في ورقة بيضاااااااااء...؟
الطبيب النفسي :-
هذه تُسمى (العادة)...فقد اعتادت العين قراءة الورقة فأصبح الأمر المُعتاد من العقل للعين بأن (تجري) في الورقة من اليمين لليسار...حتى أصبحت العين تُنفذ هذا الأمر دون الرجوع للعقل ...
قاضي الجنون :-
وما الذي منعك من الإمضاء ..؟
الطبيب النفسي :-
ربُما كُتب عليها ما لا أقبله فيما بعد!!!
قاضي الجنون :-
إن كانت عينكُ قرأت (الفارغ)....أو لا تقرأ ما بعد الإمضاء؟
تالله إنك لمريض طِبك.........خذوه فغلوه
نظر إلي قاضي الجنون وقال لي:-
قَدموا له الأوراق البيضاء.......ورفضوا الإمضاء
ارتضى العودة لزملائه..........وهم يضربوه
يُسجن حبيس الظلام.......وأمله اللين (المُتجسد) في فتاة تدخل عليه من ذاك الباب .
تأتيني به وأنا (قاضي) الجنون.......بلا ذنب اقترفه !!
والذي نفسي بيده أنَّي مللت من القضاء في أمور بشرٍ لا يميزون بين المرض النفسي والجنون....
الحمدان........مجنون.......
والمجتمع........مريضٌ نفسياً
وهذا حُكمي......فاسمعوه وخذوه
الحمدان تُطلق حريته (داخل) السجن.......
وأنتم تُعاقبون (خارج) السجن
انتهى.........!!
تـ....حياتي
[ALIGN=CENTER] وميض الانفلات[/ALIGN]
ماذا فعلت يا ثامر.......لقد أيقظت المارد في قلمي.....قاضي الجنون....
[ALIGN=CENTER] ---------
.....:- الأمل المُقوس .......تعريف وجدته في بضاعة قديمة ولم أعرف المُعرف!!!
----------[/ALIGN]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثامر ... لمت نفسي كثيراُ لان الموضوع له يومين ولم اقراه الا الآن
بحق صياغة رائعة وطرح فريد
لا استطيع الا الوقوف اعجاباُ واحتراماً لشخصك اخي |253|
مع تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ALIGN=CENTER]أخي خارج نطاق الوعي .. ثامر الحمدان ..
لقد حاولت أن أقترب منك في معتقل اللاوعي .. غير أن الطبيب هددني بثقب ذراعي بحقنة (وعي) تفقدني وعيي إن فكرت بالإقتراب منك فاعذر ضعف روحي وقوة ذاكرة جروحي ..
عندما ذهبت إلى هناك لأول مرة .. كان كل شيء جميل .. لون الجدران .. السرير .. وحتى الأرضية بدت لي كورقة بيضاء كبيرة جداً .. فلم أستطع مقاومة رغبتي بالكتابة .. بحثت في أدراجهم عن قلم .. لم أجد سوى ( ألم ) .. كم أكره الحقن .. ؟!
و فجأة ..
اندفع الباب ودخل من لا أعرف ماذا يطلقون عليه .. وأخذ يحدثني عن عالم مثالي لا يسكنه سوى أشخاص مملون .. نسخ من الأجهزة المبرمجة بعقليات بشرية لا تعرف معنى للإثارة والتغيير .. لم أكن لأهتم بما يثرثر به وأنين الأوراق التي تختنق بين يديه يقرع طبلة أذني .. وعلى غفلة .. انتفضت الإنسانية بداخلي فانتزعت الأوراق من بين يديه بقوة .. سقطت الأوراق على الأرض من شدة الضحك عليه وقد تضاءل في ثيابه من الخوف .. شعرت بالراحة لسماع دندنة ضحكاتها .. التفت إليه .. كان قد بلل الخوف جسده .. رميته بابتسامة وقلت له : لا تفكر بتجميد رغبات الآخرين وحرمانهم من التعبير عن مخاوفهم بما يريح الإنسان المضطرب بداخلهم.. صمت طويلاً ثم أخذ يشتم وعيي .. وجاء بمن يقتادني إلى معتقل الترهيب الجسدي لإستكمال جلسات العلاج النفسي هناك ..
وهناك .. التقيت .. بـ( سرمد ) .. وهو فأر مختبرفقد عقله بعد وفاة حبيبته بجرعة كهرباء زائدة .. فسألته عما يحدث في هذه الغرفة .. فقال لي كلاماً عجباً قطع أمعائي .. وبدد حديثنا .. كائن بشري يرتدي معطفاً أبيضاً .. اقترب مني بحذر شديد لا أشك معه أن ذلك الذي لا أعرف ما يطلقون عليه قد ملأ عقله بالكثير من القصص المرعبة عني .. واصطحبني لغرفة ذات إضاءة خافته وطلب من الإستلقاء على السرير ثم بدأ معي حديثاً لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق ثم خرجت بحثاً عن ذاك الذي لا أعرف ماذا يطلقون عليه لأخبره أن ذاك الذي يرتدي معطفاً أبيض .. يصدم رأسه بالجدار بهستيرية فطمأنني بالقول أن ذلك يعني أنني أستجيب للعلاج وأن علي البقاء هنا مدة مماثلة للمدة التي تقتضيها الدراسة في الجامعه لكي يمنحني شهادة .. تثبت عدم إصابتي بأي لوثة عقليه .. وتؤهلني لدخول نطاق الوعي ..
أتعرف .. يا ثامر ..
لم أكن أعاني من أي مرض نفسي .. إنما ذهبت إلى هناك بحثاُ عنك ..
لأقول لك أنه .. ( عندما يحال الوعي إلى نعي .. فلا عزاء لقلوبنا .. )
تحياتي
زاد الركب[/ALIGN]