[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]13/ 11/ 1424هـ [/ALIGN]
في هذا اليوم أكمل عشرين سنة من حياتي الأرضية , أشعر بها بطولها وعرضها , إنها أعمار تقلصت في لحظة من الذكرى الكفيلة بأن تشعرني بكل الفرح .. الجمال .. الألم .. الحزن .. الفتور .. التيه .. الثورة .. التمرد .. الندم .. الطموح .. والعزة التي شعرت بها في حياتي , مشاعر متفارقة اجتمعت كلها في لحظة لتشهد إعمالها فيّ واكتمال بنائي العشرين .
إن الدنيا تنزع من روحي دومًا , فتصقلها وتزيد من سماكتها , حتى بِتُّ أنا اليوم أعجب من أنا الأمس ولا أكاد أتعرف عليها !
كنت بالأمس البعيد أظن الغنى في المال , وأرى الجمال في الصور والأشكال , فطلبتهما ورجوتهما ؛ أبتغي بذلك المنزلة والمكانة .
وأردت أن أكون ذات علم ، فإن له عزٌ وسؤدد , وظننت فيه الإجابة على كل ما لاإجابة لي به .. هكذا كنت أحس .
أردت أن أكون الكاتبة الشاعرة , أمس الجراح أداويها بقلبي قبل قلمي , وأترجم السعد وأزيد منه .
أردت الرسّامة فأرسم على قلوبهم , ويرون بريشتي مالايرونه في عيني .
وأردت الطبيبة فأداوي أسقام البدن كما أداوي أسقام الروح . أردت أن أكون أمًّا ذات غراس وبذر صالح ,أردت أن أقدم شيئًا للإنسانية .
وأدركت أن كل ما تمنيته هو سعيٌ في طرد الهم , وأملٌ في نفس مطمئنة , وطلبٌ للمجد والكرامة , ووجدته لا يتوج إلا بالقربة من الله ؛ فأردت أن أكون "شيخة" !
هكذا كانت رؤاي في طفولتي , وهذه أسبابي التي علمتنيها الأيام , فما كان لي مما طلبت إلا فكرًا مطمئنًا واحترامًا نلته من القلوب .
وطمأنينة الفكر نعمة عظيمة , تتمخض عن تجارب الحياة وحوادثها التي تستدعي التوقف . لقد أكسبتني صبرًا على مالابد من الصبر عليه , وأزهدتني في الدنيا , فلم يعد يغريني الزخرف , ولم يعد يثيرني ذلك الزخب على الوجوه والأشياء .
إنني في عشريني خلعت ثوب العشرين , وآثرت العزلة , ووجدت في الكتب أنسًا وسمرًا قلما أملّه .
أصبح ابتسامي أكثر منه هدواءًا وإطراقًا , لقد علمتني الحياة أن أبتسم , فإن ما يفوتك اليوم ستدركه غدًا غير مطالبٍ له , ولكن إن فاتتك نفسك .. إن فاتك يومٌ فما عشته .. فإنه من حسبة العدم . وأن ما ترجوه اليوم تزهد فيه غدًا , لأن كثيرًا مما نطلب قد يكون خارج مسارنا .
علمتني الحياة أن بابًا غير باب الله لا يجدي طرقه , وعلمتني معنى الحزن وثمن القيم والعيش في ظل الكرامة .
.
.
إنني حقًا آسفة على عشرين سنة رحلت .. وبلا رجوع
فاعذريني عشريني إذ لم أحتوِ انبثاقاتك .. حين لا أزال أتعلم , أتعلم كيف أعيش ... لأختار كيف أموت ...
بحــارة
ــــــــــــــــــــ
بكرة أول يوم في اختباراتي النهائية .. لا تنسوني من صالح دعاكم :SMIL: