المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - المرأة العربية : بين مطرقة التعلم .. وسنديان العنوسة ..



المرهفة
06-07-2002, 10:06 PM
أخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

ما أود طرحه من قضية ، تعتبر شائعة ومتفشية في معظم مجتمعاتنا العربية إن لم يكن كلها ، وكنت أود أن أطرح قصة قصيرة كي تصور هذه القضية دون الحاجة لأي تعمق ، إلا أن الموضوع بل المأساة متشعبة ولو أردنا الخوض فيها لتعمقنا إلى قضايا كثيرة تتعلق بموضوع النقاش ،،

حاولت أن أجد قصة تخص فرد معين أو فتاة معينة فاحترت لأني وجدت البطلات في هذه القصة كثيرات والمأساة تتفاقم يوماً بعد يوم ، حتى أصبح حلم التعلم لدى الكثيرات هو نفسه شبح العنوسة والتخلي أو تضاؤل فرصة الزواج لديهن .

بوجه عام ، وبأحداث موزعة بصورة مشتركة بين معظم مجتمعاتنا ، نجد الفتاة التي اتخذت حلم التعليم نبراسها وآثرت التعمق بالعلم وزيادة تحصيلها العلمي لتشبع نهم روحها وحبها للعلم ، نجد هذه الفتاة وغيرها المئات قد دفعن الضريبة التي فرضها عليهن المجتمع ، ألا وهو البقاء دون زواج واطلاق نعت عانسات عليهن ، ما أقوله ليس بالغريب ولا المستهجن بل هو الواقع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة العربية ضمن الإطار الضيق الذي حُدد لها ، فغير مسموح لها أن تطمح لكل شيء ،، إما التعلم وإما الزواج .. ولتترك الفرص الأخرى لغيرها من بنات جنسها

هذا طبعاً بعيداً عن الإسلام لأنني حددت هذه الظاهرة في المجتمعات العربية ، وذلك لأن الإسلام اهتم بالمرأة اهتماماً كبيراً وهيأ لها فرص التعلم منذ عهد الحبيب المصطفى صلوات الله عليه فقد دعى إلى تعليم المرأة وتثقيفها لتنمي كفاءاتها ومواهبها الفطرية في حدود النظام الاجتماعي، بأكثر ما أمكنها ، وتقوم بنصيبها من العمل لتعمير التمدن على أحسن وجه ممكن ، وفي ظل الإسلام أصبح من المسيور لها أن تبلغ أعلى مدارج النجاح والرقي، وأوجب أن يكون رقيها ونجاحها من حيث هي إمرأة ، إذ ليست محاكاتها للرجال من حقوقها الواجبة وليس مما ينفع التمدن أو المرأة نفسها أن تهيأ وتعد لتحيا حياة الرجال، ولا هي تستطيع أن تنتج في ذلك النمط من الحياة ، إذن فالإسلام منح المرأة المسلمة حقوقها الواسعة في حدود ما تسمح به فطرتها .. فقد ميز بينها وبين الرجل من حيث النوعية فأصبح التعليم للمرأة من وجهة نظر الإسلام هو الذي يجعلها زوجة مثالية وأماً رؤوماً وربة بيت مدبرة ، لذا يجب أن تعلم المرأة تلك العلوم التي تجعلها نافعة إلى أبعد حد ممكن في مجتمعها ، منها العلوم التي تهذب من أخلاق الإنسان وتوسع من أفق نظره ، فمن الواجب على كل مسملة أن تتحلى بهذه العلوم وهذه التربية ، ثم إذا كانت امرأة قد آتاها الله عقلاً خصباً وفكراً غير عادي، فصبت نفسها إلى أن تتعلم ما عدا ذلك من العلوم والفنون ، فالإسلام لا يعترض سبيلها، ما دامت لا تتعدى الحدود التي وضعها الشرع لبنات جنسها ..

عفواً على هذه الإطالة، لكن لابد من تبيان التناقض الاجتماعي الذي نحياه مع ما شرعه إسلامنا الحنيف ، وخلاصة ما أسلفت أن من حق المرأة التعلم والاستزادة لتكون عضواً فعالاً وبناءً في المجتمع ، كيف لا وهي نصف المجتمع وهي مصنع الأجيال ..

إلا أن الحاصل في الوقت الراهن أن المجتمع كثيراً ما يرفض هذه المرأة المتعلمة وبالأخص الرجل الذي يود الاقتران والزواج ، فنجد الكثير من الشباب يبتعدون عن المرأة المتعلمة وقد يكون ذلك لأنها جاوزت السن المحدد من قبلهم للزواج ولجأ هذا الشباب إلى الفتيات الصغيرات ولا أقللهن قدرهن ، لكن غاية الرجل من الارتباط بمثل هذا المستوى من السن والذي قد يكون من سن (15-20) وهي الغاية الغير مفسرة لدى الكثيرين ،

فقد يكون الدافع أن المرأة المتعلمة تكون متاعبها كثيرة لأنها أوعى وأنضج وليس من السهولة السيطرة عليها حسب رأي بعض الرجال .

وقد يكون الدافع الحصول على زوجة خام لا تفقه شيء بحيث يكون لديه مجال أوسع لممارسة رجولته وجبروته عليها .. أو رغبته بامرأة صغيرة لا زالت في قمة نضارتها وشبابها ..

فنجدهم يحاصرون المتعلمة من كل مكان ، بنظراتهم التي تكويها وكأنهم يعاقبوها على ذنبها وجريمتها التعليمية ، ويلفون ألسنتهم حولها كسياط من نار يجلدها على بقائها دون زواج ..

والأمر لا يتوقف عند هذا الحد ، بل نجد المجتمع بأسره يلاحقها بأسئلته واستفساراته الجارحة لها متناسياً فكرها ونضجها وما تقدمها لمجتمعها من مساهمة في بناء مجتمع صالح واعي مثقف .. كما نجد معظم المتعلمات يلجأن إلى الاقتران برجل أقل ثقافة منها أو تفكيره يختلف تماماً عن تفكيرها وطموحاتها فيحدث التضارب الذي يجعلن نجاح زواجهن أملاً ضيئلاً إن حالات عدة ..

أعزائي :
هذه معاناة الفتاة المتعلمة والتي قد لا تنفرد بها فشبيهاتها كثيرات ممن يعانين من شبح العنوسة .. فنجد معظم الفتيات الصغيرات لا يرغبن بإكمال تحصيلهن العلمي لئلا يفوتهن قطار الزواج .. كما حدث مع معارفهن أو أقاربهن .. حتى أنهن يكن مبهورات ببريق الذهب والمتعة متناسيات المسؤولية الكبرى والتي قد يعجزن عن أدائها كما هو مطلوب منهن .. فيكن أمهات جاهلات .. زوجات مستهترات .. ربات بيوت غير مدبرات .. والمأساة الأكبر هي أنه لو تم عمل استبيان أو إحصاء للمطلاقات في المجتمع سنجد معظمهن من اللواتي تزوجن مبكرات .. أيضاً إلا حالات عدة ..

عفواً أعزائي إن كنت قد تطرقت لأكثر من قضية في نفس الموضوع ، لكن كما ذكرت أعلاه القضية متشعبة ومترابطة بالكثير من مشكلات المجتمع الذي نعيشها وللأسف لا زلنا نسير في نفس الطريق الذي يوصلنا إليها ..

وختاماً ،

لدي تساؤلات قد تبادر أذهان العديد منا ألا وهي :

لمَ يبتعد الشاب المتعلم المثقف عن الاقتران بفتاة متعلمة !
وما السبب الحقيقي وراء تفضيلهن الزواج على التعليم دون الفقه بأمور حياتهن !
ولو فرضنا أن هذه المسألة هي نصيب وأن قدر هذه المرأة أن تحيا دون زواج ، لماذا نجد مجتمعنا دوماً يلاحقها بمطرقته ليعلق عليها لقب عانس ! متناسياً دورها العظيم في مجتمعاتها واحتمال كونها يد معاونة للرجل لشق حياتهما معاً !
وإن كان هناك أمور أخرى ترتبط بالموضوع وقد جهلتها فما هي !

وأخيراً لكَ أنت أخي المسلم ؛

هل حقاً المرأة المتعلمة غير مرغوب فيها في حياتك ولا تصلح لأن تكون زوجة صالحة ومربية فاضلة لأولادك وحامية لبيتك !

وأنتِ أختي الحبيبة ؛

ما الذي جعلك تتخلين عن حلم الزواج وتكوين أسرة وهو حلم كل فتاة لتنتهجي نهج التعليم والاكتفاء به ، أم أن الحياة هي التي لم تمهلك لكي تحصلي على فرصتك بأن تكوني زوجة لا مجرد فتاة متعلمة !

كلمة أخيرة ؛

إن كان هذا حال مجتمعاتنا وتقاليدها السائدة ، إذن لماذا لا ندع كل إنسان يحيا كما يحلو له بما يرضي ربه ودينه دون أن نلاحقه بالتجريح والمعاقبة .. كأنه عنصر منبوذ غير مرغوب به ، وهذا ليس بغريب فقد يحدث من أقرب الناس للفتاة ، نجد الوالدة دوماً لسانها يلهج بالدعاء لها بأن ترزق بزوج صالح ، والأب الخائف من فكرة أن ابنته قد فاتها قطار الزواج وستبقى دوماً في وجهه كأنها حجر عثرة في طريق حياته ، ألا يجدر بنا أن نراعي مشاعرهن ونحترم ما قُدر لهن من السماء !

أسأل المولى أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع مع أني قد أطلت فيه

وتقبلوا فائق تحياتي

استودعكم الله

أختكم في الله

المرهفة

عبدالله الكناني
07-07-2002, 12:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت المرهفه جزاك الله خير على موضوعك وتمنيت لو اطلت قليلا
فما أجمل أن يؤخذ العلم من مصدره بصفتك مطلعة على أحوال الفتيات
ولكنك تركت تساؤلا بالخط العريض
لماذا الحاجز بين العلم والزواج منيع ويصور على أنه صعب الإختراق بالنسبة للطرفين
لماذا الزواج لايكون وسيلة مساعدة في التحصيل العلمي
ولماذالعلم لا يكون عاملا في إستقرار الحياة الزوجيه
أليست المرءة العربية من ألقت بنفسها أمام تيار الحداثه والتزوير الذي نتج عن
الإحتلال الفرنسي للبلاد العربيه
وأنها سنّة التقليد الأعمى لنفسها ولمن جئن بعدها فأصخن لكل ناعق واتبعن كل مارق
ونفس الدعوة التي صاحبت (تخريب المرءة) التحرير المزعوم كانت الدعوة إلى
تأخير الزواج للتفرغ للعلم وهي حيلة لإختراق المجتمع وخلخلته على المدى البعيد
فكانت النتيجه نساء تقدم بهن العمر بلا أزواج فخرجن لمزاحمت الرجال ووقع الإختلاط
وذبحت الأخلاق ونحرت القيم ووئدت المبادئ.
فأولى لكل فتاة يتقدم لها الرجل الكفء أن لاتؤجله بحجة إتمام الدراسة فما يمنها من جمع بين خيرين؟ إذا هبّت رياحك فاغتنمها
ختاما أنا من يعتذر عن الإطاله لم يكن القصد ولكن الحديث ذو شجون

ابوفهد
08-07-2002, 12:36 PM
أختي الفاضلة المرهفة
الله يسعد أيامك بكل خير

لقد تفضلتي بالتطرق لمشكلة من المشاكل الكبيرة والمنتشرة في المجتمعات العربية ألا وهي العنوسة.

إلا انك أوعزت الأسباب إلى التعليم ومواصلته , بينما للعنوسة أسباب عديدة واذكر أنني قد تحدثت عنها في موضوع مطول العام الماضي في منتدى الأصدقاء بنسيج .

أولا من قال إن طموح المرأة في الزواج أو التعليم ؟

كما هو معلوم أن المرأة نصف المجتمع وهي مربية الأجيال كما تفضلتي فهي الأم قبل كل شيء وهي المدرسة ومربية الأجيال وهي الممرضة وهي الطبيبة وهي العاملة في الأعمال التي تناسبها وتتوافق مع مقدرتها الجسمية والعقلانية .

ففي بعض الدول العربية وصلت لدرجة وزير ووكيل وزارة وسفيرة وعندنا هنا بالمملكة وصلت إلى درجة وكيل مساعد .

هي المحاضرة وهي المهندسة وغير ذلك مما أثبتت جدارتها فيها .
لذلك فان طموحها اكبر من التعليم والزواج .

ثم أسألك سؤالاً :
هل المرأة لن تكون زوجة مثالية وربة بيت مدبرة إلا بالتعليم ؟

إذا أين أمي وأمك من هذا القول ؟!!!

ألم تنجب أمهات المؤمنين والصحابيات رجالاً تذكر سيرهم وبطولاتهم إلى عصرنا هذا ؟

كيف وصلتُ أنا إلى ما وصلت إليه ؟

وكيف وصلتِ أنت لهذه الدرجة من العلم والتربية الإسلامية ؟

أليس ذلك بفضل الله عز وجل ثم بتربية أمهاتنا لنا ؟

ثم من الذي أفتى بأنه لا يحق للفتاة مواصلة تعليمها وهي متزوجة ؟

عمر الزواج ماكان سبباً بعدم مواصلة التعليم .

وحسب علمي انه هناك بنات متزوجات ويواصلن دراستهن ويتفوقن أيضا وأنا شخصياً عايش هذه الحالة فابنتي متزوجة وتواصل تعليها وسوف تتخرج العام القادم بإذن الله ولم يؤثر عليها الزواج .

إنما المهم هو تفهم الزوج وتقديره واقتناعه بأهمية تعلم زوجته ومساعدتها بتهيئة الجو المناسب لها وتقدير ظروفها الدراسية .

أختي المرهفة

أنا معك أن هناك رجال يرفضون المرأة المتعلمة لكن ليس كونها متعلمة .
بل كونها أنها اكبر منه سناً وأعلى منه شهادة فقط لاغير .

ولذلك سبب ألا وهو تعالى أغلب النساء المتعلمات على أزواجهن وإنها افضل منه مستوى تعليمي واعتقادها أنه يرغب بالاستفادة من مرتبها الذي تستلمه آخر الشهر !!

وفي الحقيقة فإن الرجل يفضل الارتباط بفتاة عمرها مابين (15-20) عاماً دون أن يغفل ناحية التعليم .

إضافة إلى ما أشرت إليه وهو عدم السيطرة على الفتاة المتعلمة ممن يحملن الشهادات الجامعية لأنه من الطبيعي وكذلك فطرة الرجل السيطرة على المرأة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
( الرجال قوامون على النساء ) لكن ليس معناه الإهانة والاحتقار للمرأة فهذا الشيء لم يأمر به الإسلام .

فالإسلام أعطى المرأة جميع حقوقها وفرض عليها حقوقاً لزوجها أيضا .

أما كون الفتاة تفضل الزواج على التعليم فهذه سنة الحياة وشيء طبيعي أن يكون الزواج أهم من التعليم لأن الزواج ليس سبباً كما ذكرت سالفاً في عدم إكمال التعليم وبذلك تكون هذه الفتاة ذكية أنها جمعت خير الدارين وذلك بإكمالها نصف دينها وكسبت أجر الآخرة وأتمت تعليها ففقهت أمور حياتها وانه لاشيء غريب أن لا تفقه الفتاة أمور حياتها إلا إذا كانت من حملة الشهادات العليا !!!

أختي الفاضلة

ثقي أن المرأة المتعلمة والغير متعلمة هن زوجات صالحات ومربيات فاضلات لأولادنا وحاميات بيوتنا بعد الله .

وكم فتاة جاهلة لمبادئ الكتابة والقراءة وهي من افضل الزوجات وأرقى الأمهات واحنهن على أولادهن .

فلا فرق بين الاثنتان إلا بالتقوى إلى الله

الفتاة تتخلى عن التعليم لأجل الزواج لأن الزواج هو الأساس والتعليم شيء ثانوي بالنسبة لأهمية الزواج .

المهم نرجع ونعيد النقطة الرئيسية بالموضوع الزواج ليس عائقاً عن التعليم .

والزواج أهم في الأولية من التعليم

والزواج هو سنة الحياة التي فرضها الله على العباد

أختي الكريمة المرهفة

هذا ما استطعت كتابته الآن وإلا الكلام يطول ويطول ومع الإطالة لن نصل إلى اتفاق ( اقصد مؤيدي الزواج ومؤيدي التعليم )

لك خالص التحية والتقدير

المرهفة
08-07-2002, 05:04 PM
الأخوة الكرام؛
الطائر الشادي
أبو الفهد

بداية أشكرك على تكرمك بالرد وجزاكم الله خير الجزاء على ما سطرتموه من أفكار مكملة للموضوع ..

قبل أن أبدأ بكلامي فيما يتعلق بالموضوع أود أن أذكر مسألة هامة أن التعليم ليس معيار لتقييم الإنسان والحكم على صلاحيته في الحياة فهناك العديد من الرجال ممن لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم ولكنهم يملكون من رجاحة العقل بقدر لا يملكه رجال هم في أعلى مراتب الجامعات والتعليم .. وكذلك سيدات منحهن الله رجاحة وعقل يستطعن فيها أن يحسن تسيير حياتهن بما يرضي الله ورسوله ..

لكن لكل قاعدة شواذ ......... ولا نستطيع أن ننكر ما هو حاصل في مجتمعاتنا العربية .. فلا يمكن أن نرى جميع هذه الظواهر والتي هي بالأصل مآسي ونقول ليس هناك مشاكل أبداً فنكون كالنعامة التي تغرس رأسها في الرمال .. فهذا واقع نعيشه وتعاني منه مجتمعاتنا شئنا أم أبينا ..

وعندما طرحت الفكرة لم يكن الهدف هو بيان أن التعليم مشكلة أو سبب في عنوسة النساء ولست بصدد الدفاع عن هذه الفئة من الفتيات ، كما أني لم أحصر أسباب العنوسة بالتعليم .. فهناك أسباب كثيرة تعمل على زيادة نسبة العنوسة في المجتمع ، لكن ما عملته هو بيان ظاهرة أو بالأحرى فكرت بصوت مرتفع تبعاً لحقائق أراها حولي ألا وهي أن نسبة كبيرة من المتعلمات هن عوانس من عوانس المجتمع فوددت لو تشاروكوني والأخوة بمناقشة هذه الظاهرة والتي تعمل على زيادة مشكلات مجتمعاتنا .. علماً أني لا أحبذ لقب عانس لأن فيه من التجريح ما يكفي لبنات جنسي .. ومعاقبة على ذنب قد لا يكن السبب فيه أو وضع لمن يكن من اختيارهن ..

كما أنوه أن سن الزواج بعيداً عن العنوسة والتعليم هو نسبي ، يختلف من مجتمع وآخر ، فهناك مجتمعات تفضل المرأة ذات السن المعقول ولا تجد مشكلة في زواج الفتاة حتى بعد تخطيها سن الـ(25) وأكثر .. وفي مجتمعات أخرى لا تسمح ببقاء البنت دون زواج بعد سن الـ(14) .. وهذا واقع يحدث في نفس الدولة أيضاً .. على الأقل هذا ما أشاهده حولي ..

أما تعليم المرأة .. أؤكد أن الإسلام اهتم بتعليم المرأة ولم يهمل هذا الجانب .. وكانت البداية من عهد الحبيب المصطفى عندما أمر في تعليم المرأة وتفقيهها في أمور دينها ودنياها .. وعُقدت الحلقات والجلسات لتفقيه النساء واستمر الحال كذلك في عهد الصحابى رضوان الله عليهم وإن كان هذا يدل على شي إنما يدل على عناية الإسلام بالمرأة وبأهمية كونها متعلمة متفقهة تلم بما يدور حولها من أمور وتحسن التصرف في مختلف المواقف .. فالمرأة في نظر الإسلام كالرجل من حقها الإلمام بكافة العلوم والدين لتستطيع أن تكون اليد المعاونة للرجل في المجتمع ولكي تتمكن من بناء مجتمع مسلم صالح سليم ..

حقاً قد تكون أمهاتنا ممن تزوجن صغيرات .. وأبدعن في إعداد الجيل المسلم الذي يعاصرنا .. ولكن من وجهة نظري أنه صحيح أن المرأة سلفنا لم تدخل الجامعات وقد تكون لم تعرف المدارس ولكن ألم يكن هناك من يعمل على تربيتها التربية الإسلامية الصحيحة وأمهاتهن ألن يكن يفقههن في أمور حياتهن وواجب الأزواج والأولاد والبيت .. حتماً كانوا .. والأهم من ذلك أن الأخ الطائر الشادي تتطرق لفكرة ما استجد على مجتمعاتنا من دعوات للتحرير المرأة وبناء شخصيتها وهذا بالحقيقة مضاد لفحوى الدعوى بل كانت دعوى لشقاء المرأة ولا يخفى على أحد أن العديد من النساء قد انجرفن وراء هذه الدعوات وأخذن ما يناسب ميولهن واهوائهن لا واجبهن وحق المجتمع عليهن .. لذا لا بد من إعداد المرأة الإعداد السليم وتوعيتها وزيادة أفق مداركها كي تكون قوية على مجابهة مثل هذه الرياح التي تهدف لتفسيخ مجتمعنا المسلم وتجريده من قيمه وأعرافه..

وهناك نقطة مهمة .. ألا وهي أن لم أدافع عن المرأة التي اختارت التعليم وفضلته على الزواج وهذا لا ينطبق مع دعوة ديننا الحنيف لها وهي إيثار الزواج على التعليم .. ولا أدافع عن تلك المرأة التي لم تجد من يناسبها من الرجال بسبب تعاليها واشتراطها لمواصفات معينة منها كونه متعلم تعليم عالي لزوج المستقبل فكانت النتيجة أنها لم تحظَ بشيء واكتسبت لقب عانس ..

أما هنا سأتحدث عن نقطة لا أطلقها جزافاً أو تقدير ولكن بناءً على استبيان ونقاشات مع الفئة المتعلمة في جامعتنا .. وعند سؤال أحد الدكاترة المثقف حول تفضيله للمتعلمة أم المرأة العادية ولن أقول الجاهلة .. فكان جوابه طبعاً لا سأختارها امرأة عادية لا اهتمامات لها سوى بيتي وأنا .. ولا أريد امرأة تناقشني بكل كبيرة وصغيرة فتسبب المشاكل لنفسها ولي .. وهذا هو جوابه تقريباً الحرفي ..

وآخر قال : المتعلمة ستكون قد أخذت شوطاً كبيراً في التعليم ومضى بها العمر .. أي ستكون كبيرة السن .. رغم أنها قد تكون أقل من سني ولكن لمَ لا ارتبط بفتاة صغيرة تلبي رغباتي وتكون أكثر نضارة وحيوية ..

وآخر قال : لا يهمني بالمرأة ان تكون متعلمة أو غير متعلمة حتى لو لم تكن تفقه أي شيء المهم انها امرأة !!!!!!!!!!!

هذه عينة بسيطة من بعض الإجابات التي تُدمي القلب فتضيع حقوق نساء فعلاً راغبات بتكوين أسرة سليمة صحية .. وذلك كونهن غير مرغوبات من قبل المجتمع ..

والأهم من ذلك ..
لو خيروك أخي بالزواج هل فعلاً تفضلها إنسانه لا تفقه أي شيء بما يدور حولها .. وإذا رغبت بنقاش موضوع ما معها باعتبارها شريكتك ورفيقة دربك .. هل ستقدر هذه الإنسانة أن تلبي لك هذه الرغبة !!

وإذا ما تحدثت في موضوع ألا تحب أن تجد اتصال فكري وتوافق فيما تطرحها من أفكار معها ..

أكرر لست بصدد الدفاع عن المتعلمات .. لكن لكل عصر متطلباته وظروفه الخاصة به .. فالرجل اليوم لم يعد يكتفي بكون أن أنثى موجودة معه بالبيت (طبعاً فئة ) بل لابد وأن تكون قادرة على معاونته ومساعدته وإكمال طريقه والأخذ بيده لتحقيق أحلامه المشروعة وتفرغه لعمله دون أن يقلق على بيته وأبنائه وتربيتهم وتعليمهم لأن هناك من تقف إلى جانبه وتتولى هذه الأمور ..

أما بالنسبة للتعليم والزواج .. هناك نسبة كبيرة من النساء المتزوجات ويكملن تعليمهن وهذا لا أنكره بل أن زواجاتهم تكون من أنجح العلاقات.. ولكن هل جميع الأزواج يقدرون ظروف الدراسة والامتحانات وانشغال نسائهم عنهم !! بل أن بعضهم لا يستسيغ فكرة أن يخرج مبكراً مع زوجته هي إلى الجامعة وهو إلى عمله وعندما يعود لا يجدها لأنها لم تنهي محاضرات والحقيقة أن هذه النقطة تسبب العديد من الخلافات الزوجية بين الأزواج ..

لا أريد أن أطيل أكثر .. لكن كما أسلفت الموضوع متشعب ويحتاج العديد من النقاشات ..

لكن ..

إذا كان العلم والثقافة ليست مشكلة في الزواج .. لمَ نجد هذه النسبة العالية من الفتيات المطلقات وهن لم يتجاوزن العشرين من عمرهن !! وبناءً على ما سمعته من بعضهن وهن طالبات في الجامعة حالياً .. هن نادمات لأنهن أضعن هذه الفترة من عمرهن كان الأجدر بهن أن يستغلنها في التعليم ..

وهناك رجال يطلبون نساء موظفات عاملات لمساندتهم في ظروف الحياة الصعبة التي نحياها في ظل غلاء قد لا يمكن الرجل حتى من الزواج .. وهذا ليس بالخطأ على العكس من أجل العلاقات هي القائمة على التعاون في شق طريق الحياة معاً بين الرجل وزوجته ..

وإن كان هناك نساء أسأن تفسير هذه الظاهرة فهذه خطأ وقعن فيه .. ولا نغفل أن بعض الرجال لا يكون هدفهم التعاون والمساندة ليعيشا حياة كريمة معاً إنما الاستغلال .. وهذا حاصل أيضاً

وأخيراً .. هذه مشكلة قائمة لا خيالات .. وهي سبب من بين مئات الأسباب التي تؤدي إلى العنوسة في مجتمعاتنا .. فأنا لم أحصر الأسباب في التعليم .. بل التعليم رسالة جليلة هامة لشخصية كل من الرجل والمرأة وتنمية الفكر لديهم ولا تقتصر على الرجال كما هو حاصل في بعض المجتمعات .. ولا يعني تعليم المرأة انها ستزاحم الرجل في عمله ووظائفه .. يكفي أن تكون أم واعية مقدرة للظروف تحسن التصرف فيما لو مرض طفلها .. أو مات لها قريب مثلاً ... فهناك العديد من المخالفات الدينية التي تقع فيها النساء بسبب الجهل بحقيقتها أو التفقه بما يتعلق بها ..

تمنيت لو أني قرأت ردود أو نقاشات من بعض الأخوة (الرجال) على الأقل لإلقاء الضوء على بعض النقاط والتي قد لا نستطيع نحن الفتيات تفسيرها التفسير السليم .. وعلى كل حال شكراً لكل من تكرم بقراءة الموضوع وتفضل بالرد ..

استودعكم الله جميعاً

تحياتي

أختكم في الله
لجين